"تحرير الشام" اعتقلت قيادات من "حراس الدين" قبل مقتل زعيم "داعش" شماليّ إدلب

03 فبراير 2022
تحرير الشام داهمت بعد منتصف ليل السبت عدة منازل ومقار في مدينة جسر الشغور (Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر من محافظة إدلب في حديث لـ "العربي الجديد" أن الجهاز الأمني التابع لـ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) اعتقلت قيادياً في الصف الأول ضمن تنظيم "حراس الدين" المتشدد والمُتهم بولائه لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى قائدين آخرين يحملان الجنسية (المغربية) إثر عملية نفذتها الهيئة في مناطق متفرقة من محافظة إدلب.

وأشارت المصادر إلى أن "دورية أمنية مؤلفة من خمس سيارات تابعة لجهاز أمن الهيئة داهمت مقراً عسكرياً في بلدة كنصفرة ضمن منطقة جبل الزاوية جنوبيّ محافظة إدلب بعد منتصف ليل الثلاثاء، واعتقلت أبو البراء التونسي، القيادي البارز في الصف الأول لدى تنظيم (حراس الدين) المتشدد، بالإضافة إلى عنصرين آخرين من التنظيم كانا برفقة التونسي".

وكانت معرفات رديفة لتنظيم "حراس الدين" قد ادعت في الـ21 من سبتمبر/ أيلول من العام الفائت مقتل القياديين البارزين في التنظيم، وهما "أبو البراء التونسي" و"أبو حمزة اليمني"، وذلك إثر غارة جوية نفذتها طائرة مُسيرة تابعة للتحالف الدولي استهدفت سيارة للتنظيم ضمن الأراضي الزراعية القريبة من مدينة بنش شرقيّ محافظة إدلب.

ويبدو أن تنظيم "حراس الدين" تعمد إعلان مقتل التونسي، بسبب ملاحقته من قبل جهاز أمن هيئة تحرير الشام، نظراً للعداء المُطلق بين التونسي والهيئة بسبب انفصاله عنها والتحريض عليها بعد مهاجمتها القادة التابعين والمبايعين لتنظيم القاعدة.

وكان أبو البراء التونسي قبل انضمامه إلى جماعة "حراس الدين"، مبايعاً لـ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وانفصل عنها، في أواخر عام 2018، بعد مهاجمة هيئة تحرير الشام تنظيم حراس الدين ومحاولة استئصاله.

في السياق، أوضحت المصادر أن "تحرير الشام داهمت بعد منتصف ليل السبت عدة منازل ومقار في مدينة جسر الشغور ومحيطها غرب محافظة إدلب، واعتقلت نحو 11 قيادياً وعنصراً من الجنسية (المغربية) يعملون ضمن جماعة "شام الإسلام" (التي تعمل تحت سيطرة هيئة تحرير الشام)، وذلك لأسباب مجهولة حتى الآن"، مضيفةً أن "الهيئة داهمت أيضاً بعض المنازل المشتبه فيها في مدينة إدلب، بحثاً عن مطلوبين لديهم صلة بتنظيم (حراس الدين)".

وتأتي العملية الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام" ضد قيادات وعناصر تابعين أو مقربين من تنظيم "حراس الدين" المتشدد قبل يوم من عملية الإنزال الجوي للحوامات الأميركية بالقرب من معبر دير بلوط في منطقة أطمة شماليّ محافظة إدلب، التي أدت إلى مقتل عبد الله قردش، المعروف باسم "أبو إبراهيم القرشي الهاشمي" زعيم تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى مقتل 13 شخصاً بينهم 6 أطفال و4 نساء، يُرجَّح أنهم عائلة زعيم التنظيم.

وكانت تحرير الشام قد اعتقلت، على مدار العامين الماضيين، أكثر من 65 قيادياً في تنظيم "حراس الدين"، بينهم نحو 17 قائداً في الصف الأول والثاني على فترات متقطعة، من بينهم شقران الأردني، عضو مجلس شورى التنظيم، وهو بمثابة الرجل الثاني في "حراس الدين" بعد المدعو أبو همام الأردني، وأبو ذر المصري، القيادي البارز في الصف الأول للتنظيم، والشرعي العام السابق في التنظيم، حيث إن التنظيم أشاع في وقت سابق أن أبا ذر المصري قُتل بغارة جوية للتحالف إثر استهداف سيارته وسط مدينة إدلب في 15 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020.

وخرج تنظيم "حراس الدين" إلى العلن في أواخر فبراير/شباط عام 2018، بعد إعلان "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً) فكّ ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، إذ رفضت شخصيات مؤثرة في الجبهة هذا القرار، فاتجهت إلى تشكيل فصيل "حراس الدين"، الموصوف بكونه أكثر تشدّداً من الجبهة.

المساهمون