أول تعليق على إيقاف الجماعات العراقية هجماتها ضد القواعد الأميركية: لإعادة التموضع والانتشار
قال أكرم الكعبي، زعيم جماعة "النجباء"، العراقية المقرّبة من طهران، اليوم الأحد، إن "الهدوء الحالي"، هو ضمن تكتيك لإعادة التموضع والانتشار، وذلك في أول تعليق له على إيقاف الجماعات العراقية المسلحة هجماتها على القواعد الأميركية في العراق منذ 20 يوما، مُشككا بجدوى المفاوضات التي تجريها حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مع الإدارة الأميركية والساعية لإنهاء الدور العسكري الأميركي في البلاد.
ومنذ عشرين يوماً، لم تنفذ الفصائل المسلحة في العراق المنضوية تحت مظلة "المقاومة الإسلامية"، أي عملية تجاه المصالح الأميركية في البلاد، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي في الأجواء العراقية، خاصة في بغداد والأنبار وإقليم كردستان.
وتصدرت حركة "النجباء"، خلال الأشهر الأربعة الماضية، باقي الفصائل العراقية الأخرى في التصعيد العسكري ضد التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وقصفت القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسورية.
وقال الكعبي في بيان له، اليوم الأحد، تعليقا على وقف عمليات الجماعة العسكرية، وهو أول إقرار رسمي يصدر عن زعيم الجماعة المدرجة على لائحة العقوبات الأميركية، إن "الهدوء الحالي ما هو إلا تكتيك مؤقت لإعادة التموضع والانتشار".
وأضاف أن "بعض الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم ودينهم وضميرهم للمحتل قد أعطوه معلومات عن المقاومة ومواقعها، لذلك صار واجبا إعادة التموضع وحماية إخوتنا وتغيير أسلوب وتكتيكات المعركة واستكمال الجهوزية والمفاجآت قادمة".
— الشيخ اكرم الكعبي (@Akram_Alkabee) February 25, 2024
وفي ما يبدو أنه رد ضمني على منتقدي قرار وقف عمليات الجماعة والجماعات الأخرى قال الكعبي، إن "كل من لديه خبرة أو ثقافة عسكرية يفهم ما نقول وما نفعل، وكذلك أننا نحرص على حماية وإبعاد الحشد الشعبي عن الاستهدافات الأميركية التي تدل على غباء المحتل وتخبطه".
وتابع أن "المقاومة الإسلامية وإن كانت لم ترفض مفاوضات الحكومة لإعلان جدولة الانسحاب الأميركي من العراق، إلا أننا نؤكد أن المحتل الأميركي كاذب ومخادع ومتغطرس، وواهم من يتصور أنه سيرضخ وينسحب من العراق بالتفاوض، فما هو إلا شيطان تجسد في حكومة الشر العالمي، فلا ينفع معه غير منطق القوة والسلاح، والمقاومة لا ولن تهادن الشيطان الأكبر".
وختم زعيم فصيل حركة النجباء بيانه بالقول: "لا نكترث للهجمات الإعلامية سواء كانت من ماكينة الحرب النفسية الأميركية او من العملاء المشككين والمأزومين، لكن ما يؤلمنا أنها كانت من أبناء جلدتنا أو من البسطاء الذين استدرجتهم هذه الحملات المسعورة فغرقوا في وحلها بغير علم وقصد".
وتعليقا على البيان قال، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل، لـ"العربي الجديد"، إن "بيان الكعبي أكد أن الهدنة أو التهدئة هي قابلة للانهيار بأي لحظة، ويؤكد عدم سيطرة الحكومة العراقية ورئيسها السوداني على تحركات الفصائل المسلحة، وهذا يضعها مجددا بموقف محرج أمام الأميركيين وعموم المجتمع الدولي".
وبين فيصل ان "عودة الفصائل المسلحة لأي عمليات عسكرية ضد الأميركيين، تعني عودة الضربات الأميركية ضد الفصائل وقياداتها، وغير مستبعد استهداف قادة بارزين في الفصائل، وربما يشمل الأمر قادة الخط الأول، وعدم الاكتفاء بالقادة الميدانيين، وهذا يُدخل العراق بمرحلة خطيرة جداً".
وأضاف مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية أن "إيران أدركت خطورة الوضع الأمني في العراق، ولهذا عملت على الضغط على الفصائل العراقية من اجل التهدئة مقابل عمل الحكومة إخراج القوات الأميركية عبر التفاوض، رغم أنها تعلم أن هذا الأمر صعب جداً، وهو قابل للتسويف سواء من قبل بغداد أو واشنطن".
وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء حسين الموسوي، قبل أيام لـ"العربي الجديد"، أن "الهدنة حالياً هي فرصة للأميركيين والتحالف الدولي من أجل استكمال متطلبات الانسحاب من العراق (مفاوضات الحكومة العراقية مع واشنطن)، لأن سلاح المقاومة جاهز وثابت وقادر على المواجهة في أي وقت".
ونفذت جماعة "المقاومة الإسلامية"، التي تضم فصائل "النجباء"، و"كتائب حزب الله"، و"سيد الشهداء"، والإمام علي"، و"الأوفياء"، ومليشيات أخرى تُعرف أنها مرتبطة أو مدعومة من إيران، أكثر من 180 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على قاعدتي عين الأسد وحرير الأميركيتين في الأنبار وأربيل، غربي وشمالي العراق، إلى جانب هجمات مماثلة على قواعد أميركية شرقي سورية، ضمن الحسكة ودير الزور.