استمع الآن
لماذا نصدق كذب الرواية؟
تدورُ أحداثُ الفيلمِ الكوميدي the invention of lying) اختراعُ الكذب) في واقعٍ بديلٍ لا يعرف الناسُ فيه الكذب، حيث يعملُ مارك، بطلُ الفيلم، في كتابةِ سيناريوهاتٍ سينمائيةٍ مطابقةٍ لأحداثٍ حصلتْ في القرنِ الرابعَ عشر. ولقولِ الحقيقة، ليس لدى الكُتّابِ متّسعٌ لخيالٍ يمكنّهم من سردِ الوقائعِ سوى الماضي... فيتنافسون في تمحيصِ التاريخِ بحثاً عن وقائعَ مشوقة، وهو بحثٌ يخفِق فيه مارك فيُطرَد من عملِه. لكنّه بمجردِ إتقانِه الكذبةَ الأولى في حياتِه، يكتبُ عن غزوِ كائناتٍ فضائيةٍ للعالم، فيتحولُ إخفاقُه إلى نجاحٍ مدّوٍ بينَ المشاهدين.
إذا سلّمنا بأنّ "الكذبَ" عنصرٌ أساسيٌ في الصَّنعةِ الروائية، فما الذي يدفعُ كلّاً من الكاتبِ والقارئِ إلى إبرامِ ذلك العَقدِ الضمنيّ بينَهما، بحيثُ يخترعُ الأولُ "كذبة"، ويتظاهرُ الثاني بتصديقِها؟ ثمّ ما هي التوليفة التي تجعلُ كذبةً ما أكثرَ نجاحاً وجماهيريةً من غيرِها؟ الكاتب والروائي السوري خالد خليفة يحدثنا في "رُواق".