أردوغان يكشف سبب مقاطعته قمة المناخ بغلاسكو وكواليس لقائه مع بايدن

01 نوفمبر 2021
أردوغان: اتفقت مع بايدن على العمل في سورية وفق أولويات تركيا الأساسية (Getty)
+ الخط -

كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، سبب عدم مشاركته في قمة المناخ بمدينة غلاسكو (كوب 26)، فيما أشار إلى أنه اتفق مع نظيره الأميركي جو بايدن على "العمل المشترك" فيما يتعلق بأولويات بلاده الأساسية في سورية المتعلقة بأمن تركيا، وأن "أميركا لا توجد لديها مقاربة سلبية في هذا الإطار".

أردوغان وعدم المشاركة بقمة المناخ

وعن سبب عدم مشاركته في قمة المناخ بمدينة غلاسكو، قال أردوغان على متن الطائرة في طريق عودته إلى تركيا من روما: "طلبنا تخصيص أمن وبروتوكول وفق المقاييس الدولية المطلوبة، ولكن أبلغنا في آخر لحظة بعدم تلبية طلبنا، ولكن وجدنا أن الطلبات التي رفضت تم تقديمها بشكل استثنائي لدولة أخرى، وهذا لا يتوافق مع المعاملات الدولية، ولا يمكن القبول به، وكان لدينا موقف حيال ذلك".

وأكمل: "رئيس الوزراء بوريس جونسون عمل على حل المشكلة، ولكنه أكد وجود رفض من الجانب الاسكتلندي، ولذلك لم نذهب إلى غلاسكو، وهذا لا يتعلق فقط بالأمن الشخصي، بل باعتبار تركيا، ونحن مكلفون بالحفاظ على اعتبار الشعب، ولا يمكن لأحد التقليل من احترامه، بل يجب المساواة في عالم أكثر عدلا".

أردوغان وبايدن: جو إيجابي

من جهة أخرى، قال رجب طيب أردوغان إنه اتفق مع نظيره الأميركي جو بايدن على العمل المشترك فيما يتعلق بأولويات بلاده الأساسية في سورية المتعلقة بأمن تركيا، وأن "أميركا لا توجد لديها مقاربة سلبية في هذا الإطار".

والتقى أردوغان مع بايدن بعد أن أطلق تصريحات في أيلول/سبتمبر الماضي، أفاد فيها بأنه "لم يبدأ بعلاقة جيدة مع بايدن، وهي علامة لا تدل على الخير"، ليأتي اللقاء على هامش قمة العشرين في ظل ملفات عديدة شائكة بين البلدين.

وقال أردوغان، في تصريحه: "اللقاء مع بايدن جرى في جو إيجابي جدا وصادق، واتفقنا على تعزيز التعاون في ملفات أفغانستان وسورية وليبيا وشرق المتوسط، فضلا عن تطوير العلاقات الثنائية، وجرى الحديث عن التعاون ضمن إطار حلف شمال الأطلسي، وتم التطرق لملف مقاتلات "إف 35"".

وزاد: "لم ألحظ موقفا سلبيا بملف المقاتلات، وسيتم بحثها عبر وزراء دفاع وخارجية البلدين، ونأمل الحصول على نتيجة خلال وقت قريب"، مضيفا أن بايدن أجابه بأنه "قد يصعب الحصول على نتيجة في وقت قريب، لأن هناك مرحلة الكونغرس والوضع فيه حاليا 50-50٪ ولكنه سيعمل ما بوسعه، فأجبته بأني واثق أنك ستتمكن من إقناعهم، وأن لديك الثقل الكافي لذلك، حيث هناك مرحلة الحصول على المقاتلات وتأهيل مقاتلات إف 16".

وعرضت تركيا على أميركا شراء مقاتلات "إف 16" بدلا عن مقاتلات "إف 35" التي حرمت واشنطن أنقرة من الحصول عليها بسبب شرائها صواريخ "إس 400" الروسية، حيث أجرت وزارتا دفاع البلدين لقاء في أنقرة حول العرض التركي، وسيعقد لقاء في واشنطن لاحقا حول نفس الأمر.

وردا على سؤال عن الأجواء الحالية بينه وبين بايدن، بعد أن وصف عقب اجتماعات الأمم المتحدة أنه لم يبدأ بشكل جيد مع بايدن، أجاب: "الظروف تتغير، وكانت لدينا آمال خلال اجتماعات الأمم المتحدة، ولكن سارت الأمور بشكل مغاير، وحاليا اتفقنا على إنشاء آليات من أجل تطوير العلاقات الثنائية".

تركيا والموقف في سورية

وحول العمليات العسكرية المتوقعة في سورية، قال: "عندما تستدعي الضرورة القيام بعمل عسكري سيتم عمله، لا تراجع في ذلك، ولا يمكن لتركيا أن تصرف النظر عن التنظيمات الإرهابية، وإن كان أمام تركيا حزب العمال الكردستاني أو وحدات الحماية الكردية، فإننا نعمل ما يلزم حيالها دون أي تنازل، وهذا ما أبلغنا به الجانب الأميركي بشكل دائم".

وأكد: "اتفقنا على العمل المشترك فيما يتعلق بأولويات تركيا الأساسية في سورية، وأميركا لا توجد لديها مقاربة سلبية في هذا الإطار، وقلت إن كنا حلفاء في "الناتو" فلا يجب على أميركا دعم هذه الجهات".

لقاء أردوغان وماكرون

كما تطرق أردوغان إلى مباحثاته مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تم الحديث فيها عن الملف الليبي، حيث أفاد أردوغان "تسعى فرنسا لعقد اجتماع حول ليبيا في باريس مماثل لاجتماع برلين، وقد دعا ماكرون تركيا بإصرار لأن تشارك فيه".

وأضاف: "قلت لماكرون عقدنا اجتماعا مماثلاً في برلين، كما أنكم تدعون لاجتماع دول مثل اليونان وإسرائيل وقبرص، ومشاركتهم في هكذا اجتماع تعني عدم مشاركة تركيا فيه، فأجاب ماكرون أنه يمكن عدم دعوة هذه الدول، بل دعوة ممثلين عنهم، لكن أكدت أن شرط تركيا عدم وجود هذه الدول أو ممثلين عنهم، وفي حال إصراركم نريد معرفة من هؤلاء الممثلين، ولكن بالتأكيد نرفض تواجد إسرائيل واليونان وقبرص، وسيتم البحث في الأسماء، وبناء عليه تركيا ستقرر".

المساهمون