الحبّ... أحمر يا بطّيخ

12 فبراير 2014
+ الخط -
مَن قال إنّ الرومانسية تعني شمعة؟
فليسمح لي فالنتاين ورفاقه وإخوته. أعرف شمعة أحرقت أحدهم وهو نائم، فاشتعل بثيابه وترمّد قرب حبيبته التي تفحّمت هي الأخرى إلى جواره!
الشمعة أكرهها أحياناً. تذكّرني دائماً، في وجودها، بأيام الحرب، وهي تتربّع في الملاجئ، كسيّدة علينا.
الشمعة أحياناً تترك بقعاً على ثيابنا، تبقّعها، وكم من قميص رميناه في سلة المهملات بعد أن ذابت الستّ شمعة على الكمّ، وتركت خلفها آثاراً لا تُحصى من الثقوب السوداء...
ومَن قال إنّ الرومانطيقية تعني ورداً ووروداً، وتوريداً، وموّرداً...؟
لماذا لا نقدّم الفاكهة كهدية رومانسية؟
ممَّ يشكو التفاح الاحمر، المورّد، وكذلك أخته التفاحة الصفراء كالشمس؟.. والتفاح مغذٍ ومفيد لصحّة الحبيبة والحبيب... وهكذا نضرب عصفورين بحجر واحد.
لماذا نتعامل مع الفاكهة كأنها أقل شأناً من الأزهار والأزاهير؟!
يخطر على بالي أن أقدّم لك باقة من المشمش، أو ضمّة من عناقيد العنب كهدية.
ما رأيكِ لو قدّمت لكِ قرط موز مغلّفاً بورقٍ ملون، ملفوفاً بشريط أزرق: فهل أصبح رجلاً غير رومنسيّ؟ أو بلا ذوق؟
ممّ يشكو الموز البلدي أبو نقطة؟
ألا تريدين أن أكون مميّزاً؟ مدهشاً.. هديّة غير شكل؟
أفكر في هذه اللحظات بالشمّام، برائحته "الأناناسية"، هو أكثر جاذبية من كلّ عبق الأزهار والرياحين.
يا عطر الشمّام، وما أشهاك وأنت تنفذ برائحتك إلى أنف حبيبتي وتنعشها! وأغني لكِ:
شوف الشمّامة واتعلِّم...
بين الحبايب تعرف تتكلِّم...
ربما أفاجئك بشاحنة من البطّيخ، وخلفها شاحنة من السكاكين، ونقضي الوقت في البحث عن بطيخة حمراء أكثر احمراراً من الورد.
لماذا لا نقدّم شجرة على طبق كهدية؟ لماذا لا نحمل نخلة وندق باب الحبيبة ونقول لها: سنة حلوة يا نخلتي؟
ممّ تشكو الأشجار؟ هي أكثر وفاءً من الورود.
مَن قال إنّ الورود هي ملكات جمال الطبيعة؟ هذا غير صحيح، غير دقيق.
ولأنّني مغاير، ومختلف، ولأنّكِ تحبّين الـ"غير طبيعي"، ولأنّني غير كلّ البشر، أفكر بالخضار كشكل من أشكال الهدايا.
ها أنذا أرمق عربةً من اللوبياء الخضراء والباذنجان الأسود.. والجزر الاحمر.
لكِ مني كلّ الألوان غداً.
دلالات
المساهمون