لامسنا القليل من الأمل، عشية حادثة مقتل الأردنيين الذين قتلهما المجرم زيف حارس السفارة، عندما حاصر الجيش الأردني السفارة، ومنع خروج المجرم منها واستدعاه إلى التحقيق، ولكن الأمل تبخر عند خروج صور المجرم يحتضنه الإرهابي الأول نتنياهو بقوة داخل إسرائيل.
حريّة الصحافة التي قتلها الطاغية بشار، ويمشي الآن في جنازتها العالم، سخر منها ترامب وطردتها لوبين وسجنها العالم الثالث، هي الضامن الأساسي لحرية التعبير والوجه الحي للشعوب ولسانها، فمن المفترض أن تكون مصانة من دستور تلك الدول، ولكن!
هل سيقارن السوريون ما بين الفنانة الثائرة فدوى سليمان، وما بين سلاف فواخرجي أو أمل عرفة أو جيانا عيد؟ وهل سنقرأ قصصاً لنجم الدين السمان وزكريا تامر أم سنستمر مع حسن م يوسف وووليد معماري؟
نحن من قتل حمزة الخطيب وأغرق إيلان، ونحن من استجلب الروس والأفغان وحزب الله، بحماقتنا وغبائنا، ونحن من أحرق البلد كرمى لعيون "الحرية"، تلك المفردة غير واضحة المعالم والمفهوم بالنسبة لهم، فبقاؤهم مرتبط بوجود المجرم.
مملكة الصمت الحمصية وعاصمة النكتة، المدينة المسالمة الدمثة الطيبة التي لم ترض القهر لشقيقتها الجنوبية (درعا)، والتي خرجت الصرخة تشق حناجر أبنائها برفض الظلم والطاغوت.
سألتني صبية من الأمن اللبناني، وهي ترافقني لقطع التذاكر: "شو بتشتغل؟". أجبتها وأنا أحاول قدر الإمكان أن أبتعد عن أي سؤالٍ، يدخلني عالم التساؤلات والأخذ والرد: صحفي.ابتسمت، وأشارت إلى مرافقيها من الجيش اللبناني: صحفي معارض أم مؤيد؟