حذر فريق "منسقو استجابة سورية"، اليوم الأحد، من خطورة التصريحات الروسية الأخيرة التي وصفت إدلب بأنها منطقة "إرهابية" مشيراً إلى أن مثل هذه التصريحات قد تكون مقدمة لمزيد من التصعيد الروسي.
وقال "منسقو الاستجابة"، في بيان، إنه يتابع "التصريحات العدائية" المستمرة من قبل الجانب الروسي والاتهامات المستمرة بالإرهاب لسكان مناطق شمال غرب سورية.
وأشار إلى استمرار خروقات النظام وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة، وزيادة التصعيد العسكري خلال الـ24 ساعة الماضية إذ بلغت الخروقات 22 خرقاً للاتفاق.
وأوضح أن الخروقات بلغت منذ مطلع سبتمبر/أيلول 483 خرقا، وحذر في الوقت ذاته من مؤشرات توحي بأن النظام وروسيا يسعيان إلى إعادة العمليات العسكرية في المنطقة، والسيطرة على مساحات جديدة.
وقال الفريق إنه "يدين التصريحات العدائية المستمرة من قبل الجانب الروسي، والتي تعتبر نواة لإطلاق عمليات عسكرية جديدة في المنطقة".
وحذر من أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة وطالب بمنع تكرار العمليات العسكرية من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة.
وأوضح أن آلاف المدنيين النازحين من مناطق ريف إدلب وحلب، غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب سيطرة النظام على قراهم وبلداتهم، إضافة إلى استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار بشكل يومي، الأمر الذي يمنع أبناء تلك القرى والبلدات من العودة.
كما شدد على أن إظهار الشمال السوري من قبل روسيا بمظهر "البؤرة الإرهابية" الكبرى والتركيز على ما سمتها "التنظيمات الإرهابية"، إنما هو محاولة "عديمة الجدوى"، قامت بتطبيقها موسكو في كافة مناطق خفض التصعيد السابقة وسيطرت على تلك المناطق تحت تلك الذرائع. وطالب البيان المجتمع الدولي بإجراء كل ما يلزم لمنع روسيا من ممارسة الأعمال العدائية وارتكاب المجازر في مناطق الشمال السوري.
وفي السياق ذاته، قال مدير فريق "منسقو الاستجابة" محمد حلاج، في تصريح لموقع "العربي الجديد" إن التصريحات الروسية تجاه مناطق شمال غرب سورية لطالما اتخذت طابع "العدائية" بوصف المنطقة بشكل متكرر "بالإرهاب"، وهو أمر مرفوض لمنطقة يقيم فيها نحو 4 ملايين شخص مليون ونصف منهم يقطنون في المخيمات وفق قوله.
ولفت "حلاج" إلى خطورة تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم أمس بشأن إغلاق معبر باب الهوى في حال عدم تعاون المجتمع الدولي مع حكومة النظام، معتبراً أن هذا الأمر يهدد بشكل جدي بالمجاعة في حال منع مساعدات الأمم المتحدة من الوصول.
وأوضح مدير "منسقو الاستجابة" أن التصعيد الروسي قد لا يكون بالضروة من خلال عملية عسكرية على الأرض، وإنما من خلال زيادة قصف المناطق المدنية وتهجير مزيد من الأهالي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أكثر من 4000 آلاف شخص نزحوا من قرى جبل الزاوية جنوب إدلب في الفترة بين شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضي فيما زادت هذه الأعداد منذ مطلع الشهر الجاري نتيجة لزيادة التصعيد.
وكان لافروف قال يوم أمس السبت إنه ثمة "بؤرة إرهابية واحدة متبقية في سورية وهي إدلب ولا مشكلة بمكافحة الإرهاب هناك".
وأضاف الوزير الروسي، في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن "مواقع القوات الروسية، ومواقع قوات النظام السوري تتعرض لهجمات في منطقة وقف التصعيد ولن نسمح بذلك".
وتأتي تصريحات لافروف قبل أيام قليلة من موعد القمة التي ستعقد بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، والتي سيكون فيها ملف إدلب أحد أبرز محاور اللقاء وفق ما ذكر.