اعتقلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) اليوم الإثنين، قيادياً في تنظيم "حراس الدين" المبايع لـ"قاعدة الجهاد"، يحمل الجنسية السعودية، من منزله في مدينة إدلب، شمال غربي سورية.
وقال مصدر من المدينة، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن عناصر ملثمين من "هيئة تحرير الشام" داهموا منزل أبو عبد الرحمن المكي، القيادي في حراس الدين واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصدر، فإن "المكي عضو في مجلس شورى تنظيم "حراس الدين" المبايع للقاعدة، والذي تعمل الهيئة على إنهاء وجوده في المنطقة، وكانت اعتقلت قياديين فيه وداهمت مقرات له قرب مدينة إدلب.
وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الخبير والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن الدغيم، إن "الاعتقالات التي تقوم بها "هيئة تحرير الشام" في مناطق سيطرتها أخيراً، وبخاصة تلك التي تطاول قياديين في "حراس الدين"، تأتي في سياقين اثنين، أولهما السياق الطبيعي البنيوي لهذه التنظيمات التي تقوم على الحدة والنزق وهذه الأعمال العدائية هي من طبيعتها أساساً".
وأضاف أن "الهيئة وغيرها عرضة للتشظي والانقسام وقد يحصل قتال بين تشكيلاتها وعناصرها بشكل طبيعي، لأنها تعتمد في سياستها على الأفكار الأيديولوجية الحادة والتي تفترق عند المطبات السياسية والاستحقاقات المصلحية مثل الاستحقاق الذي تتعرض له اليوم هيئة تحرير الشام بتعويم نفسها كشريك محلي فيما تبقى من الأرض السورية".
وبحسب الدغيم، فإن "الهيئة تبرر هذه التصرفات بوصف هؤلاء الأشخاص بالمتطرفين المنتمين لتنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة يكرهه الشعب السوري وجاء بالويلات بالرغم من أنها بايعت القاعدة أساساً، لكن المهم بالنسبة لها أن تستغل الكراهية لحراس الدين في محاربته، ومحاولة تعويم نفسها محلياً عن طريق استهداف القادة التكفيريين أو المرتبطين بالقاعدة وداعش".
ويشير الباحث إلى أن "الهيئة تستغل ذلك للتقرب من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، وتوجّه رسائل للمجتمع الدولي بأنها شريك مهم في محاربة الإرهاب في محاولة لطرح نفسها كسلطة مستقبلية للمنطقة"، على حد قوله.