أعلنت أوكرانيا، اليوم الخميس، أنها تسعى للحصول على مساعدات عسكرية إضافية من حلفائها الغربيين بعدما أعربوا عن قلقهم حيال تحرّكات القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية.
وينخرط الجيش الأوكراني في نزاع مع انفصاليين مؤيدين لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك اندلع بعدما ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم العام 2014. وتتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال قوات وأسلحة عبر الحدود، وهو أمر تنفيه موسكو.
وأظهرت تسجيلات مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أخيرا أن روسيا تحرّك قوات ودبابات وصواريخ باتّجاه الحدود الأوكرانية، ما أثار القلق من احتمال حدوث تصعيد في النزاع. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "ازدادت عدائية روسيا الدبلوماسية والعسكرية بدرجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة".
وقال كوليبا للصحافيين إن "أوكرانيا تعزز (تعاونها مع) حلفائها بشكل نشط لمواجهة التهديدات". ولفت الوزير إلى أنه بعد زيارتين أجراهما إلى واشنطن وبروكسل في الأيام الأخيرة، فإن "العمل جارٍ لتطوير حزمة شاملة لاحتواء روسيا".
وأوضح أن الحزمة تترجم بـ"دعم سياسي" لأوكرانيا من حلفائها الغربيين و"تكثيف الضغط الدبلوماسي ومن خلال العقوبات" على روسيا، إلى جانب "إمداد جيشنا بمزيد من الأسلحة الدفاعية". وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي عن قلقه حيال تحرّكات القوات الروسية وحذر موسكو من تنفيذ أي غزو محتمل.
كذلك، أكد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق أنه يشعر بالقلق حيال أنشطة روسيا العسكرية قرب الحدود الأوكرانية.
وبعدما ارتفع مستوى العنف مطلع العام، حشدت روسيا نحو مائة ألف عسكري عند الحدود مع أوكرانيا خلال الربيع، ما عزز المخاوف من احتمال حدوث تصعيد كبير في النزاع. وأعلنت روسيا لاحقا سحب قواتها لكن أوكرانيا والولايات المتحدة أكدتا حينذاك أن الانسحاب كان محدودا. وأسفر النزاع في شرق أوكرانيا عن مقتل 13 ألف شخص.
الكرملين يطلب من أوروبا الكف عن تحميل روسيا مسؤولية "كل المشاكل"
طلب الكرملين الخميس من المسؤولين الأوروبيين التوقف عن اعتبار روسيا "مسؤولة عن كل المشاكل" وسط توترات جديدة متزايدة حول قضيتيْ بيلاروسيا وأوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: "روسيا تريد أن تستعيد أوروبا رشدها وتتوقف عن تحميلها مسؤولية كل المشاكل".
وغداة إعلان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن خوض روسيا "مغامرة عسكرية" عند حدود أوكرانيا وبولندا قد يكون "خطأ مأسوياً"، أشار بيسكوف إلى تضاعف "المنشورات (الصحافية) الهستيرية في بريطانيا". وأضاف: "روسيا لا تخوض أي حرب مختلطة".
وندد كلّ من حلف شمال الأطلسي وواشنطن وباريس وبرلين بتعزيز الوجود العسكري الروسي عند الحدود الشرقية لأوكرانيا حيث النزاع المسلح مع الانفصاليين الموالين لروسيا لا يزال قائمًا منذ العام 2014.
من جهتها، أعلنت كييف، الخميس، أنها تسعى للحصول على مساعدات عسكرية إضافية من حلفائها الغربيين بعدما أعربوا عن قلقهم حيال تحرّكات القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية.
وأفاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الصحافيين بأن كييف تسعى إلى دعم سياسي واتفاقيات لـ"إمداد جيشنا بمزيد من الأسلحة الدفاعية"، مضيفًا: "تزداد هجومية روسيا بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة". وأشار بيسكوف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتحدّث "بالتفاصيل" بعد ظهر الخميس أمام مسؤولين من وزارة الخارجية.
وتتهم الدول الغربية موسكو بأنها تلعب دورًا أساسيًا في أزمة المهاجرين عند الحدود مع بيلاروسيا فيما الكرملين ينفي، طارحًا نفسه كوسيط بين الاتحاد الأوروبي ومينسك.
(فرانس برس)