الاحتلال الإسرائيلي ضعيفاً مع الإسناد الأميركي

12 يونيو 2024

الرئيس الأميركي جو بايدن (يسار) وبنيامين نتنياهو (يمين) في تل أبيب (18/10/2023/الأناضول)

+ الخط -

سادَ اعتقادٌ راسخٌ في العقدِ الماضي مفاده بأنّ الاحتلال الصهيوني قد بلغ مرحلةً من القوّة والسطوة لم يعهدها من قبل. بل ذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأنّ الاحتلال قد نجح في التحوّل من بنيةِ العصابة والكيان إلى بنيةِ الدولة المتطوّرة والمستقلة، مرسخًا أسسًا لدولةٍ راسخةٍ عسكرياً وأمنيّاً واقتصاديّاً وثقافيّاً وسياسيّاً واجتماعيّاً، استناداً إلى جملةٍ من العوامل، منها تفوّقه في مجالِ الصناعات الذكية/ السيبرانية، خصوصًا العسكرية والأمنية منها، فضلاً عن تفوّقه التقني، وسيطرته على ثرواتٍ نفطيةٍ إقليميةٍ عديدةٍ، إلى جانب تفوّق قدراته العسكرية، وتحديدًا سلاح الطيران، ناهيك عن رسوخ نظامه الانتخابي ودوريته، وأخيرًا تعدّد المراكز البحثية المتطوّرة، وتعدّد اتّفاقيات التعاون الأكاديمي بين جامعات الاحتلال وأهمّ جامعات العالم.

من هنا؛ كثر الحديث عن حتميةِ بقاء الاحتلال واستمراره، على اعتباره أمراً واقعاً لا مفرّ منه، ومنها انتقل بعضهم للحديث على أهمّيةِ دمجِ الاحتلال بالنظام الإقليمي والاستفادة من إمكاناته وعلاقاته الدولية، لذا سارعت دولٌ عديدةٌ نحو تطبيع علاقاتها مع الاحتلال، بل لم تكتف بمسارِ التطبيع، لتحثّ الخطى نحو بناءِ تحالفٍ وثيقٍ معه، على اعتباره القوّة الإقليمية الأقوى والأهمّ.

ساهم ترهّل النظام الإقليمي وفشله المتكرّر في تعزيز هذا الاعتقاد، نظراً إلى تفوّق الاحتلال على مجمل النظام الإقليمي في أيّ مقارنة كانت، اقتصاديةً وسياسيةً وثقافيةً وعلميةً، كما احتفل قادة الاحتلال بهذا الاعتقاد، بل ورسّخوه بخطاباتهم وخططهم الاستراتيجية، إذ تحدّثوا بثقةٍ مفرطةٍ عن تفوّق الاحتلال واستقلاليته، وكأنّه قوةٌ عظمى ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل وعلى المستوى العالمي أيضاً، إذ كثرت مظاهر الغطرسة والاستعلاء الصهيوني ليس تجاه شعب فلسطين الأصلي فقط، بل أيضاً تجاه كلّ شعوب المنطقة ودولها، ومن ثمّ تعدّتهم لتُطاولَ شعوب العالم أجمع ودوله، منها دولٌ عظمى، أهمّها روسيا والصين.

بل لم تسلم الولايات المتّحدة من مظاهر الغطرسة والاستعلاء الصهيوني، خصوصًا عبر رئيس وزرائها الحالي بنيامين نتنياهو، الذي خاطب أكثر من إدارةٍ أميركيةٍ من موقع قوّةٍ، وكأنّه حامي مصالحها، وراعيها الأوّل لا العكس، وتحديدًا إدارتي باراك أوباما وجو بايدن، خصوصًا في ما يتعلّق بملفاتِ إيران وفلسطين ودول الإقليم والموجة الثورية الأولى في المنطقة (2010- 2011)، بل حتّى صديقه المقرب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، لم يسلم من هذا السلوك الفوقي، خصوصًا في أشهر إدارته الأخيرة، بخصوصِ بعض الاختلافات حول التعامل مع ملفي إيران والتطبيع الإقليمي.

كما عزّز حلفاء الاحتلال وداعموه من هذا الاعتقاد، ولا سيّما الولايات المتّحدة، التي أوحت بعزمها تقليص وجودها ونفوذها العسكري والأمني في المنطقة العربية، لصالح تعزيز دور الاحتلال القيادي فيها، على اعتباره الحليف الأقرب والأكثر مصداقيةً بالنسبة لها، من هنا كانت اتّفاقات أبراهام خطوةً ضروريةً في هذا الاتجاه.

كذلك ساهمتْ طبيعة المرحلة السابقة في تعزيز هذا الاعتقاد، إذ اتسمت بحالةٍ من عدم الاستقرار العام على المستوى الإقليمي (موجةٌ ثوريةٌ متعاقبةٌ تخلّلها صعود قوى الثورة المضادة وسيطرتها على المشهد، فضلاً عن تزايد حدّة الخلافات الإقليمية والتنافس بين أهمّ دول الإقليم)، الذي ترافق مع محدوديةِ التحدّيات داخل فلسطين المحتلة، سواء على مستوى حاضنة الاحتلال الاجتماعية، التي لم تشهدْ في حينها مظاهر انقسامٍ وخلافٍ عميقةٍ، أو على مستوى النضال التحرّري الفلسطيني، الذي تمكن الاحتلال من الحدّ من تأثيراتها الأمنية والسياسية.

لم تسلم الولايات المتّحدة من مظاهر الغطرسة والاستعلاء الصهيونيين

كما اتّسمت تلك المرحلة بتراجع حدّة الصراعات الدولية الكبرى، وهيمنةٍ أميركيةٍ مطلقةٍ أمنياً وعسكريًا واقتصاديًا على العالم أجمع، إذ وصفت تلك المرحلة بـ"الأحادية القطبية الأميركية"، بعد انهيار الاتّحاد السوفييتي وانتهاء عصر الثنائية القطبية، الذي ترافق بتوجّهٍ صينيٍ نحو "الانكفاء نحو الداخل"، وتجنّب التدخل في المسائل والصراعات الدولية، لصالح اهتمامٍ صينيٍّ بالنمو والصعود الاقتصادي. نتيجة ذلك، وبحكم علاقة الاحتلال الصهيوني التحالفية مع أميركا، إذ تعتبر هذه العلاقة التحالفية الأوثق والأقوّى والأهم لدى كلا الجانبين، انعكست قيمة أميركا ومكانتها الدولية على قيمةِ الاحتلال ومكانته كذلك، كما استفاد الاحتلال كثيرًا من الدعم الأميركي عبر المنح والهبات والاستثمارات الصناعية والعلمية وسواها.

من ذلك كلّه؛ لم يتعرّضْ الاحتلال الصهيوني لأيّ اختبارٍ حقيقيٍ في تلك المرحلة، يكشف مدى صحة أو خطأ الاعتقاد السائد بشأن قوّته واستقلاليته، الأمر الذي عزّز من صورةِ تفوّقه واستقلاليته، إذ ندرت لحظات ضعف الاحتلال، وحاجته لدعمٍ خارجيٍ سريعٍ، ماليًا أو عسكريًا أو حتّى دبلوماسيًا وسياسيًا، بل وتهافتت الدول الساعية لكسب ودِّ الاحتلال على اعتباره الطريق الأقصر والأسرع نحو نيل الرضا الأميركي، منها دولٌ إقليميةٌ عدّة.

لكن صورة الاحتلال بعد "طوفان الأقصى" تبدلّت جذرياً، إذ انهارت أسطورة التفوق الصهيوني الساحق والماحق، كما تهاوت ادّعاءات استقلاليةِ الاحتلال وقدرته على الاعتماد الذاتي، فضلاً عن تساقط فرضية نجاعة قيادة الاحتلال لمنظومةٍ أميركيةٍ استخباراتيةٍ وأمنيةٍ وعسكريةٍ إقليميّاً، تشمل، في ما تشمل، قيادته جهود تطويق النفوذ الإيراني ولجمه، فضلاً عن حماية المصالح الأميركية والإمبريالية في القارّة الإفريقية. فعلى الصعيد العسكري فقط، تدخلت الولايات المتّحدة؛ رفقة بعض الدول، بحرًا للحدّ من هجمات الحوثيين، التي استهدفت فرض حصارٍ بحريٍ على الاحتلال ردًا على الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزّة. كما زوّدت أميركا الاحتلال؛ منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل وحتّى بداية مارس/ آذار الماضي، بأكثر من 21 ألف ذخيرةٍ مُوجّهةٍ (استخدم نصفها في العدوان على قطاع غزّة)، وقنابل "إم كيه- 82"، وذخائر الهجوم المباشر "كيه إم يو- 572"، وقنابل "إم يو 139"، وأكثر من مائتي رحلةٍ جويةٍ ضمن جسرٍ بريٍ زوّد الاحتلال بالأسلحة والمركبات المصفحة، ونحو عشرة آلاف طنٍ من السلاح والمعدّات الحربية الأميركية، ومركباتٍ مدرعةٍ ومعدّات الحماية الشخصية، ومعدّاتٍ طبيةٍ، و25 مقاتلة من طراز "F35"، و25 مقاتلة من طراز "F15- AI"، و12 طائرة أباتشي، وأكثر من مائة قنبلةٍ خارقةٍ للتحصينات، وألف قذيفةٍ مدفعيةٍ، وخمسة آلاف قنبلةٍ من طراز "MK82"، و5400 قنبلةٍ برؤوسٍ حربيةٍ "MK84"، وحوالي ألف قنبلةٍ ذات قُطرٍ صغيرٍ "GBU-39"، ونحو ثلاثة آلاف قنبلةٍ من طراز "جدام"، وسواها الكثير أيضًا.

دعمت أميركا الاحتلال دبلوماسيّاً عبر استخدامها حقّ النقض ضدّ جملةٍ من القرارات الأممية، منها قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقرارات وقف إطلاق النار لأسبابٍ إنسانيةٍ

كما لم ينحصر الدعم العسكري في ذلك فقط، بل امتدّ ليشمل إرسال حاملتي طائراتٍ هجوميةٍ هما: "يو إس إس فورد"، و"أيزنهاوز"، إلى المياه الإقليمية الصهيونية، كما تدخلت الولايات المتّحدة عسكريًا تدخلاً مباشرًا؛ حين تصدّت للردِّ الإيراني على استهداف الاحتلال قنصليتها في دمشق، حين أطلقت إيران مئات الطائرات من دون طيّار، وبعض الصواريخ بعيدة المدى صوب الاحتلال، فضلاً عن حزمةِ المساعدات المالية الطارئة التي تشمل مساعداتٍ عسكريةٍ ولوجستيةٍ وسواهما، والتي تبلغ قرابة نحو 26 مليار دولار، فضلاً عن حزمةِ المساعدات السنوية التي تبلغ نحو 3.8 مليارات دولار.

وعلى صعيدٍ متصل؛ لم تخفِ الولايات المتّحدة دورها الاستخباراتي النشط والفاعل منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إذ أرسلت خبراء وتقنيين فضلاً عن المعدّات والأجهزة الاستخباراتية، إلى جانب إطلاقها لطائرات الاستطلاع في أجواء قطاع غزّة؛ وربّما خارجه، في محاولاتٍ لتدارك الفشل الاستخباراتي الصهيوني الذريع، الذي تكشّف في "طوفان الأقصى"، وذلك بغرضِ تحديدِ مواقع احتجاز فصائل المقاومة لأسرى الاحتلال، وكذلك لمساعدةِ جيش الاحتلال على استهدافِ قادة المقاومة.

إلى جانب ذلك، دعمت أميركا الاحتلال دبلوماسيّاً عبر استخدامها حقّ النقض (الفيتو) ضدّ جملةٍ من القرارات الأممية، منها قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقرارات وقف إطلاق النار لأسبابٍ إنسانيةٍ، فضلاً عن دور الدبلوماسية الأميركية في الحدّ من توسّع عدد الدول العازمة على الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، فضلاً عن الحيلولة دون فرض عقوباتٍ دوليةٍ على الاحتلال. إلى جانب دور الدبلوماسية الأميركية في تجنيب الاحتلال مزيداً من الجبهات الساخنة، عبر التوسّط مع دول الإقليم من أجل احتواء التوترات الأمنية والعسكرية، ومن أجل احتواء تداعيات "طوفان الأقصى" سياسيّاً وشعبيّاً. وكذلك دورها في إنشاء جسرٍ بريٍ لتزويد الاحتلال باحتياجاته اليومية، عوضًا عن الطريق البحري الذي هدّده الحوثيين، من دون أن ننسى دورها المركزي وشبه الوحيد في إنشاء الرصيف البحري العائم لأسبابٍ مختلفةٍ، من أهمّها اليوم تخفيف الضغوط الدولية على الاحتلال في ما يتعلّق بكسر حصاره اللاإنساني والإجرامي المفرض على قطاع غزّة منذ 17 عاماً، والذي بلغ درجاتٍ غير مسبوقةٍ منذ أكتوبر / تشرين الأول الفائت.

من الجدير ذكره هنا؛ بعد إعلان المدّعي العام للجنائية الدولية مطالبته بتوجيه أوامر اعتقال بحقّ نتنياهو ويوآف غالانت، أعلنت القناة 12 الصهيونية نقلاً عن مسؤولين صهيونيين لم تسمهم أنّ الاحتلال يتوقّع ردًا أميركيًا شديد القسوة تجاه المحكمة!! الأمر الذي يُوحي بمقدار اتكال/ اعتماد الاحتلال على الحماية الأميركية ليس عسكرياً وماليّاً فقط، بل أيضاً على المستوى الحقوقي، إذ لا يملك الاحتلال أيّ قدرةٍ لمجابهة قرار المحكمة من دون الدعم الأميركي وحمايتها. هذا إلى جانب دور الولايات المتّحدة في تعطيلِ صدور مثل هذه الأوامر على مدار الأشهر الماضية، بل والسنوات الماضية كذلك، فضلاً عن دورها في تعطيل أو إبطاء مسار دعوة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بشأن اتهام الأولى الاحتلال بارتكاب إبادةٍ جماعيةٍ في قطاع غزّة بحقّ سكان فلسطين الأصليين.

لا يملك الاحتلال أيّة قدرةٍ لمجابهة قرار المحكمة الجنائية الدولية من دون دعم أميركا وحمايتها

أخيراً، لا تتوقف الحماية الأميركية على هذه الصعد فقط، بل تمتدّ إلى الصعيدين الإعلامي والأكاديمي أيضًا، إذ سارعت الإدارة الأميركية إلى مجابهةِ الاحتجاجاتِ الطلابية في الجامعات الأميركية، والأصوات الأكاديمية الرافضة للسلوكيات الصهيونية الإجرامية، المطالبة بوقف العدوان على غزّة، وقطع المساعدات عن الاحتلال، ومقاطعته عموماً، فضلاً عن دعم الفلسطينيين في سبيل استعادتهم لجميع حقوقهم، وفي مقدّمتها التحرّر الكامل والشامل. وهو ما ينطبق كذلك على دور وسائل الإعلام العالمية والأميركية تحديدًا، التي خانت مبادئها الإعلامية في سبيل دعم الاحتلال، إذ لعبت تلك القنوات دور الناطق الرسمي باسم حكومة الاحتلال الإرهابية والإجرامية، لتتبنى أكاذيبها وتعيد نشرها مرةً تلو الأخرى من دون أيّ إسنادٍ ملموسٍ، وعلى الرغم من عشرات التقارير والأدلة التي كشفت كذب هذه الادعاءات، إلى جانب تجنّبها نشر الأخبار والتقارير التي تغطي جرائم الاحتلال بحقّ الفلسطينيين، مكتفيةً بذكرى نتائج تلك الجرائم (قُتل عددٌ من الفلسطينيين وأصيب آخرون)، من دون أيّ إشارةٍ للجهةِ المسؤولة عن تلك الجرائم، متمثّلةً بالقوّة القائمة بالاحتلال "إسرائيل" ومستوطنيها.

إذًا وعلى الرغم من الإجرام الصهيوني المنفلت منذ "طوفان الأقصى"، إلّا أن جميع الدلائل تشير إلى حقيقةٍ واحدةٍ، مفادها أنّ الاحتلال الصهيوني غير قادرٍ على حماية ذاته سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، لذا بات اليوم خاضعًا كلّيًا للحماية الأميركية المباشرة والعملية والكاملة، عسكريًا واستخباراتيًا واقتصاديًا وإعلاميًا ودبلوماسيّاً وسياسيّاً. وعليه تبدو جرائم الاحتلال اليوم دليلاً على ضعفه لا قوّته، إذ يبدو الاحتلال اليوم أشبه بحيوانٍ مفترسٍ ينزف دمًا غزيراً، ما يصيبه بالهذيان والخوف الشديد، اللذين يخفيهما بصراخه العالي ووحشيته المنفلتة، معتقداً أنّ سلوكه الوحشي/ الإجرامي هذا يجنّبه مصيره المحتوم، ما يكشف عن ضحالةِ تفكيره وغبائه، فضلاً عن وحشيته/ إجرامه طبعًا. إذ إنّ ممارسات الاحتلال الإجرامية الحالية تعمّق جراحه وتسرّع من انهياره الوشيك لولا التدخّل الأميركي المباشر، بل ويبدو أنّ ممارساته تلك سوف تعمّق من جراحه الداخلية أيضاً، فهل كان الاحتلال أضعف من ذلك على مدار تاريخه كلّه؟ وهل تنجح الولايات المتّحدة في حماية الاحتلال؟ بل هل تنجح الولايات المتّحدة في تجنيب الاحتلال تداعيات هزيمته الاستراتيجية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتداعيات جرائمه المتواصلة منذ ذلك الحين؟

يشك الكاتب في نجاح الاحتلال وحليفه الأميركي في ذلك، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ الأمر مرتبطٌ بقدرةِ الفلسطينيين على الصمودِ أولاً، وعلى مواصلةِ النضال ثانياً، وكذلك بعزيمة شعوب العالم الحر واستمرار نضالاتهم ضدّ الاحتلال وداعميه وحلفائه ثالثاً.

75812723-2689-4553-B56D-72CE271905DB
حيّان جابر
كاتب فلسطيني، مشارك في إعداد ملحق فلسطين.