آلاف الأردنيين يتظاهرون في عمان تضامناً مع لبنان وفلسطين مع اقتراب ذكرى طوفان الأقصى

04 أكتوبر 2024
رفع المشاركون العلمين الفلسطيني واللبناني خلال المسيرة، 4 أكتوبر 2024 (إكس)
+ الخط -

شارك آلاف الأردنيين في مسيرة حاشدة بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة من أمام المسجد الحسيني في وسط العاصمة الأردنية عمّان، انتصاراً للشعبين الفلسطيني واللبناني و"تنديداً بالعدوان الصهيوني المجرم على غزة ولبنان"، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

وجاءت الفعالية التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وعدد من الأحزاب الأردنية تأكيدا على استمرار زخم التأييد الشعبي في الأردن ومختلف دول العالم انتصاراً للشعبين الفلسطيني واللبناني وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، ومواصلة الشعب الأردني حراكه بمختلف أشكاله وعلى امتداد محافظات البلاد.

وحمل المشاركون في المسيرة لوحاتٍ وشعاراتٍ تؤكد انحياز الشعب الأردني للمقاومة والدعوة لنصرتها ودعمها بكافة الوسائل المتاحة، وترفض العدوان الغاشم المتواصل على فلسطين منذ 364 يومًا، كما حمل المشاركون صور الشهداء ومنهم الشهيد الأردني ماهر الجازي.

وردد المشاركون هتافاتٍ تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس، ولبنان، مؤكدين أنّ ذكرى معركة طوفان الأقصى مرحلة تحول في تاريخ الأمّة يجب أن تتم إعادتها مراتٍ ومراتٍ حتى رفع الظلم ووقف العدوان وإنهاء الاحتلال الغاشم. وأشاد المشاركون في المسيرة بأداء فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، كما أثنوا على العملية البطولية التي نفّذها مقاومان من كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأسفرت عن مقتل 8 إسرائليين في وسط تل أبيب.

واستهجن المشاركون "الدعم الغربي المطلق للعدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية ولبنان"، فيما نددوا بالصمت والتخاذل العربي تجاه لأهل في فلسطين ولبنان. وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بـ"وقف كلّ أشكال التطبيع مع العدوّ، وإلغاء اتفاقية وادي عربة، وإلغاء أي اتفاقيات مع الدول الداعمة للعدوان".

"طوفان الأقصى عنوان نصر الأمة"

ووجه المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المهندس مراد العضايلة، في كلمة خلال المسيرة التحية للشعب الأردني المستمر في دعم المقاومة الفلسطينية، مشيدا باستمرار "معركة طوفان الأقصى لمدة عام، فهي عنوان نصر الأمة وعنوان الكرامة وعنوان انتصار الشعب الفلسطيني"، مشيرا إلى أن الشعب اللبناني قدم خلال أسبوعين من الشهداء ما لم يقدمه أحد خلال عقود من المواجهة مع الكيان المحتل.

ونادى العضايلة الأمة العربية والإسلامية للتوحد محذرا من الاستماع لما وصفه بـ"إعلام النفاق والصهينة"، مشددا على أن معركة طوفان الأقصى وحدت الأمة. ورأى أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوسيعه رقعة العدوان يدفع الأمة إلى الطوفان، مضيفا: "إذا كنت رأيت بالأمس ماهر الجازي فإن الأمة فيها مليار جازي". ودعا العضايلة الحكومات العربية للعودة إلى "خيار الشعوب ودعم المقاومة ولجم الإعلام المتصهين الذي يسعى للإساءة إلى المقاومة ومجاهديها"، مضيفا أن "قادة الاحتلال لا يتورعون عن استهداف البلدان الإسلامية، وفي اليوم التالي للهجوم على لبنان قالوا إن المعركة التالية في الأردن، فالعدو لا يعرف المعاهدات ولا يحترمها ولا بد من بناء رؤية وطنية في وجه هذه الغطرسة".

وكان الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، قد أشاد في بيان له، بالهجوم الصاروخي الإيراني ضد الاحتلال، مؤكدا واجب دعم المقاومة الفلسطينية وجبهات إسنادها بمختلف السبل المتاحة لما يشكله ذلك من واجب وطني وشرعي وإنساني في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، مع ضرورة استمرار الحملات الإغاثية في ظل ما يمارسه الاحتلال من حرب تجويع ضد الشعب الفلسطيني.

ودعا الملتقى النظام الرسمي العربي للتحرك العاجل والفاعل في مواجهة التهديدات الإسرائيلية ومشاريعها التوسعية وممارسات العربدة التي لا تستهدف فلسطين ولبنان فقط، وإنما تتعدى ذلك إلى الأردن وغيره من دول المنطقة وهو ما يعبر عنه قادة الاحتلال علانية في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة واستمرار التواطؤ الأميركي والتخاذل الرسمي العربي الذي بات يشكل ضوءا أخصر للاحتلال لممارساته العدوانية.

وأهاب الملتقى بالشعب الأردني "عدم الانجرار وراء محاولات البعض لبثّ الخطاب الطائفي الذي يحقق هدف الاحتلال بتحييد جبهات إسناد المقاومة الفلسطينية، والتأكيد على أن بوصلة الشعوب العربية والإسلامية هي ضد العدو ومشاريعه العدوانية التي تستهدف الأمة جمعاء". وجدد الملتقى مطالبته بضرورة "بناء رؤية وطنية استراتيجية في مواجهة تصاعد التهديدات الصهيونية ضد الأردن وممارساته العدوانية في الضفة الغربية والقدس، كما طالب بإلغاء الإتفاقية الدفاعية الموقعة مع الولايات المتحدة الشريك الأساسي للأحتلال الإسرائيلي في عدوانه ضد فلسطين ولبنان، والذي يسعى لجعل الأردن كخط دفاع عن الكيان في وجه الهجمات التي تشنها جبهات إسناد المقاومة ضد العدو الصهيوني".

وطالب الملتقى بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والحراك الشعبي ودعم المقاومة ووقف الاعتقالات والتضييق الرسمي على الحريات والأنشطة السياسية عموماً وتلك الرافضة للعدوان والمؤيدة للمقاومة على وجه الخصوص والحرص على تمتين الجبهة الداخلية في ظل ما يواجهه الأردن من تهديدات.

المساهمون