ألمانيا تعلن عزمها تمديد مهمتها العسكرية بأفغانستان... و"طالبان" تحذر من "استمرار الحرب"
أعلنت ألمانيا، اليوم السبت، أنها تنوي تمديد مهمتها في أفغانستان ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في وقت حذّرت فيه حركة "طالبان" الحلف، الذي يدرس انسحاباً مخططاً له، من السعي إلى "استمرار الحرب".
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إنّ بلاده تعتزم تمديد مهمتها العسكرية في أفغانستان، حيث تشكّل قواتها ثاني أكبر قوة بعد الولايات المتحدة ضمن حلف شمال الأطلسي.
وبرر ماس، في مقابلة مع صحف تابعة لمجموعة "فونكي"، هذا التمديد بالقول إنّ "مفاوضات السلام (بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان) لن تُختتم قبل نهاية شهر مارس/ آذار"، وهو موعد انتهاء التفويض السنوي للقوات الألمانية.
وأضاف الوزير "لذلك ينبغي علينا الاستعداد إلى سيناريوهات مختلفة، بما في ذلك تفويض جديد من جانب البوندستاغ (مجلس النواب الألماني)".
إلى ذلك، حذّرت "طالبان"، اليوم السبت، حلف شمال الأطلسي من السعي إلى "استمرار الحرب"، فيما يستعد وزراء دفاع التحالف لبحث مصير بقاء مهمة الحلف في أفغانستان، التي يبلغ عديدها 10 آلاف فرد، خلال اجتماع عبر الفيديو في 17 فبراير/ شباط.
وقالت "طالبان" في بيان "رسالتنا للاجتماع الوزاري المقبل للناتو هي أن استمرار الاحتلال والحرب ليس في مصلحتكم ولا في مصلحة شعوبكم وشعبنا"، مضيفة "كل من يسعى لتمديد الحروب والاحتلال سيكون مسؤولا عنها تماما كما في العقدين الماضيين".
والعام الماضي، أبرمت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتفاقاً مع "طالبان"، وافقت الولايات المتحدة بموجبه على مغادرة القوات الأجنبية أفغانستان بحلول مايو/ أيار 2021 إذا انخفض العنف وتقدمت محادثات السلام مع حكومة كابول.
وأعلنت إدارة الرئيس الجديد جو بايدن أنّها تراجع الاتفاق، لكن البنتاغون اتهم الحركة بعدم الوفاء بالوعود التي قطعتها.
واتهمت حركة "طالبان" بدورها الولايات المتحدة بانتهاك اتفاق السلام، وأصرت على أنها ستواصل "القتال والجهاد" إذا لم تغادر القوات الأجنبية بحلول مايو/ أيار.
وخفض ترامب، قبيل انتهاء ولايته، عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 2500 فقط، وهو أدنى مستوى منذ بداية الحرب في عام 2001.
وأصرّ الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، مراراً، على أنّ أعضاءه يجب أن يقرروا "معاً" مستقبل مهمتهم، معرباً عن أمله أن ينسق بايدن بشكل أوثق مع حلفاء واشنطن.
وقال "إذا قررنا الرحيل فإننا نجازف بتعريض عملية السلام للخطر، ونخاطر بفقدان المكاسب التي حققناها في الحرب ضد الإرهاب الدولي على مدى السنوات الماضية".
لكنّه تدارك "إذا قررنا البقاء فإننا نخاطر بالاستمرار في عملية عسكرية صعبة في أفغانستان، ونخاطر بتزايد العنف ضد قوات الناتو أيضاً".
(فرانس برس، العربي الجديد)