الكوميديا الحلال لمواجهة الإسلاموفوبيا في أميركا

07 فبراير 2015
الكوميديا الحلال لمواجهة الإسلاموفوبيا
+ الخط -
آخر الطرق المبتكرة لمواجهة "الإسلاموفوبيا" في أميركا هو مسلسل كوميدي بعنوان "حلال في العائلة"، يسلط الضوء على التحديات اليومية التي تواجهها العائلة الأميركية المسلمة، ويتناول الصور النمطية والفهم الخاطئ للإسلام بطريقة ساخرة.

ويمثل الفنان الكوميدي آصف ماندفي، وهو أميركي هندي مسلم، شخصية الأب في العائلة المسلمة التي تتبع حلقات المسلسل حياة أفرادها. إذ تركز كل حلقة على تحد مختلف من التحديات التي يواجهها المجتمع الأميركي المسلم في يومنا هذا، كمراقبة الحكومة، والتجسس، وانحياز وسائل الإعلام، ونشر الكراهية عبر الإنترنت وغيرها.

ماندفي الذي اشتهر بدوره كمراسل في برنامج، جون ستيوارت، الشهير "دايلي شو"، كتب عبر صفحة خصصت لحشد الدعم للمسلسل.

"سيعرف "حلال في العائلة" شريحة واسعة من الجمهور على واقع كونك مسلماً في أميركا. سيحفز الناس على إعادة النظر في الافتراضات التي يكونونها حول المسلمين، وذلك من خلال أسلوب تهكمي ساخر. أتمنى أن يخفف ذلك عن أولئك الذين يعانون من التحيز ضدهم، وأتمنى أيضا أن يرسم المسلسل البسمة على وجوه الأعمام والعمات"، في إشارة منه إلى كبار السن الأميركيين، الذين يكنون مع الجمهوريين الأميركيين مشاعر سلبية أقوى تجاه المسلمين مقارنة بغيرهم.

وسيحاول المسلسل الذي سيكون متاحاً للمشاهدين عبر الإنترنت، تصحيح المفاهيم السائدة حول المسلمين الأميركين، لا سيما وأن آراء الأميركيين في العرب والمسلمين قد اتجهت إلى السلبية على نحو متزايد في العقد الماضي. ففي بحث حديث أجراه المعهد العربي الأميركي تبين أن 27 في المائة، فقط، من الأميركيين لديهم رأي إيجابي عن المسلمين، في حين 42 في المائة يعتقدون أن استخدام الشرطة العنصرية في استهداف العرب والمسلمين الأميركيين أمراً مبرراً.



وترى الناشطة والمستشارة لـ"حلال في العائلة"، ليندا صرصور، أن البرنامج الجديد سيشد اهتمام المشاهدين إلى القضايا الأكثر إلحاحاً فيما يتعلق بالمسلمين الأميركين. ففي تعليق لها لصحيفة الهفتنغتون بوست، أشارت صرصور إلى أن "الكوميديا تتيح للناس التحرر من مخاوفهم. كما أنها أقل عدائية، وتفتح المجال لطرح المواضيع المهمة". وعبرت عن "حماسها لصدور المسلسل الجديد الذي سيكون متاحاً لرفاقها الأميركيين عبر البلاد".

وكان ماندفي قد أطلق حملة طالب فيها جمهوره بتسخير الدعم اللازم للترويج للمسلسل، لا سيما وأن مرحلة الإنتاج انتهت بنجاح. وقد لاقى نداءه هذا استجابة كبيرة فاقت نتائجها الهدف الأولي لحملته، وهو مبلغ عشرون ألف دولار. ما دفع الفنان الكوميدي إلى التعبير عن امتنانه لمن ساهموا في تمويل مشروعه الجديد، وحثهم على الاستمرار في مواصلة الدعم. وكتب عبر صفحته على فيسبوك: "صناعة الكوميديا، ومحاربة الكراهية بحاجة إلى دعمكم، لذا فأنا أواصل طلب مساعدتكم في الأيام القليلة المتبقية من الحملة. دعونا نضع مزيداً من الحلال في عائلاتنا".
المساهمون