أوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن مسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ناقشوا إمكانية مضاعفة العقوبات على روسيا، غداة العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غربي العاصمة كييف بعد تحريرها من القوات الروسية.
وعثر على جثث تعود إلى 410 مدنيين في أراض في منطقة كييف استعادتها القوات الأوكرانية أخيراً من القوات الروسية، وفق ما أعلنته النائبة العامة لأوكرانيا إيرينا فينيديكتوفا، الأحد. وأضافت النائبة العامة، خلال برنامج بثه عدد من قنوات التلفزة المحلية، أنّ "خبراء الطب الشرعي عاينوا حتى الآن 140" من هذه الجثث.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن التقارير حول الضحايا المدنيين خلفت موجة استنكار دولية واعتبار قادة عدة دول ما حدث جريمة حرب، فضلا عن تعهدات بتصعيد الإجراءات الاقتصادية الغربية لمعاقبة روسيا. كما طالب المسؤولون الأوكرانيون بقيام محكمة العدل الدولية بإجراء تحقيق بخصوص المقابر الجماعية التي عثر عليها في بوتشا، التي قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ إنها "وحشية ضد المدنيين لم نشهد لها مثيلاً في أوروبا منذ عدة عقود".
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن مدى العقوبات الأميركية المحتملة على روسيا رداً على ما وقع في بوتشا لم يتضح بعد، مستحضرة مع ذلك أن مسؤولين كباراً بإدارة بايدن ناقشوا في وقت سابق اتخاذ "عقوبات ثانوية" مدمرة قد تشمل البلدان التي تواصل التعامل تجارياً مع روسيا.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن إدارة بايدن يمكنها فرض عقوبات على قطاعات من الاقتصاد الروسي لم تشملها الإجراءات السابقة، مثل قطاع المناجم، والنقل، وأجزاء إضافية من القطاع المالي الروسي.
وفيما أوضحت "واشنطن بوست" أن العالم ما زال يشتري ما قيمته المليارات من الدولارات من الغاز والنفط الروسيين، ما يمنح الكرملين شريان حياة ماليا مباشرا، شددت على أن المسؤولين الأميركيين الذين تحدثت معهم أكدوا أن التخطيط لفرض عقوبات جديدة على موسكو ما زال في مراحله الأولية ولم يتم اتخاذ أي قرارات بعد بشأن الردود المحتملة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم الإثنين، إن طوكيو ستتشاور مع الحلفاء وترد "بشكل مناسب" بشأن مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا. وقالت ألمانيا أمس الأحد، إن الغرب سيوافق على فرض مزيد من العقوبات بعدما اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب جرائم حرب بالقرب من كييف. ونفت روسيا مسؤولية قواتها عن مقتل مدنيين في بلدة بوتشا.
No final decisions have been made, but U.S. officials are looking at stiffening the penalties against Moscow amid global outcry over civilian deaths. https://t.co/i4z1ovsKAD
— The Washington Post (@washingtonpost) April 3, 2022
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة الأحد، مع قناة "سي بي إس" الأميركية: "هذه إبادة جماعية. إلغاء الأمّة الكاملة والناس (...) وهذا يحدث في أوروبا في القرن الحادي والعشرين".
كما أوضح زيلينسكي، في خطاب بالفيديو: "أريد من جميع قادة روسيا الاتحادية أن يروا كيف يتم تنفيذ أوامرهم. هذه الأنواع من الأوامر. وهناك مسؤولية مشتركة عن عمليات القتل هذه، عن هذا التعذيب (...) عن إطلاق النار في مؤخر الرأس".
كما قال زيلينسكي إنه أنشأ "آلية خاصة" للتحقيق في "الجرائم" الروسية في أوكرانيا، وتعهد العثور على "كل" المسؤولين ومعاقبتهم بعد ظهور أدلة على قتل مدنيين في مدن قرب كييف.
وأوضح في مداخلة مصورة: "قررت إنشاء آلية قضائية خاصة في أوكرانيا للتحقيق والمحاكمة في كل جريمة ارتكبها غزاة بلادنا"، موضحا أن الآلية ستضم "خبراء محليين ودوليين ومحققين ومدعين وقضاة".
وتعهد زيلينسكي أن "يتم إدراج كل مذنب بارتكاب مثل هذه الجرائم في سجلّ خاص للجلادين، وسيتم العثور عليه ومعاقبته".
من جانبه، نفى الجيش الروسي قتل مدنيين في بوتشا، واتهم أوكرانيا بـ"فبركة" الصور.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان: "في وقت كانت هذه المدينة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية، لم يتعرض أي مواطن محلي للعنف".
واعتبرت أنّ الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت لجثث في شوارع بوتشا كانت "فبركة جديدة (قام بها) نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية".