في قلب الظلام
على صخرةٍ متنحّيةٍ تشرف على مروج القمح والأحلام، يجلس فتى في نحو السادسة عشرة من عمره، يقلّب بصرَه بين كتابين: كتاب الطبيعة المشهود، وكتاب مطبوع بين يديه أكبر من سنّه، يفهم بعضَه ويستغلق عليه أكثرُه. وكان عليه أن ينتظر زمنا آخر، حتى ينكشف عنه حجاب المعاني فتتّسع صورة العالم على قدر اتّساع الرؤية. .. ولكن هل اتّساع الرؤية ومجالاتها جعله أكثر سعادةً واكتفاءً واحتفاءً بالحياة؟ بلى، كشفت له الرؤية جمالا لم يكن يُبصره من قبل، ولكنها كشفت من القبح مثله أو أكثر منه!