الممثلة فيروز: 10 أدوار تجعلها تبقى طفلة للأبد

31 يناير 2016
حفرت عميقاً في ذاكرة السينما المصرية (العربي الجديد)
+ الخط -



لا شك في أن الممثلة الراحلة فيروز، لم تكن مجرد طفلة عبرت في تاريخ السينما، بقدر ما كانت معجزة حقيقية قد لا يمكن أن تتكرر، وأثبتت أن المواهب التي يتمتع بها بعض الأطفال قد تتفوق على الكبار بمراحل.

بدأت فيروز مسيرتها وهي ابنة سبعة أعوام من أعلى الهرم عكس الأطفال العاديين الذين يتم الاستعانة بهم في بعض المشاهد فقط غالباً، فقد حصلت مباشرة على دور البطولة في فيلم "ياسمين" عام 1950 بعد أن اكتشف النجم أنور وجدي موهبتها، ومنحها فرصة حياتها من خلال دور "ياسمين" الطفلة التي تضيع من أمها الارستقراطية لتتشرد وتعيش حياة صعبة قبل أن تعود إلى أهلها مرة أخرى في نهاية العمل، وقد حقق الفيلم نجاحا مدويا وكان الحصان الرابح الذي كان سيجر عربة النجاحات الموالية.

فقد قدمت مباشرة بعده فيلمها "فيروز هانم" الذي أبدعت فيه أيما إبداع، وهي تؤدي دور الفتاة الثرية المدللة التي تقف إلى جانب الخير فيقف الخير إلى جانبها، وخطفت فيروز الأضواء كلها آنذاك، ومن المدهش أنها في هذا العمل كانت البطلة التي كتب اسمها أعلى الإعلان، في حين كتب اسم الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا أسفله إلى جانب مجموعة من النجوم، منهم فردوس محمد وحسن فايق، وكان العمل من إخراج عباس كامل. غير أن فيلمها الثالث "صورة الزفاف" الذي قدمته مع زهرة العلا ومحسن سرحان عام 1952 لم يكن بالمستوى نفسه رغم فوزه ببعض الجوائز وأدائها الجميل فيه.

استدركت فيروز بسرعة الأمر، وعادت إلى أحضان والدها الروحي "أنور وجدي" وقدما معا فيلم "ذهب" الذي يعد واحدا من أجمل الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية، وما تزال أغنياته حية في الذاكرة بعد مرور أكثر من ستين عاما على صدوره، وكانت أجواؤه شبيهة إلى حد ما بفيلمها الأول ياسمين.

بعد ذلك قدمت فيروز فيلم "الحرمان" في نفس العام، لتظهر معها شقيقتها "نيللي" لأول مرة، وهو الأمر الذي تكرر مرة أخرى في فيلم "عصافير الجنة" عام 1955، وكان العمل مع اسماعيل يس هو المحطة الموالية لفيروز، فقدمت معه "اسماعيل يس للبيع" و"اسماعيل يس طرزان".

كانت فيروز تكبر شيئا فشيئا مع مرور السنوات، ففي عام 1958 قدمت فيلما بعنوان "أيامي السعيدة" وكان عمرها آنذاك خمسة عشرة عاما، مما أدى إلى تغيّر شكلها ونوعية أدوارها وهو تغيّر كان من الصعب أن يتقبله الجمهور الذي اعتاد على الطفلة الصغيرة، وكان من الصعب إقناعه بأداء فيروز الشابة، لتنتهي مسيرتها عام 1959 حينما قامت بآخر أدوارها في فيلم "بفكر في اللي ناسيني" وكان ختاما موفقا مع عمل قام ببطولته رشدي أباظة وشكري سرحان وهند رستم وزهرة العلا.

وهكذا غابت فيروز عن الشاشات، وتزوجت من الممثل "بدر الدين جمجوم" لتعيش حياة بعيدة عن الأضواء التي لاحقتها في طفولتها، وبعيدا عن نجوميتها الاستثنائية التي خفتت مع تقدمها في السن، ولكنها بالتأكيد جعلتها تبقى إلى الأبد طفلة موهوبة في عيون الجماهير العربية.

دلالات
المساهمون