أزمة جديدة بين أنقرة وأثينا جراء منع دخول رجل دين يوناني لتركيا

14 اغسطس 2021
السلطات التركية: فارتيهيماديس لم يحمل المواصفات التي تسمح له بدخول تركيا (الأناضول)
+ الخط -

لاحت أزمة جديدة بين تركيا واليونان عقب منع أنقرة دخول رئيس أساقفة يوناني إلى البلاد من أجل إحياء قداس في مدينة طرابزون الشمالية على البحر الأسود، وإعادته إلى بلاده، الأمر الذي أثار حفيظة أثينا.

الحادثة وقعت أمس وتطورت تداعياتها، اليوم السبت، إذ من المنتظر إجراء قداس في دير سوميلا بمدينة طرابزون التركية على البحر الأسود غداً الأحد، ويشارك به عدة وفود، من بينها مشاركون من اليونان وكان ينتظر أن يحييه رئيس الأساقفة يورغوس فارتيهيماديس.

ومع قدوم فارتيهيماديس أمس إلى تركيا عبر مطار إسطنبول، لم يسمح له بالدخول إلى البلاد، ليعود أدراجه إلى اليونان، وتم السماح بدخول بقية القادمين من اليونان للمشاركة في القداس إلى البلاد.

وعقب الحادثة، احتجت وزارة الخارجية اليونانية على نظيرتها التركية، طالبة تقديم معلومات عن الحادثة، ليأتي الرد عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش، في تصريح نقلته وسائل الإعلام التركية.

وقال بيلغيتش: "نستغرب ونرفض الموقف والتصريحات اليونانية، حيث إن فارتيهيماديس قدم إلى تركيا دون أن يكون له أي صفة رسمية بجواز سفر عمومي كأي مواطن يوناني، حيث إن دخول تركيا خاضع للقواعد الناظمة للدخول بحسب الحق السيادي لكل دولة وهو ما نذكّر اليونان به".

وأضاف أن فارتيهيماديس لم يحمل المواصفات التي تسمح له بدخول تركيا، وفق قواعد الطيران الدولية، والقواعد التركية، لافتاً إلى أنه تمت إعادته إلى بلاده، وسمح له بالتواصل مع قنصلية بلاده.

ونقلت صحيفة خبر تورك أن فارتيهيماديس نشر، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، قوله إن السلطات التركية "لم تمنحه إذن الدخول إلى البلاد"، مبينة أن بقية القادمين من اليونان سُمح لهم بالدخول من أجل حضور مراسم القداس.

ويبدو أن تركيا تريد بهذه الخطوة الرد على اليونان عبر أكثر من ملف وتوجيه عدة رسائل، أولها موقف أثينا من الأقلية التركية في إقليم تراكيا الغربي باليونان، إذ تتهم أنقرة السلطات اليونانية بقضم حقوق الأقلية المسلمة في تعيين أئمتها والحصول على حقوقها الثقافية وبخرق قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، في مقابل منح تركيا الحرية الدينية للمسيحيين من أصول يونانية في البلاد والذين يقال عنهم بتركيا "روميون".

كما أن السلطات اليونانية رفضت قبل أقل من شهر، دخول أفراد بعثة فريق غالاطة ساراي التركي لكرة القدم إلى أثينا لإجراء مباراة ودية تدريبية مع فريق يوناني، بحجة عدم قبولها واعترافها بفحوصات كورونا التي أجريت في تركيا، وبداية طلب فحوصات سريعة عشوائية من أفراد البعثة، ولكن لاحقاً طُلب من جميع أفراد البعثة الخضوع للفحص، وهو ما قوبل بالرفض، نظراً لإبقاء الفريق منتظراً لساعات طويلة في المطار، ليعود الفريق إلى إسطنبول دون دخوله اليونان.

وتشكل هذه الحادثة ومسالة حقوق الأقليات واحدة من أهم الملفات الخلافية بين تركيا واليونان، ويضاف لها ملفات المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود والسواحل التركية، وترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ونزاع شرق المتوسط، والخلاف على جزيرة قبرص، إذ يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً إلى جانب اليونان ضد تركيا، فيما لم تنفع اللقاءات الاستكشافية التي جرت مؤخراً بين البلدين، ولا لقاءات وزراء الخارجية في تلطيف الأجواء المتوترة بين الجارين.

المساهمون