في ذكرى ميلادها: وردة الممثلة صنعت وردة المطربة

22 يوليو 2015
وردة الجزائرية (getty)
+ الخط -
            
يصادف تاريخ اليوم 22 يوليو/تموز، ذكرى ميلاد الفنانة وردة الجزائرية، التي ولدت عام 1939 في باريس، حيث كان والدها "محمد فتوكي" مقيماً، والذي لم يكن يعرف لحظة ولادتها أنها ستكون علامة فارقة في تاريخ الفن العربي، وأنها ستترك خلفها حين رحيلها عام 2012، رصيداً ضخماً من الأعمال الموسيقية والفنية الخالدة.

ومع أن الجميع يعرف وردة المطربة التي قدمت عدداً كبيراً من الأغنيات الخالدة، فإن وردة الممثلة ومحطاتها التمثيلية لم تحظ بكثير من الضوء، وقد لا يعرف كثيرون أنها بدأت أصلا كممثلة، ودخلت عالم الفن من خلال المخرج "حلمي رفلة" الذي  دعاها إلى مصر وقدمها لأول مرة كنجمة في فلم سينمائي غنائي بعنوان "ألمظ وعبده الحامولي"، من بطولة عادل مأمون وحسين رياض عام 1962، ثم ما لبث أن التقطها المخرج الكبير نيازي مصطفى بعد عام واحد، ومنحها دور البطولة في فيلم "أميرة العرب" إلى جانب رشدي أباظة.

لمع نجم وردة في التمثيل آنذاك، فقد دخلت الفن من بابه الواسع وغنت "هقولك حاجة" للسنباطي و"إسأل دموع عينيا" لعبد الوهاب، مما جعلها ترتفع عالياً في سلم المجد منذ أول خطواتها داخل الوسط، غير أن مؤامرة حيكت ضدها وأبعدتها عن مصر، ولم تعد إلا مطلع السبعينيات، واستقرت في مصر بعد زواجها من الملحن الشهير بليغ حمدي عام 1972، وبدأت في تقديم أعمال غنائية نالت صدى واسعاً وقفزت بها إلى أعلى هرم النجومية.

غير أنها لم تستطع نسيان رغبتها في التمثيل، إذ إنها رغم ابتعادها عن مصر، شاركت عام 1970 في مسلسل الوادي الكبير بلبنان، وحين عودتها للقاهرة عادت إلى السينما من خلال فيلمها الشهير "حكايتي مع الزمان"، الذي شاركها بطولته رشدي أباظة وأخرجه حسن الإمام. ثم قدمت فيلم "صوت الحب" عام 1973 مع حلمي رفلة وحسن يوسف، غير أنه لم يكن عملاً بالمستوى المطلوب، فعادت إلى ثنائيتها مع رشدي أباظة في فيلم "أه يا ليل يا زمن" عام 1977، ليكون آخر عمل سينمائي لها بعنوان "ليه يا دنيا" عام 1994 إلى جانب صلاح السعدني ومحمود ياسين، ومن إخراج هاني لاشين.

كما قدمت وردة عرضاً مسرحياً واحداً في حياتها، كان بعنوان "تمر حنّة" عند عودتها إلى مصر مطلع السبعينيات، ولم تكرر التجربة بعد ذلك، لكنها خاضت مجال الدراما في "الوادي الكبير" وقدمت في مصر "أوراق الورد" و"آن الأوان" الذي كان آخر أعمالها عام 2006.

عشرة أعمال وعشرة أدوار، هي حصيلة موهبة التمثيل التي لم تتخل عنها وردة الجزائرية يوماً، إلى جانب موهبتها الكبيرة في الغناء، والتي رغم قصرها وانقطاعاتها، كانت مهمة بالنسبة لها واعتبرتها جزءاً مكملاً لذاتها لأن "وردة الممثلة" سبب من أسباب ميلاد وردة المطربة، التي ستبقى إلى الأبد، صوتاً للحب والإبداع.

إقرأ أيضاً: نجوم الغناء في دراما 2015: الرابحون والخاسرون

المساهمون