كعك العيد ممزوج بشقاوة الأطفال

18 يوليو 2015
بهجة العيد وكعكه (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لا تُضيّع الخمسينية الفلسطينية أم إبراهيم شريم أياً من العيدين من دون صناعة "كعك العيد"، الذي أضحى عادة فلسطينية تزين مائدة استقبال الضيوف المهنئين بالعيد، إلى جانب القهوة السادة والشوكولاتة والحلويات التي يتم صنعها منزلياً.

"عجقة العيد"، هكذا تصف أم ابراهيم لحظات صنع كعك ومعمول العيد، التي تشاركها فيها بناتها، وزوجة ابنها وباقي نساء البيت، الى جانب "شقاوة" الأطفال الصغار الذين يعشقون أجواء صناعته، خاصة وأنها تشعرهم بأجواء الفرحة المصاحبة للأعياد.

المكونات الأساسية لكعك العيد التي توارثتها الأجيال منذ عشرات السنين لا تختلف كثيراً من عائلة إلى أخرى، لكن الذي يختلف هو طريقة التحضير والشكل النهائي لقطعها مختلفة الأحجام، والتي تقدم مزينة بالسكر المطحون.

اقرأ أيضاً: زنود الست... لكل الأعياد

وعن تلك المكونات تقول أم ابراهيم شريم لـ"العربي الجديد": "هناك فرق بين صناعة الكعك والمعمول، فالكعك يعتمد في مكوناته على السميد، الطحين، الزبدة، الفانيلا، الخميرة، زيت الذرة، السكر، الينسون، دقة الكعك، إضافة الى قرفة وسمسم وزيت زيتون حسب الحاجة، وعجوة التمر لحشو العجينة".

أما المعمول، وفق أم إبراهيم، فيعتمد بشكل أساسي على السميد، إلى جانب الزبدة غير المالحة، السمن، زيت الذرة، السكر، المستكة، المحلب، دقة المعمول، الخميرة، الماء الدافء للعجن، إضافة الى الحشوة اللازمة، كالتمر أو عين الجمل المفروم، أو الفستق الحلبي.

وتشير أم إبراهيم إلى أنه "بعد تجهيز عجينة الكعك في مساء اليوم السابق لخبزه، نضيف في اليوم التالي اليانسون والسمسم ودقة الكعك، كذلك نحضر عجينة الحشو، المكونة من تمر معجون بالقرفة ويت الزيتون، نقوم بتقطيع الحشوة بحجم يتناسب مع قطع العجين، نشعل الفرن على درجة حرارة عالية، وبعد عشر دقائق نخفض الحرارة حتى تصل إلى المتوسطة".

وتترك عجينة المعمول 24 ساعة بعد تحضيرها، وفي اليوم الثاني يتم إضافة ربع كوب ماء دافي به خميرة والقليل من السكر، ويتم تركها مدة ربع ساعة، يتم خلالها تحضير الحشوة، وبإضافة الجوز إلى التمر، ويتم خلطها بدقة المعمول، وعجنها بزيت الزيتون، ومن ثم وضعها على نار هادئة.

لكن أم إبراهيم تنوّه إلى أنّ تكلفة صنع الكعك مرتفعة الى حد ما، وصناعته مرهقة، لكننا اعتدنا على صناعته منذ زمن (..). وتستذكر أنها كانت تساعد أمها قديماً في تحضيره، وكانت تشعر بمعنى العيد في تلك اللحظات التي تجتمع فيها العائلة، وتغمر بجو من الحب والفرح.

اقرأ أيضاً: كعك العيد تراث فلسطيني

وتضيف: "ندرك تماماً مدى الوجع والقهر الذي يصيب كل فلسطيني نتيجة الممارسات الاسرائيلية، لكننا شعب قوي، تعالى على جراحه وآلامه، تعالى على الحصار والاحتلال (..) البعض صنع الكعك العام الماضي في الحرب، ونتمنى أن يعم السلام كل ربوع فلسطين".

العجقة الجميلة التي تغمر منازل الفلسطينيين في ليالي العيد وأيامه الأولى، وتفوح رائحتها اللافتة في الطرقات وبين أزقة المخيمات، لم تسلم من شبح الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تخيم على قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام، والمتخم بالهموم والفقر وارتفاع نسب البطالة، التي أثرت سلباً على صناعتها، لكنها لم تلغها.
المساهمون