استمع إلى الملخص
- طلبت فلسطين إدراج الموقع لحمايته من الدمار نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانضمت إلى اليونسكو عام 2011.
- استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مواقع أثرية في غزّة، بما في ذلك دير القديس هيلاريون، ومواقع أخرى من الحقب الكنعانية، والفينيقية، والرومانية، والبيزنطية، والإسلامية.
أدرج دير القديس هيلاريون في قطاع غزّة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، على ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) الجمعة. وكتبت المنظمة التي تعقد اجتماعاً للجنة التراث العالمي في نيودلهي راهناً، عبر منصة إكس: "إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر: دير القديس هيلاريون/تل أم عامر في فلسطين".
وأكدت المنظمة، في بيان، أنّ "هذا القرار يعترف بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة". وأضافت: "نظراً إلى التهديدات الوشيكة لهذا التراث في ظل النزاع الدائر في قطاع غزّة، لجأت لجنة التراث العالمي إلى إجراء طارئ في إطار اتفاقية التراث العالمي".
وكتبت "يونسكو" على موقعها الإلكتروني أنّ "آثار دير القديس هيلاريون الواقعة على تلال ساحل النصيرات تعود إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعتبر بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة".
وأوضح مدير التراث العالمي، إيلوندو لازاري، لوكالة فرانس برس أنّ "الطلب صدر عن فلسطين" التي تعتبر اللجوء إلى منظمة يونسكو "الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية" في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت فلسطين انضمت عضواً كامل الحقوق إلى منظمة يونسكو عام 2011، ما تسبب في مرحلة أولى بتعليق مساهمات الولايات المتحدة في ميزانيتها ومغادرتها المنظمة عام 2017 في ظل رئاسة دونالد ترامب. وحذت إسرائيل حذوها. وبررت وزارة الخارجية القرار يومها بـ"تحيز متواصل ضد إسرائيل" في "يونسكو".
في يونيو/حزيران 2023 طلبت واشنطن رسمياً الانضمام مجدداً إلى "يونسكو" بدفع من الرئيس جو بايدن. وحضرت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن في تموز/يوليو 2023 مراسم عودة الولايات المتحدة إلى هذه المنظمة، أما دولة الاحتلال فلم تنضم مجدداً إليها.
الاحتلال يستهدف دير القديس هيلاريون ومواقع أثرية في غزّة
يُعَدّ دير القديس هيلاريون، المعروف باسم تل أم عامر الأثري، أول وأقدم وأكبر الأديرة التي بُنيت في فلسطين، خلال العصر البيزنطي، إذ يرجع تاريخه إلى عام 329، حينما أقام القديس هيلاريون أول صومعة له للتنسك في ذلك المكان. وتُغطي البقايا الأثرية لدير القديس هيلاريون التي اكتشفتها عام 1997 دائرة الآثار في غزّة مساحة تزيد على 14 ألفاً و500 متر مربع، وتمتد الفترة الزمنية التي تنتمي إليها هذه الآثار من القرن الرابع، إلى القرن التاسع الميلادي، أي من الحقبة الرومانية حتى العصر الإسلامي العباسي، كذلك يعتبر الموقع الأقدم في الأرض المُقدسة، إذ أسَّس الدير القديس هيلاريون الذي يعتبَر أبا الرهبنة في فلسطين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزّة، استهدفت طائرات جيش الاحتلال الكثير من المواقع الأثرية التي تتوزع على الحقب الكنعانية، والفينيقية، والرومانية، والبيزنطية، والإسلامية، ومن أبرزها: ميناء الأنثيدون، وكنيسة جباليا البيزنطية، والمقبرة البيزنطية، ودير القديس هيلاريون، وتل السكن، وتل المنطار التاريخي، ومقام الخضر، وتل العجول، وتل رفح الأثري (تل زعرب).
أما أبرز المساجد والكنائس التاريخية التي دُمرت كلياً أو جزئياً، فهي: المسجد العمري الكبير، وهو المبنى الأقدم في قطاع غزّة، ويقدر عمره بألف وأربعمائة عام، وكنيسة القديس برفيريوس التي بنيت عام 407، وشهدت مجزرة مروعة إذ أدى قصفها إلى استشهاد 18 فلسطينياً، ومسجد السيد هاشم، وجامع الشيخ عبد الله وهو من العهد المملوكي، وجامع ابن عثمان، ومسجد الشيخ عثمان الذي بني أيام حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وغيرها. كذلك، استهدفت العديد من المقامات أشهرها: مقام خليل الرحمن في عبسان، ومقام النبي يوسف في بني سهيلة، ومقام الخضر في بيت لحم.
(فرانس برس، العربي الجديد)