سيوف بشار الأسد

04 يناير 2017
+ الخط -
ما زال بعضهم يستغرب التصريحات التي يطلقها ما يعرفون اليوم بشبيحة النظام السوري، من فنانين وكتاب وموسيقيين ورجال فكر وتحليل، ابتكرتهم "ميديا الأسد"، والتي تستضيفهم الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
من دريد لحام (غوار) إلى سلاف فواخرجي لشلاش... نرى ما يدهش ويدعو للسخرية في آن معاً. ربما لا تشكل تصريحات هؤلاء أي قيمة في الشارع السوري الثائر، ولكنه السؤال: هل فعلاً هم جادون فيما يقولون؟ وهل هم عميان عن البراميل والقصف المستمر وحصار المدن وقتل الأطفال واعتقال المدنيين؟ وهل هم فعلاً الشخصيات نفسها التي هلّل لها السوريون والعرب عقوداً؟ هل صاحب "كاسك يا وطن" و "ما ناقصنا إلا شوية كرامة" كان يكذب على السوريين؟ وهل استطاع باسم ياخور وأيمن رضا ونجدت أنزور وعشرات الفنانين الضحك علينا بتلك السهولة؟ وهل سيحرق السوريون الجدّد كلّ تاريخ هؤلاء؟ وهل غلبة المصلحة الشخصية والخوف هو ما دفعهم إلى تلك الاصطفافات؟
لا أعتقد، فمعدنهم الحقيقي ظهر وانكشفت كلّ تلك السنوات التي كان يعدّ لها حافظ ومن بعده بشار، إذ أتت كل سنوات التدجين والفراغ السياسي الذي عاشته سورية ثمارها.
طوال خمسين عاماً من حكم الأب وطوال حكم الابن، لم تشهد سورية حدثاً سياسياً واحداً، بل كانت كلّ سنواتها مغلّفة بخطابات الممانعة والمقاومة، وتلك الجبهة التي أصبحت محل سخرية العالم مع إسرائيل.
من منّا لا يذكر الاختراقات المتكرّرة وعمليات القصف التي كانت إسرائيل تقوم بها طوال فترة حكم بشار. ومن منّا لا يذكر اغتيال عماد مغنية في دمشق واغتيال محمد سليمان في اللاذقية، والأسد يعد بالرد ويمارس ضبط النفس؟ ومن منّا ينسى من بقي في دمشق من "النخبة" يسخر من السوريين، ويدبك على أغاني علي الديك، ويصدّعنا بالمؤامرة الكونية والعصابات وتمويل قطر والسعودية؟
وهل سيقارن السوريون ما بين الفنانة الثائرة فدوى سليمان، وما بين سلاف فواخرجي أو أمل عرفة أو جيانا عيد؟ وهل سنقرأ قصصاً لنجم الدين السمان وزكريا تامر أم سنستمر مع حسن م يوسف وووليد معماري؟
سيوف صنعها النظام المافيوي الأسدي، وصقلها لتطعن أوّل من تطعن، ذلك الذي كان يصفّق لها عقوداً.
703A232A-51CE-409D-B5B0-996628C1636E
703A232A-51CE-409D-B5B0-996628C1636E
مرهف مينو (سورية)
مرهف مينو (سورية)