أنغولا تشيّع رئيسها السابق دوس سانتوس الذي حكم البلاد 38 عاماً

29 اغسطس 2022
شغل دوس سانتوس منصب رئيس أنغولا من 1979 إلى 2017 (خوليو باتشيكو نتيلا/فرانس برس)
+ الخط -

شيّعت أنغولا، الأحد، رئيسها السابق خوسيه إدواردو دوس سانتوس الذي حكم البلاد 38 عاماً بقبضة من حديد، واتُّهم بالفساد والمحسوبية، تاركاً إرثاً مثيراً للجدل.

وشغل دوس سانتوس منصب رئيس أنغولا من 1979 إلى 2017، من دون أن يتم انتخابه بشكل مباشر. وقد توفي في الثامن من يوليو/تموز الماضي عن 79 عاماً، في مستشفى في برشلونة أدخل إليه بعد سكتة قلبية.

وتأتي مراسم تشييعه في لواندا بعد أيام على تصويت الأنغوليين الأربعاء لاختيار نوابهم، في اقتراع يفترض أن يسمح باختيار الرئيس المقبل، وسط تنافس حاد لم تشهده البلاد من قبل، وانتقادات لنتائجه الأولية. وتشير النتائج الأولية إلى تقدم الحزب الحاكم "الحركة الشعبية لتحرير أنغولا"، لكن المعارضة في "الحركة من أجل استقلال أنغولا التام" (يونيتا) تطعن في ذلك.

وقالت مفوضية الانتخابات التي اجتمعت الأحد لوضع اللمسات الأخيرة على النتائج النهائية، إن العملية "جارية".

وكان أكثر من ألف شخص حاضرين في ساحة الجمهورية بوسط العاصمة، خلال المراسم التي بدأت صباح الأحد. وتم تنكيس أعلام سوداء، بينما كُتب على ملصقات كبيرة "وداعاً أيها الصديق أيها الرئيس". ومن بين الرؤساء الذين حضروا، رؤساء دول البرتغال، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وعلى المنصة، أشاد الرئيس الناميبي السابق سام نجوما بدوس سانتوس، معتبراً أنه "رجل دولة مخلص ومتحمس للوحدة الأفريقية". وقبله، تحدثت جوزيان دوس سانتوس بحزن عن والدها، مشيرة إلى حب المتمرد الماركسي السابق للموسيقى. وحضر عدد من ناشطي "الحركة الشعبية لتحرير أنغولا" بملابس بألوان علم البلاد.

وقال مانويل كالونغا (57 عاماً) وهو موظف حكومي، لوكالة فرانس برس، إن "موته يترك فراغاً كبيراً"، مشيراً إلى أن "أعظم إرث له هو السلام". وأنهى دوس سانتوس في 2002 حرباً أهلية قُتل فيها 500 ألف شخص خلال 27 عاماً. ويرى فيه أنصاره "مهندس سلام"، لكن في شوارع لواندا، يتذكر كثيرون قبل كل شيء حقبة من الفساد. وقالت سيدة الأعمال ماريانا كويسانغا (42 عاماً) لوكالة فرانس برس، إنها تأمل أن "يوقف موته دوامة كاملة".

وحوّل الرئيس السابق، أنغولا الغنية بالموارد، إلى واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في القارة، لكنّه استخدم هذه الثروة غير المتوقعة لإثراء عائلته، بينما ظلت بقية البلاد واحدة من أفقر دول العالم. ولم يلقِ الرئيس المنتهية ولايته جواو لورينسو (68 عاماً) أي كلمة خلال التشييع.

"ملهاة رهيبة"

أعيد جثمان دوس سانتوس الأسبوع الفائت من إسبانيا، حيث كان يقيم منذ العام 2019. وكان بعض أبنائه يعارضون ذلك، خوفاً من استخدام الجنازة أداة في الوضع السياسي. ودانت ابنته تشيزي (44 عاماً) على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد، "الملهاة الرهيبة". وحضر الجنازة نجله خوسيه فيلومينو الذي حُكم عليه بالسجن بتهمة الفساد، لكن عُلّقت عقوبته. وكتبت ابنته الكبرى إيزابيل التي يلاحقها القضاء في تحقيقات فساد، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها لن تكون حاضرة.

وكان خوسيه دوس سانتوس غادر السلطة في الخامسة والسبعين من العمر، بعدما أنهكه المرض. ودوس سانتوس الذي كان أحد الرؤساء الأفارقة الذين حكموا لفترات طويلة، فرض نفسه حتى خارج حدود بلده كإحدى أهم شخصيات القارة. واختار دوس سانتوس بنفسه جواو لورينسو خلفاً له، والذي انتخب في 2017، ويبدو على وشك الفوز بولاية ثانية. لكن إذا تأكدت نتائج انتخابات الأربعاء، فسيسجّل الحزب الحاكم منذ الاستقلال في 1975 أسوأ أداء له. وكان قد فاز بـ61 في المائة من الأصوات عام 2017.

وخاض لورينسو حملة واسعة لمكافحة الفساد، استهدفت المقربين من راعيه الراحل. ودان أنصار دوس سانتوس ما اعتبروه حملة اضطهاد. وفي أجواء الصعوبات الاقتصادية الكبيرة، حققت المعارضة تقدماً. وتفيد أرقام البنك الدولي بأن أكثر من نصف 33 مليون أنغولي يعيشون تحت خط الفقر. وقبل رحيله، أصدر دوس سانتوس العديد من القوانين التي تمنحه حصانة قانونية واسعة، ولم يقترب منه القضاء يوماً.

(فرانس برس)

دلالات
المساهمون