أظهرت النتائج الأولية، التي أعلنت عنها بشكل رسمي لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية ظهر اليوم الأحد، أن القوائم المستقلة حصلت على أعلى النتائج في الانتخابات المحلية الفلسطينية في مرحلتها الثانية التي جرت يوم أمس السبت.
وجرت الانتخابات في 50 هيئة محلية بالضفة الغربية يوم أمس السبت، حيث تضمنت النتائج عدد الأصوات والمقاعد التي فازت بها كل قائمة، إضافة إلى أسماء الفائزين.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، خلال مؤتمر صحافي تحدث فيه رئيس اللجنة حنا ناصر، إن "النتائج بينت أن نسبة المقاعد التي حصلت عليها القوائم المستقلة بلغت 64.4% من العدد الكلي للمقاعد المتنافس عليها والبالغة 632 مقعداً، بينما حازت القوائم الحزبية على 35.6%".
وأشار ناصر إلى إعلان اللجنة عن أسماء القوائم ومرشحيها الفائزين بالتزكية في 23 هيئة محلية ترشحت في كل منها قائمة انتخابية واحدة مكتملة.
وفي السياق، قال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" عمر رحال، لـ"العربي الجديد": "صحيح أن القوائم المستقلة تفوقت على القوائم الحزبية، لكنها من الناحية العملية هي قوائم غالبية مرشحيها محسوبون على حركتي (فتح) و(حماس) و(الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، لكن ما جرى هو أنه تم تسجيل تلك القوائم بأنها (مستقلة) فقط، دون إظهار الصفة التنظيمية لأسباب عديدة".
وأشار رحال إلى أن "بعض القوائم المستقلة المحسوبة على حركة (حماس) و(الجبهة الشعبية) سجلت قوائمها مستقلة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية المتردية وملاحقة الاحتلال لها، بينما القوائم المستقلة المحسوبة على حركة (فتح) جرى تسجيلها بأنها مستقلة بسبب عدم تمكن مرشحيها من الدخول في قوائم حركة (فتح) الرسمية".
نسبة الاقتراع 53 بالمائة
من جانب آخر، قال رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، خلال المؤتمر، إن "نسبة الاقتراع النهائية في المرحلة الثانية بلغت 53.69% من أصحاب حق الاقتراع البالغ عددهم 715,413"، مبيناً أن هذه النسبة صدرت بعد انتهاء كافة المقترعين الموجودين داخل المراكز من الإدلاء بأصواتهم، فيما شدد على ضرورة دراسة عزوف بعض المناطق عن التصويت.
ولفت ناصر إلى أن عدد المقترعين الإجمالي وصل إلى 384 ألفاً، وأن نسبة الأوراق الصحيحة من هذه الأصوات بلغت 97%، ونسبة الأوراق البيضاء 1%، والأوراق الباطلة 2%.
وأشار رئيس لجنة الانتخابات إلى أن "قانون انتخاب الهيئات المحلية قد لا يكون هو أفضل نظام، لكنه يتوجب بعد كل عملية انتخابية دراسة النظام الانتخابي وأخذ العبر إن كان هو الأفضل أم لا؟".
وحول إجراء الانتخابات في قطاع غزة، أكد ناصر أن "الهاجس في غزة ليس إجراء الانتخابات، بل إنهاء الانقسام"، وقال: "زرنا غزة عدة مرات، ونجحنا نجاحًا كبيرًا في تقليل الهوة بين الأطراف المختلفة، لكن لسوء الحظ، توقفت الانتخابات في آخر لحظة، ولكن رغم ذلك، سنبذل جهدًا لأجل إجرائها"، مؤكدًا "ضرورة العمل الجاد على إعادة اللحمة بين الضفة الغربية وقطاع غزة".
أسباب العزوف
وبشأن العزوف، قال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس"، لـ"العربي الجديد": "إن هناك أسبابا لعزوف الناخبين عن الاقتراع، أهمها أن قانون الانتخابات المحلية بحاجة لإعادة النظر به وتعديله ليتناسب مع بلادنا، وكذلك، فإن نظام القائمة المغلقة وليس المفتوحة التي تمكن من اختيار المرشحين بشكل أفضل كان له دور في العزوف عن الانتخاب، كون بعض القوائم يوجد فيها مرشحون غير مقبولين مجتمعيًا".
وأكد عمر رحال أن هناك أسبابًا للعزوف عن الاقتراع تتعلق بـ"عدم وجود وعي مجتمعي بأهمية المشاركة بانتخاب الهيئات المحلية، إذ إنه لا بد من التركيز على أن الهيئات المحلية ليست مهمتها خدماتية فقط، بل تنموية وسياسية ومجتمعية وغيرها، علاوة على أن تعدد القوائم بشكل لافت أظهر أن هناك تنافسًا محمومًا على الانتخابات، وكذلك وجود إحباط وتردٍ في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية أدى إلى العزوف عن المشاركة في التصويت".