12 مارس 2022
إلحق "الممانع" إلى باب الدار
ينطبق المثل القائل "إلحق الكذاب لباب الدار" على حال الممانعين في العالم العربي اليوم، إذ جاء التلاقي الروسي الإسرائيلي الأميركي في السماء السورية، مرفودا بقوى "الممانعة" (إيران، الجيش السوري،حزب الله، كتائب طائفية شيعية..) على الأرض، وبالتوازي مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة حيث تعيث إسرائيل قتلاً وتشريداً وتنكيلاً بأجساد الفلسطينيين، ليضع الممانعين أمام "باب الدار" التي كشفت كذبهم، وأبانت الوحل (كي لا نقول كلمة أخرى) العالق على وجوههم.
في بداية الربيع السوري، لم يتوقف الممانعون و"المقاومون السابقون" عن إتحافنا بنظرياتهم عن أن النظام مقاوم وداعم للمقاومة، فلا بد من دعمه بوجه "المؤامرة الكونية"، ولو اقتضى الأمر التنازل عن الحريات، لأن الأولوية لمواجهة "عدو الأمة" الذي يريد تدمير سورية وشعبها و"مقاومتها"، لنفاجأ بأن "حماية المقدسات" و"مقام السيدة زينب" و "القرى اللبنانية في الأراضي السورية" كانت حجة أولى لتدمير سورية وتهجير سكانها على يد "مقاومين"، ومن ثم أضحت الأولوية لمحاربة الإرهاب الذي لم تفعل "المقاومة الطائفية" إلا جرّه إلى الملعب السوري، حين غطست في الماء الذي يستعذبه، إلى أن وصلنا إلى لحظة التلاقي الممانع/الإسرائيلي عبر القناة الروسية.
وفعلا، ركّب العقل الممانع المؤدلج الكذبة، وسار بها، بعد أن تناسى أولويته الأولى (محاربة إسرائيل)، واخترع محاربة الإرهاب أولوية جديدة، ليسير معهم الإسرائيلي، وفق معادلة توسيع هدوء الجبهات التي أسسها حافظ الأسد على الجولان السوري عقوداً طويلة، بعد أن تكفل عبد الفتاح السيسي، المنضم حديثاً إلى محور الممانعة، بحصار غزة وأهلها، وسط ترحيب ممانع. وهذا ليس غريباً، فعلى كل ممانع، هذه الأيام، أن يثبت جدارته بالانتساب لمحور الممانعة بدم ما، ليس دم الإسرائيلي طبعا، بل دم أخيه العربي: سورياً أم فلسطينياً، والدليل أن القدس تستغيث، وما من "ممانع" يمد يده.
كادت الأمور أن تسير "تمام التمام"، لولا أن الشعب الفلسطيني الخائن، والناكر جميل المقاومة، مثل نظيره السوري، قلب الطاولة، وامتشق الحجر والسكين والمقلاع في لحظة حسّاسة، ليواجه الإرهاب الإسرائيلي، ألم يقولوا لنا إن الأولوية اليوم لمحاربة الإرهاب؟ أم إن الإرهاب الإسرائيلي لم يعد إرهاباً، بعد أن بات برعاية الدب الروسي؟
طالما اعتاش الممانعون على قصة الفصل بين ما يحدث في سورية وفلسطين، مع ربطهما حين
تقتضي مصلحتهم ذلك، كما في "طريق القدس تمر في الزبداني"، مستفيدين من هدوء الساحة الفلسطينية في سنوات الربيع/الجمر العربي، ليقرأوا في الساحة السورية عكس ما يقولونه عن الساحة الفلسطينية، ففي عرفهم يحرّم في سورية "الكفاح المسلح"، ورشق النظام حتى بالحجارة لكي لا تسقط "الدولة" التي يدك بوتين شعبها دكاً، وينتهك سيادتها بالسلاح والبوارج والقواعد التي طالما فلقونا بوجودها في دول النفط "الخليجي"، بينما هي "حلال زلال"، إن تعمدت بنفط إيراني روسي، فنفطٌ عن نفط يختلف عند هؤلاء، وهل رائحة "الروسي" و"الإيراني" مثل رائحة "الإمبريالي، النيوليبرالي، الصهيوأميركي".. أعوذ بالله.
وفي الساحة الفلسطينية، يعلو صوت هؤلاء مؤيدين الكفاح المسلح، وحق الشعب بتقرير مصيره، ومواجهة آلة القمع الإسرائيلية، مع ملاحظة أن "الممانعة" باتت تنتعش، كلما تحركت الساحة الفلسطينية، في ظل صمتهم القاتل والمجرم عما يحصل في سورية التي باتت فضيحتهم، فهؤلاء باتوا يرتوون من طعم الدم المقاوم ورائحته، يتعيّشون عليه لبناء أوهامهم "الممانعة" (لاحظ كيف تنتعش صفحاتهم الفيسبوكية، كلما زاد منسوب الدم الفلسطيني!).
ليس تحرّك الشعب الفلسطيني ضد الإرهاب الإسرائيلي طلباً للتحرر من المحتل وتحرير الأرض إلا سندا لتحرك الشعب السوري ضد الإرهابين الداعشي (السني والشيعي على السواء) والأسدي البوتيني الخميني، طلباً للحرية. وحدها الشعوب تتضامن مع بعضها، وتجترح الأمل من قلب اليأس. هذا ما تقوله مقاومة فلسطينية حقيقية، ضد المحتل لمقاوم سوري حقيقي، ضد المستبد، إذ تتشابك أيديهما من القدس إلى دمشق، مقاومة تحالف الروسي الأميركي الإسرائيلي في السماء، وسنده الإيراني الأسدي الحزب إلهي على الأرض، لتحميا ما تبقى من شعب سوري فلسطيني يأبى الرضوخ لمحتل إرهابي ومستبد "ممانع"، فارضين معادلة: الحرية والتحرر في آن.
في بداية الربيع السوري، لم يتوقف الممانعون و"المقاومون السابقون" عن إتحافنا بنظرياتهم عن أن النظام مقاوم وداعم للمقاومة، فلا بد من دعمه بوجه "المؤامرة الكونية"، ولو اقتضى الأمر التنازل عن الحريات، لأن الأولوية لمواجهة "عدو الأمة" الذي يريد تدمير سورية وشعبها و"مقاومتها"، لنفاجأ بأن "حماية المقدسات" و"مقام السيدة زينب" و "القرى اللبنانية في الأراضي السورية" كانت حجة أولى لتدمير سورية وتهجير سكانها على يد "مقاومين"، ومن ثم أضحت الأولوية لمحاربة الإرهاب الذي لم تفعل "المقاومة الطائفية" إلا جرّه إلى الملعب السوري، حين غطست في الماء الذي يستعذبه، إلى أن وصلنا إلى لحظة التلاقي الممانع/الإسرائيلي عبر القناة الروسية.
وفعلا، ركّب العقل الممانع المؤدلج الكذبة، وسار بها، بعد أن تناسى أولويته الأولى (محاربة إسرائيل)، واخترع محاربة الإرهاب أولوية جديدة، ليسير معهم الإسرائيلي، وفق معادلة توسيع هدوء الجبهات التي أسسها حافظ الأسد على الجولان السوري عقوداً طويلة، بعد أن تكفل عبد الفتاح السيسي، المنضم حديثاً إلى محور الممانعة، بحصار غزة وأهلها، وسط ترحيب ممانع. وهذا ليس غريباً، فعلى كل ممانع، هذه الأيام، أن يثبت جدارته بالانتساب لمحور الممانعة بدم ما، ليس دم الإسرائيلي طبعا، بل دم أخيه العربي: سورياً أم فلسطينياً، والدليل أن القدس تستغيث، وما من "ممانع" يمد يده.
كادت الأمور أن تسير "تمام التمام"، لولا أن الشعب الفلسطيني الخائن، والناكر جميل المقاومة، مثل نظيره السوري، قلب الطاولة، وامتشق الحجر والسكين والمقلاع في لحظة حسّاسة، ليواجه الإرهاب الإسرائيلي، ألم يقولوا لنا إن الأولوية اليوم لمحاربة الإرهاب؟ أم إن الإرهاب الإسرائيلي لم يعد إرهاباً، بعد أن بات برعاية الدب الروسي؟
طالما اعتاش الممانعون على قصة الفصل بين ما يحدث في سورية وفلسطين، مع ربطهما حين
وفي الساحة الفلسطينية، يعلو صوت هؤلاء مؤيدين الكفاح المسلح، وحق الشعب بتقرير مصيره، ومواجهة آلة القمع الإسرائيلية، مع ملاحظة أن "الممانعة" باتت تنتعش، كلما تحركت الساحة الفلسطينية، في ظل صمتهم القاتل والمجرم عما يحصل في سورية التي باتت فضيحتهم، فهؤلاء باتوا يرتوون من طعم الدم المقاوم ورائحته، يتعيّشون عليه لبناء أوهامهم "الممانعة" (لاحظ كيف تنتعش صفحاتهم الفيسبوكية، كلما زاد منسوب الدم الفلسطيني!).
ليس تحرّك الشعب الفلسطيني ضد الإرهاب الإسرائيلي طلباً للتحرر من المحتل وتحرير الأرض إلا سندا لتحرك الشعب السوري ضد الإرهابين الداعشي (السني والشيعي على السواء) والأسدي البوتيني الخميني، طلباً للحرية. وحدها الشعوب تتضامن مع بعضها، وتجترح الأمل من قلب اليأس. هذا ما تقوله مقاومة فلسطينية حقيقية، ضد المحتل لمقاوم سوري حقيقي، ضد المستبد، إذ تتشابك أيديهما من القدس إلى دمشق، مقاومة تحالف الروسي الأميركي الإسرائيلي في السماء، وسنده الإيراني الأسدي الحزب إلهي على الأرض، لتحميا ما تبقى من شعب سوري فلسطيني يأبى الرضوخ لمحتل إرهابي ومستبد "ممانع"، فارضين معادلة: الحرية والتحرر في آن.