أردوغان يستهل التحضير للانتخابات باستمالة الأكراد وزيارة ديار بكر

09 يوليو 2021
أردوغان خلال زيارته ولاية ديار بكر اليوم (Getty)
+ الخط -

بعد أيام من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنوابه البرلمانيين وقيادات حزبه تحضير أنفسهم للانتخابات المقبلة، زار الأخير، اليوم الجمعة، ولاية ديار بكر لاستمالة الناخبين الأكراد، بعد عامين ونصف العام من آخر زيارة له إلى المدينة ذات الغالبية الكردية.

ومن المنتظر أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا بعد أقل من عامين، فيما تدفع المعارضة منذ أشهر لإجرائها بوقت مبكر والاستفادة من الأوضاع الاقتصادية المتراجعة جراء تبعات جائحة كورونا.

ورغم أنّه أعلن عن عدم انصياعه مع حليفه حزب "الحركة القومية" لمطالب المعارضة بالذهاب للانتخابات المبكرة، إلا أنّ الرئيس التركي أبلغ نوابه البرلمانيين في اجتماعات أجراها ومع قيادات حزبه، بالعمل الميداني استعداداً للانتخابات، في ظل حديث إعلامي عن إجرائها العام المقبل استناداً لاستعدادات أردوغان هذه.

وخلال زيارة دياربكر أعلن أردوغان عن مجموعة من المشاريع، من بينها تحويل السجن المركزي إلى مركز ثقافي ومتحف، أملاً في محو أيام المواجهات بين قوى الأمن والمواطنين الأكراد في المدينة على مدار عقود، فضلاً عن مشاريع أخرى.

كما أقام صلاة الجمعة في جامع "قورشونلو" التاريخي، والذي اتخذه أنصار حزب "العمال الكردستاني"، المصنف على قوائم الإرهاب، مقراً لهم في عام 2015 عند إعلان بعض الأحياء في المدينة مناطق حكم ذاتي كتلك التي أنشئت في الشمال السوري، حيث تم ترميم الجامع وتوجيه رسالة للمحافظين الأكراد من هناك.

والتقى أردوغان بالأمهات المعتصمات أمام مقر حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي منذ نحو عامين، مطالبين باستعادة أبنائهن المختطفين من قبل "العمال الكردستاني"، متهماً حزب "الشعوب الديمقراطية" بالقضاء على مسيرة السلام التي أطلقها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، قبل سنوات.

 

وأجرى أردوغان اجتماعات حزبية ضمت النواب البرلمانيين في الأيام السابقة، طالباً منهم العمل الميداني "من أجل الاستماع لهموم المواطنين، وتقديم تقارير ميدانية يومية عن هذه الزيارات، وتقييم أوضاع الولايات جميعاً".

 

ويبدو أنّ أردوغان يشعر بقلق بعد إظهار نتائج استطلاعات رأي، في الفترة الماضية، تراجعاً في أصوات الحزب وحليفه، مما يضع التحالف الحكام أمام اختبار صعب في الانتخابات المقبلة، في مقابل رصّ المعارضة صفوفها وعملها من أجل التوصل إلى مرشح رئاسي واحد مشترك لإطاحة أردوغان.

وبحسب تعليمات أردوغان لنوابه وقيادات حزبه، فإنّه طلب منهم بداية "التواضع بشكل كبير في العمل عند طرقهم باب المواطنين، وتقديم البلديات خدمة متميزة، والاهتمام بالأوضاع الاقتصادية، وإيلائها أهمية كبيرة وتحويل المعاناة إلى مكاسب شعبية"، حيث يسعى أردوغان لعودة عجلة الاقتصاد إلى التقدم العام المقبل، والقضاء على مشكلة البطالة.

 

ونقلت صحيفة "حرييت" أنّ أردوغان يعتزم إجراء زيارات للولايات ذات الغالبية الكردية في الفترة المقبلة، من أجل كسب أصواتهم وكذلك في المدن الكبرى التي يوجدون فيها، في مؤشر إلى أن الانتخابات قد تجرى نهاية العام المقبل، قبل موعدها.

وبات تأثير الناخب الكردي مهماً في الانتخابات الأخيرة التي جرت في عام 2019، وهي انتخابات الإدارة المحلية، إذ أدى تحالف المعارضة مع حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردية، إلى إطاحة حزب "العدالة والتنمية" من حكم ولايات كبرى، وأهمها إسطنبول والعاصمة أنقرة.

وتدفع المعارضة مستفيدة من الأجواء السائدة حالياً في توحد المعارضة على هدف واحد وهو إسقاط أردوغان، ونتائج الانتخابات الأخيرة والأوضاع الاقتصادية وتراجع العملية التركية أمام العملات الأجنبية، حيث أدى ذلك إلى زيادة التضخم وارتفاع الأسعار.

وشهدت الساحة التركية، خلال العامين الأخيرين، تشكيل أحزاب سياسية جديدة انشقت من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ومن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، ما حرّك المياه السياسية، من أجل تحالفات جديدة.

وفي الوقت الحالي هناك تحالفان: الأول حاكم هو "التحالف الجمهوري"، ويضم؛ حزب "العدالة والتنمية" وحليفه حزب "الحركة القومية"، فيما التحالف الثاني هو "تحالف الشعب" المعارض، ويضم؛ حزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة، و"الحزب الجيد"، وحزب "السعادة"، وأحزاباً أخرى، وبشكل غير معلن حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي.

وفي حال عدم تمكن المعارضة من التوصل إلى اتفاق بضم الأحزاب الجديدة، والتوافق على مرشح رئاسي مشترك، من المنتظر أن يظهر تحالف ثالث يضم الأحزاب اليمنية والمحافظة الرافضة للتحالف مع حزب "الشعوب الديمقراطية" الموالي لحزب "العمال الكردستاني".

المساهمون