أردوغان يدعو لاحترام الحريات واللاجئين ويتوعّد بمحاسبة العنصريين

06 سبتمبر 2023
تأتي تصريحات أردوغان في ظل تصاعد حملات العنصرية في الشارع التركي (فرانس برس)
+ الخط -

هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمعاقبة "كل من يتعرض لأي شخص بالإساءة بالقول أو بالفعل، بسبب جنسيته أو لغته المختلفة، أو مظهره مثل الحجاب واللحية، أو أي سبب آخر"، مشيرًا إلى أن "عصر الظالمين الذين يرون البلد ملكا لحفنة قليلة، وهذه الأمة عبيدا لهم، قد ولّى".

وبحسب ما أكد أردوغان خلال كلمة ومنشورات على منصة "إكس" بعد اجتماعه بالحكومة أمس، فإن تلك التصرفات "تعيق وصول تركيا لدولة المساواة وحقوق الإنسان لجميع مواطني البلاد، بغض النظر عن أصلهم أو لغتهم أو معتقداتهم". 

وجاءت تصريحات أردوغان في ظل تنامي موجة العنصرية في الشارع التركي، وتسجيل حالات اعتداء على سياح عرب ومحجبات تركيات، بالتزامن مع الحملات الانتخابية للانتخابات البلدية التي ستشهدها تركيا في مارس/آذار المقبل.

كما تأتي في ظل استمرار تصريحات رئيسي حزبي "الظفر" أوميت أوزداغ، و"الجيد" ميرال أكشنر العنصرية واتهامهما لحزب "العدالة والتنمية" بتخويف الشعب التركي بالتطرف لإقامة "سورية مصغرة" في تركيا. 

وأكد الرئيس التركي أن "كل شخص في تركيا، سواء كان مواطنا يحمل الجنسية، أو أجنبيا، يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه"، مضيفاً أن "بعض الأشخاص لكونهم أجانب، أو يتكلمون لغة أخرى، أو ملتحين، أو محجبات، يتعرضون للتضييق والضرب لهذه الأسباب في تركيا.. لم ولن نقبل بهذا أبدا، وسنحاسبهم أمام القضاء".

وأضاف: "البعض يحاول حرف المجالات التي ينبغي أن توحدنا جميعا، حول قيمنا وأفراحنا، وفخرنا المشترك، مثل الثقافة والفنون والرياضة"، مؤكداً أن "الكفاح ضد العقلية الفاشية، وسوء السلوك السياسي، والانحراف الاجتماعي، سيستمر في تركيا".

وكان الرئيس التركي قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده "لن تسمح لعدد قليل من الجهلاء بتلطيخ السجل النظيف لتركيا، التي كانت ملجأ للمضطهدين والمظلومين لعدة قرون"، مضيفاً: "لا يمكننا أن نسمح للعنصرية وكراهية الأجانب، التي ليس لها مكان في تاريخنا وثقافتنا ومعتقداتنا، بالانتشار في مجتمعنا".

بدء مرحلة جديدة من المحاسبة

ويرى مراقبون أن الرئيس التركي يخاطب الأحزاب المعارضة التي تكرّس العنصرية، بقوله: "نعرف جيدا من أنتم، ولماذا تفعلون هذا، ولن تنجو بأفعالكم.. يبدو أنكم لم تتعلموا الدرس من صفعة الانتخابات الماضية".

ويضيف المراقبون أن مرحلة جديدة من المحاسبة قد بدأت بتركيا، التي تفتقر، برأيهم، لقوانين رادعة للتحريض العنصري التي راح ضحيته عشرات السوريين قتلاً، آخرهم يوم الجمعة الماضي عندما قتل الشاب السوري محمود الضاحي جراء طلق ناري من جاره بولاية أضنة، والإساءة وضرب لآخرين.

ويقول المحلل التركي، يسوف كاتب أوغلو، إن بعض الأحزاب المعارضة تحاول استمالة الشارع التركي، خاصة مع اقتراب الانتخابات البلدية، عبر التحريض المستمر على اللاجئين، وخاصة السوريين، بالدعوة إلى طردهم إلى بلادهم بذريعة أن سورية آمنة، وأن اللاجئين هم سبب الغلاء والبطالة بالبلاد.

ويضيف كاتب أوغلو، لـ"العربي الجديد"، أن "الوقت قد حان لإصدار قوانين رادعة لكل عنصري ومحرض"، مشدداً على ما قاله الرئيس التركي بأنهم "فاشيون وعنصريون" ويسيئون إلى سمعة تركيا بعد أن أثروا على السياحة وبيع المنازل "بشكل كبير" هذا العام.

ويقدّر المحلل التركي عدد اللاجئين في تركيا بأكثر من 5 ملايين، منهم نحو 3.4 ملايين سوري، "لكن هؤلاء، أو معظمهم على الأقل، ساهموا ولا يزالون في الاقتصاد التركي، وليسوا، كما يروّج البعض، سببا في البطالة أو يسعون لتأسيس دول صغيرة داخل تركيا".  كما أكد أن زيادة التحريض جعلت من شباب أتراك يسيئون للسائحات الأجنبيات وحتى المحجبات التركيات "كما حدث بميترو النقل قبل أيام"، داعيا إلى تشديد العقوبات و"المحافظة على تركيا التي تتسع وترحب بالجميع".

وانتشرت في الأونة الأخيرة لوحات إعلانية على مواقف حافلات النقل بالمدن التركية الكبرى، مثل إسطنبول وإزمير وأضنة، تدعو السوريين للعودة إلى بلادهم.

المساهمون