محبو هيثم خلايلة من فلسطين: سورية تستحق الفرح

14 ديسمبر 2014
+ الخط -
تحت زخات المطر المتفرقة، في ساحة واسعة انتظر الآلاف من أهالي قرية مجد الكروم والداخل الفلسطيني تتويج النجم هيثم خلايلة، المشارك في برنامج "آراب آيدول"، على قناة "إم بي سي"، باللقب، واثقين بأن الفوز من نصيبه، فوقع عليهم منحه للنجم السوري حازم شريف كالصاعقة في بادئ الأمر، لكن لم تمض إلا لحظات حتى ردد الكثيرون بأن "فلسطين وسورية بلد واحد، وسورية تستحق الفرح".

الشرطة الإسرائيلية كانت قد منعت، أهالي القرية ومحبي هيثم الذين وصلوا من النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية وحتى القدس المحتلة، من متابعة الحلقة الأخيرة من البرنامج في قاعة واسعة سبق أن اختارها المجلس، وتذرّعت بحجج واهية، مما اضطر المضيفين للتجمع واستقبال ضيوفهم في ساحة مفتوحة، في أجواء باردة وبين الفينة والأخرى ماطرة، لكن أملهم بتتويج هيثم جعلهم يراوحون أماكنهم أمام الشاشة الضخمة التي شاهدوا من خلالها البرنامج.

على مدار ثلاث ساعات، غنوا ورقصوا، وشجعوا هيثم، ورفعوا شعارات من بينها "من حقنا أن نفرح"، لكن الصدمة كانت على قدر التوقعات مع إعلان النتائج.



البعض بكى وآخرون احتفلوا مواسين أنفسهم، على اعتبار أن وصول هيثم للنهائي هو إنجاز كبير يستحق الفخر لا البكاء، وهناك من تقبلوا فوز حازم شريف، باعتباره قدّم أداء مميزاً أيضاً، ومستذكرين أن الشعب السوري لطالما كان إلى جانب الفلسطينيين وفتح لهم بيوته وآواهم في أحلك الظروف.           



وهيب خلايلة، والد هيثم بدا مصدوما لا يصدّق النتيجة، لكنه بدأ تدريجياً يتقبّلها.
 وفي حديث لـ "العربي الجديد"، قال خلايلة إن ابنه كان يتمنى أن يشارك ولو لدقيقتين في برنامج "آراب آيدول"، وتمكن من الوصول للنهائي والمنافسة بقوة على اللقب، وأصبح نجماً ساطعاً عابراً للقارات رغم عدم فوزه باللقب. كل هذا بفضل الله أولا ومن ثم بجهد هيثم ودعم الجمهور الكبير له. قابلنا أطفالاً حرموا أنفسهم من مصروفهم الخاص وتبرعوا به للتصويت لهيثم، وآخرون جمعوا بعض المال من صفوف مدارسهم لهذا الغرض. أشكر من كل قلبي كل من ساند ابني كباراً وصغاراً، ورجال أعمال ومسؤولين من سائر فلسطين والعالم العربي، وكفانا فخراً هذه المحبة وهذه الثقة فهيثم دخل قلوب الملايين".

من جانبه لم يخف عز الدين بدران، عضو اللجنة الداعمة لهيثم خلايلة صدمته هو الآخر، ففوز هيثم باللقب كان مؤكدا في نظره، لكنه استدرك قائلاً لـ "العربي الجديد" إن "وصول هيثم للنهائي هو حدث مميز بحد ذاته، خاصة بعد أن تمكن من لم شمل الفلسطينيين في كل مكان من حوله، من خلال ما قدّمه، كما أنه من خلال رسالته الفنية، نادى بوحدة الشعب الفلسطيني، وأيضا عرّف العالم العربي لأول مرة بحقيقة هويتنا كفلسطينيين في الداخل، التي تحاول المؤسسة الإسرائيلية شرذمتها، فضلاً عن كسره الحواجز من خلال مشاركة غير مسبوقة على صعيد الداخل الفلسطيني في برنامج من هذا النوع، وهي مشاركة مهمة قد تمهّد الطريق لآخرين للتواصل مع عالمنا العربي الذي حرمنا منه لعقود طويلة".   



من جهته قال سليم صليبي، رئيس المجلس المحلي في قرية مجد الكروم، لـ "العربي الجديد"،  إن المجلس بذل جهودا كبيرة من خلال مختلف مؤسساته ليصل هيثم خلايلة إلى النهائي، "وهو لم يخذلنا، بل قام بدوره على أحسن وجه ومثّلنا بأفضل طريقة وكان يستحق اللقب، وأثبت أننا شعب لديه الكثير من الثقافة والفن والإبداع والطاقات التي تحتاج من يرعاها. هيثم وضع قريته مجد الكروم وكل الداخل الفلسطيني على خارطة العالم العربي، ومثّل فلسطين ككل في الداخل والقدس والضفة وغزة والشتات وذكّر الناس بقضيتها، وبدورنا نشكر كل من دعمه في كل مكان".
   

أما سوزان حسيّان، جارة هيثم وعضو اللجنة الداعمة، فأكدت لـ "العربي الجديد"، أن هيثم الذي تعتبره أخا لها بحكم الجيرة والعلاقات الأسرية القوية، هو "آراب آيدول هذا الموسم"، مضيفة "عدا عن صوته الذي أسر الجميع وأدائه الرائع، شكّل فسحة أمل بالنسبة لنا كفلسطينيين في الداخل، للتواصل ليس مع أهلنا في الضفة وقطاع غزة فحسب، بل مع الفلسطينيين في كل مكان وأكد أننا جزء أصيل من هذا الشعب، كما فتح لنا أبوابا إلى العالم العربي في أول مشاركة من نوعها بالنسبة لجماهيرنا العربية، وما حققه إنجاز كبير. حتى وإن لم يحصل على اللقب الرسمي، فهو فعليا محبوب العرب".    

وقالت آلاء خطيب، لـ "العربي الجديد"، إنها وصلت إلى مجد الكروم، لتكون أقرب إلى الحدث، على أمل تتويج هيثم باللقب والاحتفال فيه، "لكن خيبة أملنا كانت كبيرة، فصحيح أن اللقب ليس كل شيء، لكون هيثم تألق وبات له جمهور واسع من المحبين، لكن تبقى له أيضا أهميته. في كل الحالات نحن جزء من سورية وسورية جزء منا وجميعنا عرب وأشقاء، وحازم أيضا متميز، وفي ظل الأوضاع المؤلمة والمحزنة التي تشهدها سورية، بات لديها شيء تسعد به".

وكتبت إيمان خلايلة، شقيقة هيثم التي ترافقه في بيروت، عبر صفحتها على "فيسبوك": "الحمد لله على كل شيء، سورية تستحق الفرح".
وشهد العديد من صفحات التواصل الاجتماعي في الداخل الفلسطيني، تعليقات بنفس الروح ومباركات للشعب السوري وحازم شريف.     

أما هيثم خلايلة نفسه فكتب عبر صفحته على "فيسبوك" بعد إعلان النتائج: "حبايب قلبي الغاليين شكراً شكراً شكراً من قلبي لكل حدا دعمني وصوتلي وحبني واعتبرني أخ او صديق او ابن له. انا سعيد جداً باللي وصلته. وراء هادا الانجاز اللي حققناه كلنا سوا في ناس طيبة ونفوسها طاهرة. وراء هذا النجاح في ناس كتير تعبت وسهرت واشتغلت لحتى تمكنت إني أوصّل صوتي لكل العالم. بحبكوا كثير وبتمنى اكون مثلتكوا بشكل مشرف ومثلت وطني فلسطين ورفعت اسمه عالياً. مبروك سورية، مبروك خيا حازم، بتستاهل النجاح، بتستاهل الفرح وبتستاهل كل خير. الله يوفقك. ومن هون ابتدا مشواري حبايبي تصبحوا على امل وابتسامه وفرح وألف ألف خير".

المساهمون