شنّت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات جديدة بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، كما أصدرت قراراً بفرض التجنيد على جميع الشبان ضمن مواليد المدة ما بين 1990 و2001، وعمّمته على كلّ مكاتب التجنيد الإجباري التابعة لها في دير الزور.
وقال مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" شنّت اليوم حملة اعتقالات طاولت عشرة شبان على الأقل في بلدة السبخة ومحيطها بريف الرقة الشرقي، ونقلت المعتقلين إلى مكتب التجنيد التابع لها في المنطقة تمهيداً لنقلهم إلى معسكر التدريب الواقع في ناحية عين عيسى شمال غربي الرقة أو معسكر الفرقة 17 شمال الرقة.
وبحسب المصدر، فإن "قسد" أصدرت أوامر بزيادة فعالية المداهمات وملاحقة الشبان في مناطق سيطرتها، وذلك في ظل تخوفها من وقوع عمل عسكري تركي جديد ضدها في شرق الفرات، على غرار العملية التي وقعت نهاية العام 2019 والتي كبدتها خسائر بشرية فضلاً عن خسارة مساحة واسعة من المناطق.
وقال المصدر إن مكتب الدفاع في دير الزور التابع لـ"قسد" أصدر قراراً وعمّمه على كلّ الفروع التابعة له، وينص على إلقاء القبض على الشبان الذين ولدوا ما بين عام 1990 و2001.
وكانت "قسد" قد عيّنت خلال الأيام الأخيرة المدعو محمد جبر الشعيطي رئيساً مشتركاً لـ"مكتب الدفاع الذاتي" في مجلس دير الزور المدني التابع لها بدلاً من محمد الحسن أبو ليلى الرئيس السابق للمكتب، والذي اعتُقل من قبل المخابرات العسكرية التابعة لـ"قسد"، ووُضع في سجن مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، حيث اتُهم بالتعامل مع تركيا والجيش الوطني ضد "قسد" وتحريض العشائر العربية ضدها.
إلى ذلك، قالت مصادر "العربي الجديد" إن الاشتباك تجدّد بين مليشيات "قسد" وقوات النظام السوري في محور بلدة القورية على نهر الفرات شرقي دير الزور.
وذكرت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن وقوع إصابات من الطرفين، مشيرة إلى أن طيران التحالف حلّق فوق المنطقة من دون تنفيذ أي ضربات تذكر.
وكانت المنطقة قد شهدت الأسبوع الماضي غارة من التحالف الدولي على مواقع للنظام والمليشيات الإيرانية، وذلك رداً على قصف من المنطقة طاول مناطق تسيطر عليها "قسد".
من جانب آخر، شهدت مدينة الحسكة ومدينة القامشلي في شمال شرق البلاد اليوم استنفاراً أمنياً من قبل قوات الأمن التابعة لـ"قسد"، حيث نشرت دوريات وحواجز في مختلف الطرق والمفارق الخاضعة لسيطرتها، في حين سارت دوريات أميركية عدة من بينها دورية كبيرة جالت في مدينة الحسكة أيضاً.
وتقوم "قسد" بشكل يومي، بالتعاون مع التحالف، بتسيير دوريات في المناطق الخاضعة لها، وخصوصاً في المناطق التي فيها حقول ومنشآت نفطية، إلا أن الدوريات كانت مكثفة اليوم بشكل أكبر.
ويشار إلى أن القوات الأميركية تدعم "قسد" في شمال شرقي سورية وتعدّها شريكة في الحرب على "داعش"، وتتغاضى عن قيامها بتجنيد الشباب بشكل قسري في صفوفها.