منظمة "العفو" الدولية تهاجم حرية التعبير في فرنسا: نفاق مخزٍ

14 نوفمبر 2020
المنظمة: الحكومة الفرنسية ليست نصيرة حرية التعبير كما تزعم (فرانس برس)
+ الخط -

اتهمت منظمة العفو الدولية فرنسا بأنها "ليست نصيرة لحرية التعبير كما تزعم"، واصفة خطابها في هذا السياق بـ"النفاق المخزي".

وذكرت المنظمة في مقال للباحث ماركو بيروليني، وهو باحث في منظمة العفو لشؤون أوروبا، أن "الحكومة الفرنسية ليست نصيرة حرية التعبير كما تزعم، ففي عام 2019، دانت محكمة رجلين بتهمة (الازدراء) بعد أن أحرقا دمية تمثل الرئيس (إيمانويل) ماكرون خلال مظاهرة سلمية".

وأضاف الباحث بالمنظمة، في المقال الذي نشرته المنظمة على موقعها الرسمي وبمجلة "نيوزويك" الأميركية، قبل يومين، أن "البرلمان الفرنسي يناقش حاليا قانونا جديدا يجرم تداول صور المسؤولين عبر منصات التواصل الاجتماعي".

واعتبر بيروليني أنه "من الصعب التوفيق بين هذا التوجه وبين دفاع السلطات الفرنسية الشرس عن حق تصوير النبي محمد في رسوم كاريكاتورية".

وأبرز في هذا السياق أنه "في حين يتم الدفاع بقوة عن الحق في التعبير (..) فإن حريات المسلمين في التعبير والمعتقد عادة ما تحظى باهتمام ضئيل في فرنسا تحت ستار (شمولية مبادئ الجمهورية)".

ومضى قائلاً "باسم العلمانية، لا يمكن للمسلمين في فرنسا ارتداء الرموز الدينية أو اللباس الديني في المدارس أو في وظائف القطاع العام"، مبيناً أن "سجل فرنسا في حرية التعبير في مجالات أخرى قاتم بنفس القدر، ففي كل عام يُدان آلاف الأشخاص بتُهمة (ازدراء الموظفين العموميين)، وهي جريمة جنائية مُعرفة بشكل غامض وطبقتها سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية بأعداد هائلة لإسكات المعارضة السلمية".

وذكر الباحث أن "فرنسا تعمل على حل الجمعيات وإغلاق المساجد على أساس مفهوم (التطرف) الغامض، وعلى امتداد حالة الطوارئ، وغالبا ما كان مصطلح التطرف يُستخدم كناية عن المسلم المتدين".

وقال إن "خطاب الحكومة الفرنسية بشأن حرية التعبير لا يكفي لإخفاء نفاقها المخزي. إن حرية التعبير لا معنى لها إلا إذا كانت تنطبق على الجميع".

وشدد على أنه "ينبغي ألا تُستخدم حملة الحكومة الفرنسية لحماية حرية التعبير من أجل التستر على الإجراءات التي تعرض الناس لخطر انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب".

واندلعت الأزمة الراهنة بعد تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمسّك بلاده بمبدأ الحرية في نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وذلك رغم نشرها على واجهات مبانٍ في مدينتي مونبلييه وتولوز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأثارت الرسوم وتصريح ماكرون موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

المساهمون