أعلنت عدة ألوية فاعلة ومؤسسة في "حركة أحرار الشام"، التي تتمركز شمالي سورية في محافظات إدلب وحلب وحماة، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، عن "نزع الشرعية" من قيادة الحركة التي وصفتها بـ"الانقلابية"، وتعيين قائد جديد للحركة تمهيداً لتشكيل مجلس عسكري موحد.
وأصدر كل من "لواء الإيمان" (محافظة حماة)، و"لواء الخطاب" (سهل الغاب)، وقوات النخبة في "لواء العاديات" (سهل الغاب)، و"لواء الشام" (دمشق)، و"كتيبة الحمزة" (إدلب)، بياناً موحداً أعلنت فيه عن "عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب، ونزع الشرعية من القيادة الحالية التي لا تمثل أحرار الشام"، وفق البيان.
وقبل نحو عامين، انقلب حسن صوفان على جابر علي باشا، القائد السابق لـ"حركة أحرار الشام" بدعم كامل من "هيئة تحرير الشام" وعُين بعد الانقلاب عامر الشيخ قائداً للحركة، وأحمد الدالاتي نائباً له، لا سيما أن القائد والنائب مقربان من "تحرير الشام"، واللذان يحركهما صوفان.
وجاء ذلك عقب مشروع اندماج كان يُحضر له بين "الجبهة الشامية"، أكبر مكونات "الفيلق الثالث" التابع لـ"الجيش الوطني السوري"، مع "حركة أحرار الشام"، التي كانت من أكبر مكونات "الجبهة الوطنية للتحرير"، الأمر الذي دفع "تحرير الشام" لتحريض صوفان على الانقلاب كي لا يكون لها منافس قوي ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية.
وأكدت الألوية في بيانها "حل مجلس قيادة الحركة الحالي، وعزل عامر الشيخ من موقعه كقائد عام لأحرار الشام واختيار يوسف الحموي (أبو سلیمان) قائداً عاماً لحركة أحرار الشام"، معلنة سعيها لـ"التواصل مع أبناء الحركة للعمل على تشكيل مجلس قيادة جديد وفق ميثاق الحركة ومنطلقاتها للعودة إلى الأصل ما قبل الانقلاب".
ودعت الألوية الموقعة على البيان "بقية تشكيلات الحركة للالتحاق بها، لإعادة الحركة إلى مسارها القويم، والحفاظ على نهجها السليم، لتكون سهما في كنانة الثورة السورية المباركة".
وتتمركز الألوية الموقعة على البيان ضمن مناطق درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" شمالي سورية، ولها نقاط على خطوط التماس مع قوات النظام السوري بريف حلب الغربي ضمن مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام".
وقالت مصادر عسكرية من داخل "حركة أحرار الشام"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "القيادة السابقة لحركة أحرار الشام أصدرت أمراً، أمس الإثنين، بسحب نقاط القتال بريف حلب الغربي من الألوية الموقعة على البيان"، مشيرةً إلى أن "قيادة الحركة فصلت الكتل الموقعة على البيان قبل خمسة أيام من صدروه، كونها علمت بأنها تحضر لانقلاب لإعادة الحركة إلى مسارها الصحيح".
وأضافت شريطة عدم كشف هويتها، أن "لواء الإيمان" الذي يعتبر من أكبر مكونات "حركة أحرار الشام"، علق عمله قبل زمن بسبب قرارات وتصرفات قيادة الحركة.
ولفتت المصادر إلى أن يوسف الحموي "أبو سليمان" القائد الجديد الذي اختارته الأولوية لـ"حركة أحرار الشام" يعتبر من مؤسسيها منذ عام 2011، وأُصيب عدة مرات في المعارك ضد قوات النظام السوري، وتم الإجماع عليه من كافة الكتل والكتائب لدى الحركة، باستثناء كتلة الساحل التي يقودها حسن صوفان، وكتلة درعا، حيث يقدر عدد عناصر الكتلتين اللتين رفضتا الإجماع على الحموي بنحو 350 عنصرا.
وكانت قيادة الحركة السابقة قد أصدرت قبل نحو أسبوع بياناً نشرته عبر معرفاتها الرسمية تبرأت فيه من القادة جابر علي باشا، وعلي العمر (أبو عمار)، ومهند المصري (أبو يحيى)، ومحمد ربيع الصفدي (أبو موسى كناكري)، وأبو حيدرة الرقة، وخالد أبو أنس (أبو أنس سراقب)، مدعيةً أنه "ليس لهم أي توصيف وظيفي في الحركة ولا تربطهم أيُّ صلةٍ تنظيمية بها"، موضحةً أن "مواقفهم تعبر عن آرائهم الشخصية ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة".