المخيم و"الخليفة"

06 ابريل 2015
+ الخط -
على حصان طروادة، ظنّ الخليفة أنه سيدخل أرض اليرموك فاتحاً، لكن المخيم، ومن بعد أكثر من 600 يوم من الحصار، قال كلمته في وجه الرصاص (لن نركع). نسي الخليفة أن أرض عاصمة الشتات في اليرموك تُنجب ثواراً، وتحتضن آخرين، كأمثال أبو جهاد الوزير وأشبال الـ "آر بي جي" الذين صنعوا الانتصار في قلعة الشقيف، وهي لم تنضب حتى يومنا هذا.
مخيم اليرموك هو تلك الجملة العظيمة التي تبدأ بحارة الفدائية، وتنتهي بمقبرة الشهداء، وكل ليمونة فيه تنجب فدائياً، ومحال أن ينتهي الليمون! فها هم أصحاب الأمعاء الخاوية يقاتلون بشراسة الفلسطيني المعتادة دفاعاً عن كرامة مخيمهم، ووحدة قضيتهم ونزاهة بوصلتهم التي ما فتأت تشير إلى أرض الوطن.
لكن، حقيقة الأمر أن الجميع، اليوم، بات ينظر عكسياً، وينتظر لحظة إعلان سقوط المخيم، وهو ما ينتظره بشغف أحفاد أرييل شارون الذي توعد المخيم نفسه "لك يوم أسود يا مخيم اليرموك".
يا "أمير المؤمنين"، التقت قضيتك، اليوم، مع قضية شارون، وأنت الذي لم تفكر يوماً بتوجيه سلاحك نحو الاحتلال الجاثم على أرض بيت المقدس، لكنها كما يعرف الجميع إسرائيل التي تعني بالنسبة لكم ولغيركم رزمة من الخطوط الحمراء.
أعددتم شرابكم حتماً، وهناك من الزعماء من جهزوا كوؤسهم التي يطمحون لشربها عند انتهاء مهمتكم. لكن، تمهلوا قليلاً، فكم من مخيم صمد طويلاً، وماذا لو بقي اليرموك، وانهزمت عواصم الكون مجدداً على صخرة تدعى فلسطين.
02E295FE-619F-4332-8987-0A2C8506CF65
02E295FE-619F-4332-8987-0A2C8506CF65
طه يونس (فلسطين)
طه يونس (فلسطين)