10 نوفمبر 2024
عقدة إيران في المنطقة
كان على رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، أن يجد له موقعاً يجعله قريباً من أميركا وإيران في الوقت نفسه، وهي مهمةٌ دائمة لأي رئيس وزراء عراقي سابق، أو حالي، وربما مستقبلي. للولايات المتحدة فضل "أخلاقي" في تخليص العراق من حكم صدام حسين، ولها فضل عسكري في تدريب الجيش العراقي وتسليحه بشكل شبه كامل، فالسلاح المتوفر في العراق جاء عن طريق أميركا، وما زالت للأخيرة مواقع عسكرية ودبلوماسية، وهي تقدم المشورة والنصائح للحكومات العراقية. وفي النهاية، هي الدولة العظمى التي يتمنى أن يعيش في كنفها كثيرون. ولا يمكن لدولةٍ في مثل ظروف العراق أن تكون بعيدة عن هذه الأمنية. أما إيران، فلها تطلعات توسعية واضحة في الإقليم، وتطمح أن يدوم توسعُها طويلاً، وهي تعمل بكدٍّ، لتبقي العراق تحت سيطرتها، إلى جانب سورية ولبنان. وضمن هذا التجاذب، يجد رئيس الوزراء العراقي نفسه أقرب إلى إيران، مدفوعاً برغبات يمليها عليه الشارع، تشكلت على هيئة حشود شعبية، ساهمت بشكلٍ ما في تقليص نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية.
سورية الواقعة ضمن دائرة الطموح الإيراني، يتقدّم جيش "نظامها" على معارضيه، معتمداً بشكل كبير على القوات الإيرانية، أو القوات التي تقدّم لها إيران كل شيء، وهذه القوات بالذات تحولت إلى إيديولوجيا عسكرية، تحاول فرض شعارات الراعي الإيراني في كل مكان تحل فيه. وفي لبنان، لا يُخفي حزب الله أن الإيرانيين يشكلون مصادر تمويله وتسليحه، ولا يخفي شعاراته ولا توجهاته.
تشكل هذه الدول الواقعة تحت النفوذ الإيراني رقعة جغرافية واسعة، تفوق مساحتها ما كان يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا يعني تهديداً محلياً هائلاً يجعل القلق السعودي مبرّراً، ويفسح المجال أمام تململ رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو. ويعوّل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، على هذا القلق المشترك من حليفين له في المنطقة، ليواجه به إيران بعد أن أطلق بالون اختبار، برفضه التوقيع على التزامها بالاتفاق النووي، والصد الذي واجهه من شركائه في أوروبا، جعله يمضي نحو الشركاء الإقليميين.
تحتم مواجهة إيران العملَ على فك ارتباطها مع العراق. وتحت هذا العنوان، جاءت زيارة العبادي إلى السعودية. أصابع الضغط الأميركي واضحة على تلك الزيارة، وخصوصا أن العبادي لم يقض في بغداد إلا ليلة واحدة، يمم بعدها شطر طهران، الأمر الذي يعكس بداية التمرد، أو شكلاً من المقاومة، لمحاولة جذب العراق إلى وسطٍ مختلفٍ عن البيئة الإيرانية. وتحت هذه الرغبة بالذات، حطت الطائرة السعودية في مطار بغداد، بعد قطيعة العقود الثلاثة. وعلى الجانب السوري، الموقف الأميركي من النظام محكومٌ بمدى تقارب هذا النظام مع إيران، والعلاقة التاريخية بين نظام الأسد وإيران معروفة وشهيرة. وفي مواجهة حزب الله، استخدمت الولايات المتحدة سلاحاً قديماً وتقليدياً، أثبت أنه غير فعال بما فيه الكفاية، وهو سلاح العقوبات، وإن توسّع هذه المرة، ليشمل المكون السياسي لحزب الله، المتمثل بوزرائه ونوابه، وكذلك حلفائه والمتعاطفين معه.
العداء الأميركي الإيراني قديم، ويعود إلى تاريخ نشوب الثورة الإيرانية، وانتصار العمائم فيها. والطموح الإيراني أيضاً قديم يعود إلى زمن الخميني، وشعارات تصدير الثورة الذي خُفف إلى اتفاقيات تعاون، ومشروعها علني، وتعمل عليه بالقوة أحياناً، كحربها ضد العراق عام 1980، أو بالدبلوماسية كاتفاقية السلاح النووي أخيرا مع أميركا التي لم تحقق حتى الآن أهدافها في إخضاع إيران، أو إجبارها على تخليها عن مشروعها، والبديل المتوفر عن محاولة اجتراح المعجزات هو وجود مشروع مختلف، مغاير، يقوم على التعاون بين الجميع، ما يحتاج إلى تغيير التكتيك المستخدم مع أنظمةٍ معطِلة في الإقليم، كالنظام السوري. ويضعنا هذا الأمر في وسط الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ سنين.
سورية الواقعة ضمن دائرة الطموح الإيراني، يتقدّم جيش "نظامها" على معارضيه، معتمداً بشكل كبير على القوات الإيرانية، أو القوات التي تقدّم لها إيران كل شيء، وهذه القوات بالذات تحولت إلى إيديولوجيا عسكرية، تحاول فرض شعارات الراعي الإيراني في كل مكان تحل فيه. وفي لبنان، لا يُخفي حزب الله أن الإيرانيين يشكلون مصادر تمويله وتسليحه، ولا يخفي شعاراته ولا توجهاته.
تشكل هذه الدول الواقعة تحت النفوذ الإيراني رقعة جغرافية واسعة، تفوق مساحتها ما كان يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية، وهذا يعني تهديداً محلياً هائلاً يجعل القلق السعودي مبرّراً، ويفسح المجال أمام تململ رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو. ويعوّل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، على هذا القلق المشترك من حليفين له في المنطقة، ليواجه به إيران بعد أن أطلق بالون اختبار، برفضه التوقيع على التزامها بالاتفاق النووي، والصد الذي واجهه من شركائه في أوروبا، جعله يمضي نحو الشركاء الإقليميين.
تحتم مواجهة إيران العملَ على فك ارتباطها مع العراق. وتحت هذا العنوان، جاءت زيارة العبادي إلى السعودية. أصابع الضغط الأميركي واضحة على تلك الزيارة، وخصوصا أن العبادي لم يقض في بغداد إلا ليلة واحدة، يمم بعدها شطر طهران، الأمر الذي يعكس بداية التمرد، أو شكلاً من المقاومة، لمحاولة جذب العراق إلى وسطٍ مختلفٍ عن البيئة الإيرانية. وتحت هذه الرغبة بالذات، حطت الطائرة السعودية في مطار بغداد، بعد قطيعة العقود الثلاثة. وعلى الجانب السوري، الموقف الأميركي من النظام محكومٌ بمدى تقارب هذا النظام مع إيران، والعلاقة التاريخية بين نظام الأسد وإيران معروفة وشهيرة. وفي مواجهة حزب الله، استخدمت الولايات المتحدة سلاحاً قديماً وتقليدياً، أثبت أنه غير فعال بما فيه الكفاية، وهو سلاح العقوبات، وإن توسّع هذه المرة، ليشمل المكون السياسي لحزب الله، المتمثل بوزرائه ونوابه، وكذلك حلفائه والمتعاطفين معه.
العداء الأميركي الإيراني قديم، ويعود إلى تاريخ نشوب الثورة الإيرانية، وانتصار العمائم فيها. والطموح الإيراني أيضاً قديم يعود إلى زمن الخميني، وشعارات تصدير الثورة الذي خُفف إلى اتفاقيات تعاون، ومشروعها علني، وتعمل عليه بالقوة أحياناً، كحربها ضد العراق عام 1980، أو بالدبلوماسية كاتفاقية السلاح النووي أخيرا مع أميركا التي لم تحقق حتى الآن أهدافها في إخضاع إيران، أو إجبارها على تخليها عن مشروعها، والبديل المتوفر عن محاولة اجتراح المعجزات هو وجود مشروع مختلف، مغاير، يقوم على التعاون بين الجميع، ما يحتاج إلى تغيير التكتيك المستخدم مع أنظمةٍ معطِلة في الإقليم، كالنظام السوري. ويضعنا هذا الأمر في وسط الحلقة المفرغة التي ندور فيها منذ سنين.