تناولت صحيفة حرييت التركية، اليوم الثلاثاء، قمة طهران التي يشارك فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي.
وذكرت الصحيفة التركية، أن أردوغان ينتظر موافقة بوتين النهائية على مسألة اتفاقية "معبر الحبوب" خلال لقائهما المشترك في طهران بوقت لاحق من اليوم.
وبحسب الصحيفة، فإن مسألة نقل الحبوب الروسية والأوكرانية من موانئ البحر الأسود عبر تركيا، تحتل الملف الرئيسي بين أردوغان وبوتين، في ظل ترقب عالمي لهذا الموضوع.
وكشفت أن القادة الأوروبيين في محادثاتهم الأخيرة مع أردوغان ركزوا على هذا الموضوع وسبل حله بأسرع وقت، وهو ما كان في آخر مكالمة بين أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإنه في حال موافقة بوتين على الاتفاقية وحل بقية الإشكالات التقنية العالقة بأسرع وقت فإن اللجان الفنية ستلتقي في إسطنبول خلال أسبوع وتوقع على الاتفاقية.
ولفتت صحيفة حرييت، إلى أن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يعتزم المشاركة في التوقيع على الاتفاقية، وأن يترأس حفل التوقيع مع أردوغان وإلقاء الاثنين كلمتين خلال حفل التوقيع هذا.
وفي الإطار ذاته، قالت الصحيفة إن أردوغان سيتناول خلال لقائه بوتين مسألة وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، والمفاوضات المشتركة بين البلدين، وسيقترح عقد قمة مشتركة بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأوكراني.
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد أعلن، أمس الإثنين، عن خطة لعقد اجتماع عسكري بأقرب وقت بين وزارات دفاع تركيا وروسيا وأوكرانيا، إضافة لوفد من الأمم المتحدة بخصوص نقل الحبوب والأغذية بشكل آمن من الموانئ الأوكرانية.
وقال أكار خلال اجتماع: "تم التوصل إلى اتفاق على المبادئ العامة حول خطة لنقل الحبوب والأغذية، ونواصل جهودنا لتحويل الخطة إلى خطوات ملموسة، ومن المحتمل عقد اجتماع بهذا الصدد في الأسبوع المقبل".
وفي 13 يوليو/ تموز الحالي عقد اجتماع عسكري في إسطنبول بمشاركة مسؤولين من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، وكانت المرة الأولى التي يجتمع فيها وفدان عسكريان من أوكرانيا وروسيا مع أعضاء الأمم المتحدة حول طاولة واحدة.
وتتهم أوكرانيا روسيا بسرقة الحبوب من الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ بدء غزوها في أواخر فبراير/شباط. وتنذر الحرب بإحداث نقص حاد في الغذاء إذ تمثل صادرات روسيا وأوكرانيا من القمح نحو 29 في المائة من الصادرات العالمية.
وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي، قالت شركة "ماكسار" الأميركية للتصوير بالأقمار الصناعية، إن سفناً ترفع علم روسيا حملت حبوباً أوكرانية تم حصادها في الموسم الماضي ونقلتها إلى سورية خلال الشهرين الماضيين.
الملف السوري
وفي ما يتعلق بالملف السوري، قالت الصحيفة إن أردوغان سيطلب من بوتين الالتزام بالاتفاقيات في تل رفعت ومنبج وطرد عناصر الوحدات الكردية منها من أجل سلامة المنطقة وأمن تركيا وإلا فستقوم أنقرة بما عليها.
وبحسب صحيفة حرييت، فإن مسار أستانة وصل لطريق لا يمكن الاستمرار به مع تهدئة شبه شاملة في تركيا، ولذا فإن الدول الضامنة ستعمل على الحفاظ على الهدوء ميدانياً.
"لا" تركية لمقاتلات إف16 الأميركية
وتطرقت الصحيفة لملف مقاتلات إف16 التي تعتزم أنقرة شراءها وشروط مجلس النواب الأميركي للحد من استخدامها ضد اليونان، مرجحة أن تقول تركيا "لا" لهذه الشروط، التي اعتبرت الصحيفة أنه "لا يمكن قبولها".
ووصل أردوغان، أمس الإثنين، إلى طهران حيث اجتمع مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي، ووقع البلدان عدة اتفاقيات، قبيل عقد قمة ثلاثية تضمه مع رئيسي وبوتين على صيغة مسار أستانة، فضلاً عن اجتماع ثنائي مع نظيره الروسي في طهران أيضاً خلال اليوم.
وفي لقاء مع أردوغان، قبيل قمة زعماء الدول الضامنة لمسار أستانة حول سورية، وجّه خامنئي، رسائل متعددة تحت عنوان معارضة بلاده أي هجوم عسكري تركي على شمال سورية، منتقداً السياسات التركية في سورية وعلاقاتها مع إسرائيل، فضلاً عن دعوة أنقرة إلى الحوار بشأن أوضاع سورية بمشاركة دمشق، والتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في المنطقة.
وأكد خامنئي، وفق الموقع الإعلامي لمكتبه، في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً الرئيس الإيراني، أن "الحفاظ على وحدة الأراضي السورية مهم للغاية وأي هجوم عسكري على شمال سورية يعود بالضرر حتماً على تركيا وسورية وكل المنطقة وسيصب في مصلحة الإرهابيين".