18 نوفمبر 2024
الجنرال العاري على عرش مصر
على عجل، اخترع عبدالفتاح السيسي مناسبة لكي يمسك الميكروفون، ليقول للمصريين إنه في حماية الجيش، بمواجهة الشعب.
وفيما تخرج أبواق الجنرال، لتتحدث كذبًا عن إصلاح سياسي محدود، تدور عجلة القمع المتوحش، بالسرعة الجنونية، لتلتهم مزيدًا من النشطاء السياسيين، ثم يقام حفل عسكري صاخب، يحضره جنرالاتٌ جرى استدعاؤهم على وجه السرعة من أرشيف العسكرية المصرية، ليقول السيسي للشعب إن الجيش طوع أنامله، فارضًا نفسه على تاريخٍ ليس من صنّاعه، وليس من المحافظين عليه، فيقف رئيس أركان جيش أنور السادات وحسني مبارك، ووزير زير دفاع مبارك وسكرتير مبارك، ليتحدّثوا عن بطولات السابقين في حرب الاستنزاف، ومعركة أكتوبر، وكأنها أمجاد لعبدالفتاح السيسي شخصيًا.
الشاهد أن السيسي بدا مهزوزًا مرعوبًا، كما لم يحدث من قبل، ليكرم رئيس أركان من زمن السبعينات، بينما رئيس أركان آخر، الفريق سامي عنان، في زنزانته، لأنه فكّر، مجرد التفكير، في الترشح لانتخابات الرئاسة.
لم يكن السيسي جزءاً من حروب مصر الحقيقية، فقط يواصل ترويج أوهامه عن حروب الموبايل والسوشيال ميديا والجيليْن، الرابع والخامس، باعتبارها ميادين القتال الآن، فأي إهانةٍ لمحاربين قدماء، جاء بهم للاستعراض، وهو يبتذل مفهوم الحرب على هدا النحو البائس؟ قبل عشرة أيام فقط، كان السيسي يتحدث إفكًا عن حرب أكتوبر بوصفها عملية انتحارية، فما الذي دعاه إلى أن يعيد الخطاب العسكري مرة أخرى؟
ظهر السيسي خائفًا مذعورًا، مستقويًا أمس وكأنه يحاول طرد شبح المقاول الشاب محمد علي، مختبئًا وسط تجمعٍ كثيفٍ من العسكريين السابقين، ويوجه رسالةً مرتعشةً للجميع بأنه في حماية المؤسسة العسكرية، من دون أن يفوّت الفرصة، كالعادة، ليتناول ثورة يناير 2011 باعتبارها العدو المباشر والخطر الأوحد، ليدّعي، ببذاءة وقحة، إنها السبب في أزمة سد النهضة.
لم تعرف مصر حاكمًا أهانها كما يهينها ويبتذلها السيسي، إلى الحد الذي ينحدر فيها إلى قاع الوضاعة، وهو يخاطب جماهير الشعب بالقول "مصر كشفت ظهرها وعرت كتفها في 2011" وهذا هو الكذب الفاحش بعينه، ذلك أن مصر لم تكن مستورةً، رافعة الرأس، فارضة احترامها على العالم كله، إلا مع ثورة شعبها في يناير 2011 حين وقف الغرب والشرق مبهورين بروعة إنجاز الشعب المصري وتحضره.
يعرف الكبير والصغير أن مصر لم تعرف العري السياسي والانكشاف الحضاري إلا مع استيلاء السيسي على السلطة بالقوة المسلحة، لتنتقل مصر من حالتها الحقيقية، دولةً ذات كرامة إلى طور منعدم القيمة، منخفض القدر، حد الوضاعة، منها، وهو طورٌ لا علاقة له من بعيد أو قريب بما يعرفه العارفون عنها، ويحفظونه له.
المدهش أن السيسي يتهم الثورة بتعرية مصر في لحظةٍ يقف فيها أمام الداخل والخارج عاريًا من أي قيمة، ففضائح البذخ السفيه والسفه الباذخ في بناء القصور للعائلة الرئاسية تلاحقه، وفضيحه تفريطه في حقوق مصر المائية تتحدّث بها الركبان، ولا علاقة لذلك كله بثورة يناير التي عرفت قدر مصر، وحفظته، ولم تتسوّل بها، أو عليها، ولم تقتادها، عنوة، إلى فراش أعدائها.
ثورة يناير هي مصر الكريمة العزيزة، لا مصر الذليلة التي تمدّ يدها تسوّلاً.. مصر التي تحفظ تاريخها وتعرف جغرافيتها، القادرة على التمييز بين أشقائها وأعدائها.
الثورة لم تضع مصر في خندق واحد مع إسرائيل التي تعتبر السيسي بطلها القومي، وهدية السماء لها، ولم تجعلها تمدّ يدها إلى الصغار، أو ترهن قرارها السياسي برغبات الكبار المتعجرفين.
مصر يناير لم تقل "حتى لو أدارت واشنطن ظهرها لنا لن ندير لها ظهرنا" كما قال السيسي مبكرًا، ولم تنظر مصر الثورة إلى علاقتها بواشنطن بوصفها "ليست ليلة واحدة عابرة وإنما زواج"، كما قال وزير خارجيته بعد الانقلاب.
وفيما تخرج أبواق الجنرال، لتتحدث كذبًا عن إصلاح سياسي محدود، تدور عجلة القمع المتوحش، بالسرعة الجنونية، لتلتهم مزيدًا من النشطاء السياسيين، ثم يقام حفل عسكري صاخب، يحضره جنرالاتٌ جرى استدعاؤهم على وجه السرعة من أرشيف العسكرية المصرية، ليقول السيسي للشعب إن الجيش طوع أنامله، فارضًا نفسه على تاريخٍ ليس من صنّاعه، وليس من المحافظين عليه، فيقف رئيس أركان جيش أنور السادات وحسني مبارك، ووزير زير دفاع مبارك وسكرتير مبارك، ليتحدّثوا عن بطولات السابقين في حرب الاستنزاف، ومعركة أكتوبر، وكأنها أمجاد لعبدالفتاح السيسي شخصيًا.
الشاهد أن السيسي بدا مهزوزًا مرعوبًا، كما لم يحدث من قبل، ليكرم رئيس أركان من زمن السبعينات، بينما رئيس أركان آخر، الفريق سامي عنان، في زنزانته، لأنه فكّر، مجرد التفكير، في الترشح لانتخابات الرئاسة.
لم يكن السيسي جزءاً من حروب مصر الحقيقية، فقط يواصل ترويج أوهامه عن حروب الموبايل والسوشيال ميديا والجيليْن، الرابع والخامس، باعتبارها ميادين القتال الآن، فأي إهانةٍ لمحاربين قدماء، جاء بهم للاستعراض، وهو يبتذل مفهوم الحرب على هدا النحو البائس؟ قبل عشرة أيام فقط، كان السيسي يتحدث إفكًا عن حرب أكتوبر بوصفها عملية انتحارية، فما الذي دعاه إلى أن يعيد الخطاب العسكري مرة أخرى؟
ظهر السيسي خائفًا مذعورًا، مستقويًا أمس وكأنه يحاول طرد شبح المقاول الشاب محمد علي، مختبئًا وسط تجمعٍ كثيفٍ من العسكريين السابقين، ويوجه رسالةً مرتعشةً للجميع بأنه في حماية المؤسسة العسكرية، من دون أن يفوّت الفرصة، كالعادة، ليتناول ثورة يناير 2011 باعتبارها العدو المباشر والخطر الأوحد، ليدّعي، ببذاءة وقحة، إنها السبب في أزمة سد النهضة.
لم تعرف مصر حاكمًا أهانها كما يهينها ويبتذلها السيسي، إلى الحد الذي ينحدر فيها إلى قاع الوضاعة، وهو يخاطب جماهير الشعب بالقول "مصر كشفت ظهرها وعرت كتفها في 2011" وهذا هو الكذب الفاحش بعينه، ذلك أن مصر لم تكن مستورةً، رافعة الرأس، فارضة احترامها على العالم كله، إلا مع ثورة شعبها في يناير 2011 حين وقف الغرب والشرق مبهورين بروعة إنجاز الشعب المصري وتحضره.
يعرف الكبير والصغير أن مصر لم تعرف العري السياسي والانكشاف الحضاري إلا مع استيلاء السيسي على السلطة بالقوة المسلحة، لتنتقل مصر من حالتها الحقيقية، دولةً ذات كرامة إلى طور منعدم القيمة، منخفض القدر، حد الوضاعة، منها، وهو طورٌ لا علاقة له من بعيد أو قريب بما يعرفه العارفون عنها، ويحفظونه له.
المدهش أن السيسي يتهم الثورة بتعرية مصر في لحظةٍ يقف فيها أمام الداخل والخارج عاريًا من أي قيمة، ففضائح البذخ السفيه والسفه الباذخ في بناء القصور للعائلة الرئاسية تلاحقه، وفضيحه تفريطه في حقوق مصر المائية تتحدّث بها الركبان، ولا علاقة لذلك كله بثورة يناير التي عرفت قدر مصر، وحفظته، ولم تتسوّل بها، أو عليها، ولم تقتادها، عنوة، إلى فراش أعدائها.
ثورة يناير هي مصر الكريمة العزيزة، لا مصر الذليلة التي تمدّ يدها تسوّلاً.. مصر التي تحفظ تاريخها وتعرف جغرافيتها، القادرة على التمييز بين أشقائها وأعدائها.
الثورة لم تضع مصر في خندق واحد مع إسرائيل التي تعتبر السيسي بطلها القومي، وهدية السماء لها، ولم تجعلها تمدّ يدها إلى الصغار، أو ترهن قرارها السياسي برغبات الكبار المتعجرفين.
مصر يناير لم تقل "حتى لو أدارت واشنطن ظهرها لنا لن ندير لها ظهرنا" كما قال السيسي مبكرًا، ولم تنظر مصر الثورة إلى علاقتها بواشنطن بوصفها "ليست ليلة واحدة عابرة وإنما زواج"، كما قال وزير خارجيته بعد الانقلاب.