تذكرة سفر

22 يناير 2015
+ الخط -

تلك النهاية والبداية، صنعهما ذلك الجندي القادم من البعيد ببندقيته، وبات فصلها الأخير من لجوء إلى لجوء، بحثاً عن تذكرة سفر.
ذهبوا جميعاً، ذاك الصديق الذي طالما تباهى بوطنيته على أكتاف الشباب في جميع التظاهرات، والآخر الذي كان ينتمي لمخيمه أكثر من أي شي آخر، والأخير الذي كان يلعن كروت التموين وأكياس المساعدات وشعارات الفصائل.
أصبحت المسافة بيننا الآن خمسين ألف ميل، وتذكرة سفر، تبدو في أكثر الأحيان مستحيلة.
دخلوا في سرداب غربي، وهم يبحثون عن الفضاء، وعن فتحة السرداب للمرور منها إلى عالم آخر، أبعد ما يكون عن أزقة المخيم بظلمها وظلمتها.
أتساءل، الآن، وأنا أقرع حروفي هذه على نافذتي الإلكترونية، متى سنلتقي؟
يمر طيفكم جميعاً، قد نلتقي ثانية على أسطح المخيم، وقد نلتقي في طريق العودة إلى فلسطين، ومن يدري، فربما نلتقي بعد أن أحصل على تذكرة سفر تقودني إلى ما بعد البحر، لكن المشكلة أن عيني تطفحان بالدمع عند باب الطائرة، ودائماً يستدير قلبي نحو الوطن.

02E295FE-619F-4332-8987-0A2C8506CF65
02E295FE-619F-4332-8987-0A2C8506CF65
طه يونس (فلسطين)
طه يونس (فلسطين)