أردوغان يدعو الاتحاد الأوروبي لفتح "صفحة جديدة" في العلاقات عشية لقاءات تركية أرمنية

13 يناير 2022
لمّح أردوغان إلى أن ذريعة التضامن الأوروبي سبب لتخريب العلاقات (مصطفى كاماتشي/الأناضول)
+ الخط -

أوضح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أن بلاده مستعدة لتقوية التعاون مع الاتحاد الأوروبي، وأن أنقرة مستعدة لعقد لقاءات في بروكسل أو أنقرة، في سياق ما وصفها بمرحلة الاستعداد لصفحة جديدة في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

جاء ذلك خلال كلمة له خلال لقائه بسفراء دول الاتحاد الأوروبي، في أنقرة، موجها رسائله إلى دول الاتحاد الأوروبي، عشية لقاء يجمع المبعوثين الخاصين لكل من تركيا وأرمينيا في موسكو للمرة الأولى، بعد تعيينهما مؤخرا.

وأعرب أردوغان عن أمله في أن يطور الاتحاد الأوروبي علاقاته مع بلاده خلال العام الحالي، مؤكدا على "ضرورة الحيلولة دون تخريب العلاقات التركية الأوروبية بالتواري خلف ذريعة التضامن داخل دول الاتحاد الأوروبي"، ملمحا بذلك إلى المواقف الأوروبية حيال تركيا في شرق المتوسط.

وأمل الرئيس التركي أن "يتخلص الاتحاد الأوروبي من قصر النظر الاستراتيجي العام الجاري، والتصرف بجرأة أكبر في تطوير العلاقات مع تركيا، التي تعتبر دولة محورية في التغلب على التهديدات التي تواجه الاتحاد الأوروبي، في أزمة المهاجرين"، مشددا على "وجوب وضع حد لعمليات صد المهاجرين والممارسات التي تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط".

وأردف: "تركيا ساهمت بعودة نصف مليون سوري تقريبا إلى بلاده بعد استضافتهم، ولهذا تطلب تركيا من الاتحاد الأوربي تقاسم حمل وأعباء اللاجئين بشكل عادل معها"، مذكرا بجهود "بلاده في الحوار مع اليونان وأنه يؤمن بأن الحوار سيؤدي لحل الخلافات بين البلدين".

وشهد العام الماضي عدة جولات من المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان لحل المشاكل المعلقة بين البلدين، والتي لم تحرز أي تقدم، فيما عقدت اجتماعات عسكرية في مقر حلف الناتو لتجنب الاصطدام العسكري شرق المتوسط.

طالب اردوغان الأوروبيين بتقاسم حمل وأعباء اللاجئين بشكل عادل معها

ومقابل ذلك وجهت بروكسل انتقادات حادة لتركيا في ما يتعلق بملف حقوق الإنسان، وبدأت مرحلة فرض عقوبات على تركيا لعدم امتثالها لقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلقة بالإفراج عن رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا، المعتقل رغم الدعوات المتكررة لذلك، فضلا عن انتقاد مواصلة اعتقال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي السابق، صلاح الدين دميرطاش.

عشية لقاء تركي أرمني في موسكو 

تصريحات الرئيس التركي تأتي عشية اللقاء المنتظر عقده، غدا الجمعة في العاصمة الروسية موسكو، بين المبعوث التركي الخاص إلى أرمينيا، سردار كلج، والمبعوث الأرمني الخاص إلى تركيا، روبن روبينيان، في لقاء هو الأول من نوعه تمهيدا لتطبيع العلاقات بين البلدين.

والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن الاجتماع الأول بين الممثلين الخاصين التركي والأرمني سينعقد في 14 يناير/كانون الثاني الجاري، وسيبحث عملية التطبيع بين البلدين، وينعقد الاجتماع في العاصمة الروسية موسكو.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي عينت تركيا سفيرها السابق لدى واشنطن، سردار كلج، ممثلا خاصا بخصوص تطبيع العلاقات مع أرمينيا، فيما أعلنت أرمينيا تعيين نائب رئيس البرلمان، روبن روبينيان، كممثل خاص في إطار عملية الحوار بين البلدين.

تركيا لا ترغب بأن يظهر اللقاء على أنه بوساطة روسية، وهو ما سيدفع أنقرة لنقل طلبها للجانب الأرميني بأن تعقد اللقاءات اللاحقة بين البلدين بشكل مباشر دون وساطة

وقبيل انعقاد الاجتماع التركي الأرميني، في موسكو غدا، أعلنت شركة الخطوط الجوية الأرمينية "فلاي ون"، عن تسيير أولى رحلاتها إلى مدينة إسطنبول التركية من العاصمة يريفان في 2 من شباط/فبراير المقبل، فيما أعلنت أيضا شركة "بيغاسوس" التركية الخاصة للخطوط الجوية، عن تسيير أول رحلاتها إلى العاصمة الأرمينية في نفس التاريخ انطلاقا من مدينة إسطنبول.

وسابقا كانت شركة "أطلس غلوبال" التركية الخاصة للطيران، قد أجرت رحلات طيران بين البلدين، ولكن توقفت هذه الرحلات في العام 2020 مع إعلان الشركة عن إفلاسها.

وأفادت وسائل إعلام تركية بأن الاجتماع الأول "ينعقد في موسكو بطلب من الطرف الأرميني، فيما كانت تركيا لا ترغب بأن يظهر اللقاء على أنه بوساطة روسية، خاصة أنها ترغب بأن تكون اللقاءات بين البلدين مباشرة عكس ما كان في العام 2009 بوساطة سويسرية، وهو ما سيدفع أنقرة لنقل طلبها للجانب الأرميني بأن تعقد اللقاءات اللاحقة بين البلدين بشكل مباشر دون وساطة".

وأضافت أن "اللقاء المنتظر غدا يتوقع أن يضع خارطة طريق للتطبيع بين البلدين والخطوات المنتظرة لرفع مستوى الثقة بينهما، ومن المتوقع أن تبدأ الخطوات الجديدة دون التطرق للاتفاقات السابقة التي جرت في العام 2009، ومن المنتظر أن يقدم كل طرف وجهات نظره المتعلقة بالجرائم المرتكبة إبان الحرب العالمية الأولى، بين الأتراك والأرمن".

وكانت الدول المعنية بملف العلاقات التركية الأرمينية، وهي فرنسا وروسيا وأميركا، قد رحبت بتعيين الدولتين مبعوثين خاصين للبدء بالحوار والتطبيع في العلاقات، كما ساهمت المعركة، التي جرت قبل أكثر من عام بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو كاراباخ، في الدفع باتجاه الحوار المتبادل بين تركيا وأرمينيا.

المساهمون