تبعات حفلة راغب علامة قد تلقي بظلالها على المهرجانات التونسية

04 يوليو 2024
اعتبر أن الغناء واستمرار الحياة هو شكل من أشكال الانتصار لفلسطين (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **حفل افتتاح الدورة الـ24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون:**
أقيم المهرجان بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية ومؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين بين 26 و29 يونيو/حزيران 2024، وأثار جدلاً بعد صعود معجبة لراغب علامة للرقص والغناء معه، مما أثار حفيظة الناشطين.

- **ردود الأفعال الرسمية والشعبية:**
استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد وزير التعليم العالي، مؤكداً على ضرورة إرساء ثقافة وطنية. دعا الإعلامي محمد رمزي المنصوري إلى إعادة هيكلة المهرجانات ورسم أهداف واضحة.

- **تداعيات الحفل وتصريحات راغب علامة:**
أكد راغب علامة تضامنه مع الشعب الفلسطيني وإدانته لجرائم المحتل الإسرائيلي، مشيراً إلى أنه ألغى عشر حفلات تضامناً مع غزة، ودعا لاعتماد مقاييس تنظيمية أكثر صرامة في المهرجانات المقبلة.
لم يمرّ حفل افتتاح الدورة الـ24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية ومؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسيتين في الفترة بين 26 و29 يونيو/حزيران 2024، من دون أن يترك تبعات في المشهد الثقافي التونسي. ويرجع السبب في ذلك، ما أثير حول حفل الافتتاح الذي أحياه راغب علامة من جدل في منصات التواصل الاجتماعي، بعد صعود واحدة من معجبات الفنان اللبناني والرقص والغناء معه بطريقة أثارت حفيظة الكثير من الناشطين، الذين رأوا أن المهرجان الذي رفع شعار "نصرة لفلسطين" تحول إلى مناسبة للرقص واللهو، في وقت يتعرض فيه سكان غزة إلى إبادة جماعية من قبل الجيش الإسرائيلي، انطلقت فصولها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وتتواصل إلى حدّ الآن.

الجدل حول الحفل انتقل من منصات التواصل الاجتماعي إلى قصر قرطاج، المقر الرسمي للرئيس التونسي قيس سعيد، الذي استقبل يوم الثلاثاء منصف بوكثير وزير التعليم العالي والمكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية، بعد إقالة وزيرة الثقافة حياة قطاط القرمازي في شهر مارس/آذار الماضي. حيث أكد الرئيس التونسي "أن المهرجانات الثقافية يجب أن تساهم في إرساء ثقافة وطنية والارتقاء بالذوق العام، فمسرح قرطاج ومسرح الحمامات، على سبيل المثال، لم يكونا مفتوحين إلا للأعمال الثقافية الراقية، وكثيرون من الخارج كان حلمهم الوقوف على هذين المسرحين، لأنهم يعتبرون ذلك اعترافا لهم بقيمتهم الفنية بل وحتى تتويجا لمسيرتهم، عكس ما يحصل اليوم في المهرجانين المذكورين وفي عدد من المهرجانات الأخرى".

إثر هذا التصريح للرئيس التونسي الذي فُهم منه رفضه لما حصل على مسرح قرطاج أثناء حفل راغب علامة، توالت ردود الأفعال حول ما حصل. فأكد محمد رمزي المنصوري، الإعلامي المختص في الشأن الثقافي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تنظيم المهرجانات في تونس يتطلب إعادة هيكلة فعلية ورسم أهداف واضحة لهذه المهرجانات، تجمع بين الترفيه ونشر الثقافة التونسية والانفتاح على الثقافات الأخرى من دون السقوط في الابتذال"، وأضاف: "كان على الأطراف المنظمة للمهرجان مراعاة الظرف الذي يمرّ به الأشقاء في فلسطين، والاكتفاء بمظاهر احتفالية محدودة مثلما حصل في أيام قرطاج المسرحية وغيرها من التظاهرات، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين".

وحمّل البعض المديرتين العامتين للتلفزيون والإذاعة التونسية مسؤولية ما حصل، باعتبارهما شريكين في تنظيم المهرجان، لتنتشر ليلة الثلاثاء في منصات التواصل الاجتماعي معلومات عن عزم الرئيس التونسي قيس سعيد إقالتهما بسبب ما حصل. لكن مديرا في التلفزيون التونسي، رفض ذكر اسمه، أكد لـ"العربي الجديد" أن "الإذاعة والتلفزيون التونسيين شريكان في تنظيم الدورة الـ24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، مثل وزارة الشؤون الثقافية ومؤسسة عربسات، إلا أن اختيار من سيغنّي في حفلي الافتتاح والختام يعتبر ضمن اختصاص اتحاد إذاعات الدول العربية، لأنه الجهة التي تبرم الاتفاقات مع الفنانين وتتولى التفاوض على أجورهم".

راغب علامة والتضامن مع غزة

وبعد انتهاء الحفل، عقد راغب علامة ندوة صحافية، أكد فيها من جديد تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني، وإدانته جرائم المحتل الإسرائيلي. وحول سؤال أحد الصحافيين له عن مغزى هذا التضامن وهو يقيم حفلاً فنياً ساهراً، في حين يعاني سكان غزة من الاعتداءات اليومية والتقتيل والتهجير والجوع، أجاب: "منذ بداية العدوان على غزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ألغيت عشر حفلات كانت مبرمجة، لكنني أعتبر أن الغناء واستمرار الحياة هو شكل من أشكال الانتصار لفلسطين وللحياة، وأنتم رأيتم أن أهل غزة يقاومون ويرسمون ملحمتهم التاريخية، لكن حياتهم مستمرة رغم كل شيء، كما رأينا بعضهم يغني"، وأضاف: "من يدعون إلى عدم الاحتفال هم يخدمون العدو الصهيوني، ولا يخدمون القضية الفلسطينية التي ستنتصر عاجلاً لا آجلاً".

يبدو أن ما حصل في افتتاح المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وتصريح الرئيس التونسي قيس سعيد قد يلقي بظلاله على المهرجانات الصيفية، حيث سيتم اعتماد مقاييس تنظيمية أكثر صرامة تمنع الحضور من الصعود إلى المسرح، كما حصل سابقا في أكثر من حفل خلال المهرجانات التونسية، كما أن مقاييس اعتماد العروض المشاركة في المهرجانات الصيفية لسنة 2025 (باعتبار أن كل المهرجانات أعلنت عن برامجها لصيف 2024) قد تتغير ويصبح التركيز أكثر على العروض ذات الطابع الفني غير التجاري.

 

المساهمون