18 نوفمبر 2024
2014 .. بؤس فلسطيني أيضاً
معيبٌ جداً، للفلسطينيِّ أَينما كان، أَن يُعدّ اتفاق المصالحة الموقع بين حركتي فتح وحماس، في غزة في إبريل/نيسان الماضي، إنجازاً، ليس فقط لأنه لم يتطور إلى حقائق موضوعية، أو لأن المسافات السياسية والاجتماعية، والنفسية أيضاً، بين غزة ورام الله، على حالها من التباعد والتحسّب، بل أيضاً، لأن مكاشفةً جريئةً لم يُبادر إليها أيٌّ من قيادات الحركتين العتيدتين، تيسّر مراجعةً شجاعة، بشأن سبع سنوات تعيسة من الانقسام المخزي، لماذا صار وكيف. وأيضاً لأَن أحداً لم يلحظ أن الحرب العدوانية على الفلسطينيين من ساكنة قطاع غزة، في صيف العام الماضي، أحدثت سلوكاً نوعياً وانعطافياً، لدى الماكثين في رئاسة السلطة الوطنية، وحواشيها في رام الله، تجاه غزة وناسها، وتجاه الحالة الفلسطينية عموماً، إلا إذا اعتبرنا زيارتي رئيس الحكومة، رامي الحمد الله، القطاع، منجزاً وطنياً مهولاً، فيما كان مأمولاً من فخامة الرئيس محمود عباس أن يُرابط في غزة، ويواسي المكلومين هناك، ويعود بيوت الشهداء، ويزور الجرحى، ويُعاين بنفسه كل الخراب. وكان مطلوباً منه أن يعزّز المصالحة المشتهاة بأن يباشر عمله من مخيم الشجاعية، مثلاً، وأن يستثمر ولعه بالسلطة في القاهرة، من أجل إنهاء جريمة الحصار على ناس غزة، فيبدع حلاً لقضية معبر رفح الخالدة، ليس فقط بالتفاهمات مع حماس على الورق، بل بإجراءاتٍ عملية، واتصالات ضاغطة، ولو بالاستعانة بحلفاء عبد الفتاح السيسي، في أبوظبي والرياض مثلاً، من أجل إنهاء هذه المأساة، المعللة في ثرثرات مصريةٍ لا تنتهي، بأنها متصلة بالأمن القومي المصري.
فلسطينياً، انتهى 2014 بانتظار فيتو أميركي مرتقب على تمرينٍ سياسيٍّ أرادت به القيادة الفلسطينية تجريب قدراتها وممكناتها في مجلس الأمن، وبتأكيد محمود عباس على شاشة مصرية، طالما لُعن الفلسطينيون فيها، بأن المفاوضات وحدها، ولا سبيل غيرها، لإنهاء الاحتلال. وانتهى، أيضاً، بجولاتٍ جديدةٍ من التأزيم الممل بين قيادة السلطة وحركة حماس التي باشرت اتصالات مع طهران لإعادة المياه، إياها، إلى مجاريها، إنْ أمكن، مع انقطاع الاتصالات الجدية مع رام الله، من أجل العبور إلى موشحات الوفاق الفلسطينية المنسيّة، عن انتخاباتٍ تشريعيةٍ ورئاسيةٍ وتجديد هياكل منظمة التحرير، وغير ذلك من قضايا، صار مضجراً، أن يؤتى عليها، إنْ في تعليقٍ في جريدة سيّارة، أو في محاورة أي مسؤول فلسطيني، في أي موقع وأي فصيل.
كان عاماً من إقامة الراهن الفلسطيني في القاع، والذي يمضي في ابتعاده إلى الانحطاط في الأسفل، بهمةٍ ظاهرة، منذ تاه المشروع الوطني في البعثرة التي أضاعته، وجعلت رمضان شلح يسأل، مرة، محقاً، عمّا إذا كان هذا المشروع موجوداً وقائماً. ويحدث هذا فيما المشروع الإسرائيلي، استيطاناً وتهويداً، واستهانة بالحقوق الفلسطينية، يمضي، مسلحاً بيباسٍ مريع لدى قيادة الشعب الفلسطيني الماثلة قدامه، (أمام واقعة قتل زياد أبو عين خنقاً، مثلاً)، وبضعف عربي مريع، وبإسناد أميركي غير محدود. وفي الأثناء، يتحمل فلسطينيون في صمودهم في وطنهم، في جناحيْه، (بحسب تعبير تقليدي شائع)، قطاع غزة والضفة الغربية، عنتاً كثيراً، ويواجهون، بإمكاناتهم القليلة، الصلف الإسرائيلي، في ضم الأراضي واعتداءات واعتقالات لا تتوقف، بإرادة وعزيمة، يحتاجان إلى رافعة وطنية فلسطينية ناهضة، وإلى عمق عربي مؤكد.
كان 2014 عاماً من تردٍّ وبؤسٍ جديدين في الحال الفلسطيني، لا يُعفى من المسؤولية عنهما أحد، غير أن التسليم بهذا لا يعني اعتباره قضاءً وقدراً لا ردّ له، بل ثمّة رهان، يحسن أَن يبقى قائماً، على قوى مدنيةٍ حية في المجتمع، لا نعطي أياً منها دروساً، بشأن الواجب واللازم، فإنها أدرى بالكيفيات التي يمكن أن تهتدي بها، من أجل تثمير الطاقة الكامنة في الشعب، أقله لحماية قضية فلسطين من بياتٍ منظور.
فلسطينياً، انتهى 2014 بانتظار فيتو أميركي مرتقب على تمرينٍ سياسيٍّ أرادت به القيادة الفلسطينية تجريب قدراتها وممكناتها في مجلس الأمن، وبتأكيد محمود عباس على شاشة مصرية، طالما لُعن الفلسطينيون فيها، بأن المفاوضات وحدها، ولا سبيل غيرها، لإنهاء الاحتلال. وانتهى، أيضاً، بجولاتٍ جديدةٍ من التأزيم الممل بين قيادة السلطة وحركة حماس التي باشرت اتصالات مع طهران لإعادة المياه، إياها، إلى مجاريها، إنْ أمكن، مع انقطاع الاتصالات الجدية مع رام الله، من أجل العبور إلى موشحات الوفاق الفلسطينية المنسيّة، عن انتخاباتٍ تشريعيةٍ ورئاسيةٍ وتجديد هياكل منظمة التحرير، وغير ذلك من قضايا، صار مضجراً، أن يؤتى عليها، إنْ في تعليقٍ في جريدة سيّارة، أو في محاورة أي مسؤول فلسطيني، في أي موقع وأي فصيل.
كان عاماً من إقامة الراهن الفلسطيني في القاع، والذي يمضي في ابتعاده إلى الانحطاط في الأسفل، بهمةٍ ظاهرة، منذ تاه المشروع الوطني في البعثرة التي أضاعته، وجعلت رمضان شلح يسأل، مرة، محقاً، عمّا إذا كان هذا المشروع موجوداً وقائماً. ويحدث هذا فيما المشروع الإسرائيلي، استيطاناً وتهويداً، واستهانة بالحقوق الفلسطينية، يمضي، مسلحاً بيباسٍ مريع لدى قيادة الشعب الفلسطيني الماثلة قدامه، (أمام واقعة قتل زياد أبو عين خنقاً، مثلاً)، وبضعف عربي مريع، وبإسناد أميركي غير محدود. وفي الأثناء، يتحمل فلسطينيون في صمودهم في وطنهم، في جناحيْه، (بحسب تعبير تقليدي شائع)، قطاع غزة والضفة الغربية، عنتاً كثيراً، ويواجهون، بإمكاناتهم القليلة، الصلف الإسرائيلي، في ضم الأراضي واعتداءات واعتقالات لا تتوقف، بإرادة وعزيمة، يحتاجان إلى رافعة وطنية فلسطينية ناهضة، وإلى عمق عربي مؤكد.
كان 2014 عاماً من تردٍّ وبؤسٍ جديدين في الحال الفلسطيني، لا يُعفى من المسؤولية عنهما أحد، غير أن التسليم بهذا لا يعني اعتباره قضاءً وقدراً لا ردّ له، بل ثمّة رهان، يحسن أَن يبقى قائماً، على قوى مدنيةٍ حية في المجتمع، لا نعطي أياً منها دروساً، بشأن الواجب واللازم، فإنها أدرى بالكيفيات التي يمكن أن تهتدي بها، من أجل تثمير الطاقة الكامنة في الشعب، أقله لحماية قضية فلسطين من بياتٍ منظور.