هل يرسم "الغرافيتي" ملامح الذكرى الرابعة للثورة؟

25 يناير 2015
غرافيتي محمد محمود (العربي الجديد)
+ الخط -
اندثر فن الغرافيتي بشكل لافت في الآونة الأخيرة، بسبب التضييقات الأمنية التي فرضتها الحكومات المصرية بعد 3 يوليو/تموز 2013على التظاهر وحتى رسم الجدران. فتوقفت رسائل جيل شباب الثورة عند النصف الأول من عام 2013، بحسب ما هو مدّون على الجدران ، عدا جدران نقابة الصحافيين المصرية، القريبة من ميدان التحرير، التي ما زالت تشهد بين الآونة والأخرى رسماً غرافيتياً جديداً لشهداء الصحافة في مصر، وكان آخرهم الصحافية، ميادة أشرف، التي قتلت في 28 مارس/آذار 2014، خلال تغطيتها اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن.

وتشير دراسة صادرة عن مؤسسة حرية الفكر والتعبير، منظمة مجتمع مدني مصرية، إلى أنّ مساحات فنية وثقافية ابتُدعت ، وتوسعت بالتزامن مع ثورة 25 يناير، لتفتح الطريق أمام فن الشارع. وكان هذا الازدهار واضحاً في انطلاقة فن "الغرافيتي" ومسرح الشارع والموسيقى، وفي عدة تجارب سينمائية. وأخيراً، في استخدام ميادين مصر كساحات للفن المستقل، نتج عنه حالة حراك ثوري واجتماعي، فتحت آفاقاً جديدة واعدة لحرية التعبير الفني في مصر، بعيداً عن عيون الرقابة.

وبحسب ما تم توثيقه في البدايات، وجدت مجموعة تدعى "بالكاتاليست 14"، وهي مجموعة نشأت على فضاء الإنترنت عام 2007، لتجمع بين فنانين ومصممين وضعوا رسوماتهم وأفكارهم على جدران منطقة مصر الجديدة، ليكوّنوا أول حركة غرافيتية منظمة في المشهد الفني المصري. فرسوماتهم احتلت جدران وأعمدة كباري وأرضيات شارع الميرغني بمصر الجديدة شرق القاهرة. وقامت بلدية الحي بمشاركة بعض المواطنين الذين استغربوا الرسومات بمسحها وطلاء الجدران.

يستطيع زائر القاهرة أن يستنبط حالة الغليان في الشارع السياسي المصري، فقط، بقراءة رسوم الغرافيتي على الجدران من حوله.

وقد عُرف شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير بالقاهرة، بشارع الغرافيتي، لأنّ الشارع بأكمله تلوّنت جدرانه برسومات ضخمة، عقب اندلاع أحداث محمد محمود الأولى (19 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2011) أثناء فترة حكم المجلس العسكري مصر، وظهرت الجداريات على سور الجامعة الأميركية لتصل حتى الأسوار التي بنتها وزارة الداخلية.

ومنذ ذلك الوقت، ظهرت مبادرة (مفيش جدران)، ورسم خلالها الفنانون لوحات على كتل الخرسانة، التي سدّت بها السلطات الشوارع المؤدية إلى مقرَّي وزارة الداخلية والبرلمان. ورسمت لوحة بعرض الحائط، توحي بأن الشارع مفتوح، وأنّ الثوار في مسيرة وقوات الأمن تعتدي عليهم.

كما ظهر العديد من رسامي الغرافيتي في مصر، والذين لم يضعوا توقيعاً معيناً للتعريف بهم أو بأسمائهم على رسوماتهم. ملأت رسومات الغرافيتي شوارع المدينة لترسخ ثقافة وفناً متمرداً بدا مساحة حرة للإبداع والتعبير الفني في مختلف شوارع المدن المصرية.

وتأتي الدعوة لإحياء الذكرى الرابعة لثورة يناير وسط حالة من الخوف والترقب الشديدين في الشارع المصري، خشية البطش الأمني الذي زج بآلاف من شباب الثورة في السجون. فهل يوثق الغرافيتي الذكرى الرابعة للثورة، أو يتوارى في سجون الخوف؟


تابعونا: #ثورات_تتجدد
المساهمون