"طالبان" تشن هجوماً كبيراً على قندهار... و"سي آي إيه" تتوقع سقوط كابول خلال 90 يومًا

11 اغسطس 2021
عقد الرئيس الأفغاني اجتماعاً اليوم مع قادة أمنيين في شمال أفغانستان (Getty)
+ الخط -

أعلن الجيش الأفغاني، اليوم الأربعاء، التصدي لهجوم كبير شنته حركة "طالبان" على مدينة قندهار جنوب البلاد، فيما أصدر الرئيس الأفغاني أشرف غني قراراً بإقالة قائد الجيش الأفغاني الجنرال ولي محمد أحمد زاي، وتعيين الجنرال هيبت الله علي زاي بدلاً عنه. 

وقال الناطق باسم فيلق "أتل" التابع للجيش الأفغاني في مدينة قندهار، محمد صادق عيسى، في بيان، إن قوات "طالبان" شنت هجوماً كبيراً على عدة محاور في مدينة قندهار من أجل السيطرة على المدينة، لكن قوات الجيش تصدت لها وأحبطت محاولتها بالدخول إلى المدينة.

وأكد عيسى أن هجوم "طالبان" كان قوياً جداً ولكن قوات الجيش كانت على أهبة كاملة للتصدي للهجوم وأفشلته، مؤكداً أن قوات الجيش ستطهر مدينة قندهار قريباً من وجود "طالبان"، وهي قادرة على ذلك.

كما أكد عيسى أن الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الأفغاني استهدفت مواقع وتجمعات "طالبان" في أطراف المدينة، ما أدى إلى مقتل 15 وإصابة عدد آخر بجراح.

وقال محمد رفيع، أحد سكان مدينة قندهار، لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، إن "طالبان" حاولت كثيراً الوصول إلى سجن مدينة قندهار، ولكن قوات الأمن تصدت لها، ولم تمكنها من الوصول إلى السجن، مؤكداً أن مسلحي الحركة ما زالوا موجودين في أطراف المدينة، والاشتباكات بين الطرفين مستمرة.

وكان قائد ميداني في "طالبان" قد أكد، أمس، لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحركة تحاول بكل ما أوتيت من قوة السيطرة على إقليم قندهار وإقليم هلمند، لما لهما من رمزية، ولأن القبائل دوما ساعدت "طالبان"، وهما منطلق قوة "طالبان" منذ نشأة الحركة.

وفي إقليم هلمند المجاور لقندهار، نفّذت حركة "طالبان" هجوماً انتحارياً بالقرب من المقر الأمني للحكومة، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في الممتلكات.

وذكرت الحكومة المحلية في الإقليم، في بيان، أن قوات الأمن تصدت لهجوم "طالبان" الانتحاري، وفجّرت السيارة المفخخة التي يقودها انتحاري قبل الوصول إلى الهدف.

في هذه الأثناء، أصدر الرئيس الأفغاني أشرف غني قراراً بإقالة قائد الجيش الأفغاني الجنرال ولي محمد أحمد زاي، وتعيين الجنرال هيبت الله علي زاي بدلاً عنه.

وكان علي زاي قائداً للقوات الخاصة قبل أن يعينه الرئيس الأفغاني قائداً للجيش الأفغاني، بينما عين الجنرال سميع سادات، قائد عمليات الحكومة في مدينة لشكر كاه، مركز إقليم هلمند، قائداً لفيلق القوات الخاصة.

جاء ذلك بعد سيطرة "طالبان" على تسعة أقاليم في أفغانستان، وكان أحدث تقدم لـ"طالبان" هو السيطرة على مطار مدينة قندوز، إذ ذكر مصدر أمني لـ"العربي الجديد" أن "طالبان" سيطرت على مروحية عسكرية هندية كانت بداخل المطار خلال سيطرتها على المطار.

يُذكر أن الرئيس الأفغاني أشرف غني زار، اليوم، مدينة مزار شريف، مركز إقليم بلخ، التي تكثف طالبان هجماتها عليها منذ عدة أيام.

وعقد الرئيس الأفغاني اجتماعاً اليوم مع قادة أمنيين في شمال البلاد، وحضر الاجتماع قائد المليشيات الأزبكية، وهو النائب السابق للرئيس الأفغاني الجنرال عبد الرشيد دوستم، علاوة على الجنرال عطاء محمد نور، حاكم إقليم بلخ سابقا، والقائد الجهادي السابق من الحزب الإسلامي، جمعه خان همدرد.

وقالت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد" إن الحكومة تعتزم شن عمليات كبيرة على "طالبان" في الشمال يقودها على محاور مختلفة كل من دوستم وعطاء نور وهمدرد.

المخابرات الأميركية: طالبان قد تسيطر على كابول في غضون 90 يوما

قال مسؤول دفاعي أميركي لوكالة "رويترز" اليوم الأربعاء، مستشهدا بتقييم للمخابرات إن حركة "طالبان" قد تعزل العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوما وربما تسيطر عليها في غضون 90 يوما.
وكان مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قد أكد أمس الثلاثاء، أن قوات "طالبان" تسيطر الآن على 65 في المئة من أفغانستان، مشيرًا إلى أنها سيطرت على 11 عاصمة إقليمية أو تهدد بانتزاع السيطرة عليها.
وحتى الشهر الماضي، كانت تقييمات المخابرات الأميركية تحذر من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط خلال وقت قصير ربما ستة أشهر.
وقال المسؤول الأميركي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن التقييم الجديد يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها "طالبان" في أنحاء البلاد، لكنه أكد أن النتيجة ليست حتمية بعد، مضيفًا أن بمقدور قوات الأمن الأفغانية قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة للحركة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ذلك رأيا يحظى بإجماع مجتمع المخابرات أم أن وكالات المخابرات المختلفة لديها وجهات نظر متباينة، وهو أمر مألوف.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء، إنه لا يشعر بالندم على قراره سحب قوات بلاده من أفغانستان بعدما أمضت هناك أكثر من 20 عاما، مشيرًا إلى أن عدد القوات الأفغانية يفوق عدد مقاتلي "طالبان".

المساهمون