حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو المسؤولية بالتمهيد لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة خدمة لمصالحه السياسية الشخصية.
وفي مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، أوضح أولمرت أن أحداث العنف التي نظمتها الجماعات اليهودية المتطرفة في القدس مؤخراً تخدم أهداف نتنياهو، على اعتبار أنها تساعده على المحاججة بأن إسرائيل تمر في حالة طوارئ وطنية، ما يستدعي تشكيل حكومة يمينية متطرفة بمشاركة حزب "يمينا"، الذي يقوده نفتالي بينت.
وحسب أولمرت، فإن مبادرة منظمة "لاهافا" التي تمثل الحركة الكهانية إلى القيام بأعمال العنف الأخيرة في القدس بهدف إشعال الأوضاع تخدم هدف نتنياهو، محذراً من أن هذا سيقود إلى ردة فعل فلسطينية تنتهي باندلاع انتفاضة.
وشدد على أن نتنياهو الذي يتظاهر بأنه "متفاجئ" من الأحداث الأخيرة في القدس سيستغلها في الضغط على القوى اليمينية للانضمام إلى حكومته.
وأعاد للأذهان حقيقة أن اليهود، ومنذ وقت طويل، يتعمدون إيذاء الفلسطينيين في الكثير من مناطق الضفة الغربية، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات تتم بشكل منظم ومنهجي. ولفت إلى أن المنظمات اليهودية تصمم اعتداءاتها ضد الفلسطينيين، بحيث تتسبب في ضائقة اقتصادية لهم، فضلاً عن الأذى الجسدي.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إلى أنشطة منظمة "فتية التلال" اليهودية الإرهابية، التي يقوم عناصرها بـ "ضرب المزارعين الفلسطينيين، وتدمير أشجار الزيتون الخاصة بهم وإلقاء الحجارة عليهم"، مشيراً إلى أن هذا السلوك سيدفع الفلسطينيين في النهاية إلى الرد بشكل عنيف على هذه الاعتداءات.
وتستهدف الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون اليهود في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين دفعهم إلى مغادرة المكان الذي يعيشون فيه، كما ذكر أولمرت.
ولا يساور أولمرت شك بأن نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة تحسن من بيئة عمل التنظيمات اليهودية المسؤولة عن القيام بالاعتداءات على الفلسطينيين، سيما في أعقاب نجاح بعض "الفاشيين" في الوصول إلى الكنيست، مثل إيتمار بن غفير، زعيم الحركة الكهانية.
ولفت إلى أن الساسة الذين يدعمون العنف اليهودي ضد الفلسطينيين يعون أن نتنياهو "قابل للابتزاز، جبان وليس لديه القدرة على تحمل الضغوط"، مشيراً إلى أنهم يعرفونه ويدركون أن ممارسة الضغط عليه تجعله يستسلم لهم ويفعل بالتحديد ما يطلبونه.
وأبرز أولمرت حقيقة أن نتنياهو، منذ أن صعد للحكم للمرة الثانية في 2009، وتحت ضغط القوى السياسية الداعمة للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية، عمد إلى إحباط كل فرصة لاستئناف الحوار مع السلطة الفلسطينية "التي كانت تتعاون (مع إسرائيل) في الجهود الهادفة إلى منع الهجمات الإرهابية وإراقة الدماء"، على حد تعبيره.
ويضيف أولمرت أن عمليات العنف التي يمارسها اليهود ضد الفلسطينيين تتم في الوقت الذي "تتعاون السلطة الفلسطينية مع إسرائيل في منع العمليات الإرهابية وتقوم أجهزتها الأمنية بتسليم الفلسطينيين الذين يشتبه بأن لهم علاقة بالعمليات الإرهابية إلى جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك"، على حد تعبيره.
ويرى أولمرت أن كل ما يعني نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل هو مصير المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والمشروع الاستيطاني بشكل عام وضمان الحفاظ على قدرتهم على مواصلة السيطرة على الأراضي الفلسطينية الخاصة وتوسيع النقاط الاستيطانية التي دشنت بدون إذن الحكومات الإسرائيلية.
وتوقع أولمرت أن يلجأ نتنياهو إلى إشعال مواجهة على الجبهة الشمالية أو مع قطاع غزة في حال لم ينجح رهانه على اندلاع مواجهة في القدس.