أمّة ليلى وعسكر الذئب

26 مارس 2015

صرخ مذيع لقبه مسيلمة: نعم. سيادة الذئب غازل ليلى

+ الخط -
سُربت قضية محاولة اعتداء الذئب على ليلى، فبث الإعلام صوراً لسيادة الذئب، وهو يحج ويعتمر ويصلي ويتصدق على حرسه، وقد برزت له زبيبة مسمّدة بتقوى الفحم على جبينه، تعمل الكاميرات لها "كلوز"، لكن تياراً إعلامياً رأى سبيلاً آخر للدفاع عن الرئيس، عندما صرخ مذيع معروف بلقب مسيلمة الكذاب، وقال: نعم صحيح. سيادة الذئب غازل ليلى، وهي واحدة من رعاياه، وهو يتعب، ليل نهار، من أجل الوطن والدفاع عنه ضد الإرهاب والإسلام، ثم استدرك وأضاف: السياسي. وماذا فيها إذا رفّه نفسه قليلاً، ولنا في كلينتون، رئيس أعظم دولة، ومونيكا أسوةٌ حسنة.
بعدها، قال المذيع المعروف باسم "نيكاتف": ترفضين أحضان سيادة الرئيس، يا بنت الكلب. وهل تطولين أحضان الرئيس؟ كل العذارى والأيامى يتمنين لمسة الرئيس، بل حتى أنّ رجالاً من كل فج عميق يتمنون ذلك، يعطي الخيار لمن ليس له خبز.
وظهر رجل بدوي يرتدي الجلابية التقليدية، وقال: أنا أبو ليلى، وأنا أتبرأ من ابنتي التي جلبت العار لقبيلتها، ورفضت إغاثة الملهوف، فكيف إذا كان الملهوف هو سيادة الرئيس، قاهر الإرهاب. ثم "كلوز: "ليلى أنت لست ابنتي"، وقال أخوها: "لا أنت أختي ولا ربينا سوى".
وصرّح شيخ تغطي لحيته صدره "ملهوفاً":
ليلى مواطنة، وهي في حكم ملك اليمين، ورفض رغبة الرئيس غير جائز شرعاً، والذي نفسي بيده، ما من رجل دعا أَمَتَه إلى فراشه، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها، حتى يرضى عنها، خصوصاً إذا لم يكن لديها عذر شرعي، كالصيام الواجب والمرض، أو نحو ذلك، كما أثبت الطب الشرعي، فإذا كانت المرأة معذورة شرعياً، كأن كانت مريضة لا تطيق الجماع، مثلاً، فلا حرج عليها إن لم تجبه إلى ذلك، بل قد يحرم عليها إجابته إلى الجماع أحياناً، كأن دعاها إليه، وهي حائض، أو صائمة في صيام واجب، أو محرمة بنسك. وإحصاء الأيام يبيّن أن ليلى كانت في تمام صحتها وعافيتها.
وظهرت صاحبة فيلم "شوارع ملتهبة"، وقالت: إنه أمر محزن ما سمعناه، يعني البلد مليانة جميلات ونجمات يتمنين ظفر سيادة الذئب. لمَ ليلى يا سيادة الرئيس. ثم مع غمزة: أنت معروف بالذوق والرقة؟! واستشاطت المذيعة المعروفة بلقب أم أربعة وأربعين: ليلى من الأخوات المسلمات، ومحترفة جهاد النكاح، و"متعودة دائماً" على تورا بورا.. داهية تأخذك.
وظهر مفتي الجمهورية غاضباً، وهو يقرط حرف الراء: وقال يجب إقامة حد الزنا، رجماً على ليلى، لرفضها أمراً ربانيّاً، رافق الفتوى فلم للسيد الرئيس، وإحدى النساء تحاول لمس يده، فيسحبها خوفاً من نقض وضوئه. وصور أخرى مع زوجته وابنتيه سعداء، كما في دعايات الشامبو و.. والأباتشي، ثم مقاطع للسيدة الأولى، وهي تتحدث عن تنسيق الزهور، والسيد الرئيس يشوي بعض الناشطين الناضجين لطعام الغداء.
وأفتت الراقصة، كاميكاز، قائلة: الفتنة أشدّ من القتل. وأردفت، ويدها على خصر الوطن: يا أختي. وقال أستاذ العلوم السياسية الشهير بأبي منخارين: هذا كذب. السيد الرئيس كان، وقت الجريمة، في زيارة إلى الصين الشعبية، لاستيراد حبوب منع الحمل الذكورية، من أجل حماية الأمن القومي.
وقال محلل نفسي شهير: تبيّن بما لا يفسح مجالاً للشك بالدبوس، أنّ ليلى تحرشت بالسيد الرئيس، من أجل الشهرة، بعد زيارة سيادته أسرة ليلى وأباها المريض.
خبر عاجل: السيد الرئيس "صاحب القلب الكبير" يوصي بالعناية بليلى، بعد إسعافها، إلى مصحّ الأمراض العقلية.

أحمد عمر
أحمد عمر
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر