"الفتح المبين" تستهدف مواقع للنظام السوري رداً على مجزرة ريف إدلب

09 سبتمبر 2022
جاءت الغارة رداً على مجزرة محيط بلدة حفسرجة في ريف إدلب الغربي (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

استهدفت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" مواقع ومقرات عسكرية لقوات النظام السوري في إدلب وحلب، رداً على مجزرة محيط بلدة حفسرجة في ريف إدلب الغربي، التي راح ضحيتها سبعة مدنيين بينهم يافع، بالإضافة إلى 14 جريحاً بينهم ثلاثة أطفال نتيجة استهداف الطائرات الحربية الروسية لمناشر لنحت الحجر ومُزارعين بمحيط البلدة، بـ15 غارة جوية.

وقالت مصادر عاملة في غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ طاقم الـ "م.د"، العامل ضمن غرفة العمليات، تمكّن من تدمير مدفع متوسط من عيار "23" لقوات النظام، ليلة الخميس/ الجمعة، في استهداف لجبهة مدينة كفرنبل جنوبي محافظة إدلب، بصاروخ موجه من نوع "تاو".

وأكدت المصادر أنّ فوج المدفعية والصواريخ استهدف أكثر من 13 مقراً وموقعاً عسكرياً لقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا في كلٍ من معسكر صلنفة ومعسكر جورين في ريف حماة الغربي، ومدينتي معرة النعمان وكفرنبل وبلدات حزارين، والدار الكبيرة والحامدية، في ريف إدلب الجنوبي، وداديخ، ومرديخ، وكفر بطيخ في ريف إدلب الشرقي، وكفر حلب، و أورم الصغرى في ريف حلب الغربي، لافتة إلى وقوع قتلى وجرحى ضمن المواقع المستهدفة، من دون أن تذكر عددهم.

بدوره، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، إنّ "طائرات بوتين ارتكبت مجزرة جديدة في ريف إدلب، استشهد خلالها حتى الآن 7 مدنيين"، مُشيراً إلى أنّ "نظام الأسد وحلفاءه متمسكون بمنهج القتل والتدمير بحق الشعب السوري، في ظل غياب الرادع الدولي الذي يوقف هذه الجرائم".

ولفت المسلط، في بيان نشر على "تويتر"، إلى أنّ "تقاعس المجتمع الدولي فيما يتعلق بالملف السوري عزّز المأساة الإنسانية وأطال أمد المعاناة"، مشدداً على أنّ المجتمع الدولي "مُطالب بالسعي الفعال لتطبيق الانتقال السياسي وعدم إتاحة المزيد من الفرص لنظام الأسد وحلفائه لارتكاب جرائم جديدة".

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري، قد التقى، أمس الخميس، المبعوث الإيطالي الخاص إلى سورية، ستيفانو رافاغنان، وبحث معه مستجدات الأوضاع الميدانية والسياسية في سورية، كما حضر اللقاء كل من الأمين العام، هيثم رحمة، ونواب رئيس الائتلاف، عبد الأحد اسطيفو، وربا حبوش، وعبد الحكيم بشار، وأمين سر الهيئة السياسية، عبد المجيد بركات، إضافة إلى رئيس المكتب السياسي في السفارة الإيطالية في أنقرة، لوكا كاربينتيري.

وأكد المسلط خلال اللقاء على أنّ تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في إيجاد حل سياسي في سورية، تسبب بمعاناة كبيرة للشعب السوري، منوهاً إلى أنّ السوريين لا يزالون يهربون من مناطق النظام لإيجاد مكان يستطيعون فيه الحياة بدلاً من الخوف المستمر من قوات النظام والمليشيات الإرهابية المساندة له، إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية المتدهورة، وفق الدائرة الإعلامية للائتلاف.

وبيّن المسلط أنّ السكان في المناطق المحررة ليسوا بأحسن حال، مضيفاً أنّ روسيا تواصل ابتزاز الملف الإنساني، فضلاً عن تخفيض المنظمات الإنسانية لكمية الحصص الغذائية والطبية، لافتاً إلى أنه وخلال زيارته إلى المناطق المحررة (مناطق سيطرة المعارضة) وقف على وضع المدارس والمستشفيات، إذ لا يوجد أي إمكانات كافية للتعليم ولا توجد أجهزة وأدوات لازمة لمعالجة المرضى والمصابين.

مقتل شابين بانفجار في جرابلس

إلى ذلك، قُتل شابان، اليوم الجمعة، إثر انفجار دراجة نارية يُرجح أنها كانت مفخخة في محيط مدينة جرابلس الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" بريف حلب الشرقي، شمال سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ شابين كانا يستقلان دراجة نارية قُتلا اليوم الجمعة، إثر انفجار وقع داخل الدراجة التي يُرجح أنها كانت مفخخة على طريق قرية الكوسا شرقي مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، مؤكدةً أنّ مجموعات الشرطة انتشلت أشلاء الجثتين إلى الطبابة الشرعية للتعرف على هويتهما، وأزالت المخلفات من المكان. 

في غضون ذلك، قصفت القوات التركية بالمدفعية الثقيلة مواقع عسكرية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في قرى الشيخ علي، والأسدية، ونويحات، التابعة لناحية أبو راسين بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية.

وأعلنت "وزارة الدفاع التركية"، في بيانٍ لها على موقعها الرسمي في "تويتر" اليوم الجمعة، أنّ قوات "الكوماندوز" (القوات الخاصة في الجيش التركي) تمكنت من "تحييد 4 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، الذين أطلقوا النيران في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون شمال سورية"، مشددةً على أنّ "القوات المسلحة التركية سوف تواصل قتالها ضد الإرهابيين بشكل فعال وحاسم".

في سياق منفصل، اعترفت "قسد"، في بيانٍ لها، بمقتل اثنين من عناصرها، متأثرين بجراحهما التي أُصيبا بها خلال اشتباك وقع أمس الخميس، مع خلية مسلّحة كانت ترتدي زيّ النساء تابعة لتنظيم "داعش" في القطاع الخامس في مخيم "الهول" الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش" بريف الحسكة الشرقي.

وبحسب بيان "قسد"، فإن "خلية إرهابية تابعة لـ"داعش" تتكوّن من سبعة مرتزقة، بينهم امرأتان، كانت تحاول الفرار من المخيّم، حيث تدخلت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) بمساندة من قوّاتنا لمنع الفرار، لتبادر الخلية الإرهابية بعد تطويقها بإطلاق النار على قوّاتنا التي ردّت بالمثل، وقد قُتل خلال الاشتباك مرتزق كان يرتدي زيّ النساء، وتم إلقاء القبض على ستة آخرين، بينهم امرأتان، وضبط قطعتي سلاح من نوع AK – 47، وحزام ناسف".

وأكد المتحدث الرسمي باسم "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، آرام حنا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم خلال الأربعة عشر يوماً من حملة "الإنسانية والأمن" بلغ 204 أشخاص حتى أمس الخميس، بالإضافة إلى أنه تمت إزالة 181 خيمة في عدة قطاعات من المخيم، والعثور على 28 نفقاً كانت قد أعدتها خلايا التنظيم في وقت سابق، لافتاً إلى أنّ الحملة لا تزال قائمة حتى تطهير كافة مخيم "الهول" من خلايا تنظيم "داعش".

المساهمون