العرب يتفنّنون في صناعة "الغريْبة"

07 ابريل 2015
حلوى الغريْبة الشهيّة (العربي الجديد)
+ الخط -
تتشابه مكوّنات المأكولات عند العديد من شعوب العالم، إلاّ أن بعضهم ابتكر طُرقاً جديدة في صناعة مأكولاته ومشروبه، وتفنّن في إدخال عناصر أخرى إليها، تُميزها عن باقي الشعوب. وعلى الرّغم من أصناف الحلويات المختلفة الموجودة في فلسطين من البقلاوة والنمّورة والهريسة، إلاّ أن "الغريْبة" ما زالت من الحلويات الشعبية المميزة التي تشهد إقبالاً ملحوظاً على تحضيرها وشرائها.

صانعو الحلويات في مدينة القدس توارثوا مهنة صناعة "الغريبة" من جيل إلى جيل، وتتميز صناعة حلويات المعمول والكعك والغريبة في العيد بالقدس عن صناعتها في الأردن ومصر والبلاد العربية الأخرى. يُشير أحد التجار إلى أن الغريبة والمعمول والكعك في محلّه تتميّز برائحتها وطعمها، حيث يقبل العديد من المواطنين لشراء المنتجات فور مرورهم بجانب المحلّ.

يلفت مواطن من الضفة الغربية إلى أنّ ما يميز الغريبة في الضفة أنها صُنعت في محل داخل البلدة القديمة ويقول: "نحن نحب ريحة القدس، وقد حضرتُ لشرائها رغم قيامنا بإعداد الحلويات في المنزل إلا أنني لا أستغني عن حلويات القدس، لأن كل شيء في القدس له نكهته ومذاقه، فالمدينة تتمسك بخيوط عاداتها وتقاليدها، للحفاظ على التراث الفلسطيني، في وجه هجمة الاحتلال الشرسة لتهويده، ونحضر لشراء احتياجاتنا من القدس من أجل إنعاش التُجّار فيها، فنحن نتشارك أهل القدس كلّ شيء، فنتألم لألمهم ونفرح لفرحهم، والمحلات هنا مباركة لأنهم مرابطون في أكناف المسجد الأقصى".


تعتبرعدة عائلات فلسطينية أن الغريبة، بالإضافة للمعمول، من الحلويات الأساسية التي تُقدّم في المناسبات والأعياد للضيافة، وهي ترتبط بالعادات والتقاليد والتراث الفلسطيني، ويتم توارثها عن الأجداد الذين كانوا يصنعونها في بيوتهم. وتختص بعض القرى والمدن الفلسطينية بأنواع من الأطعمة تتفنن بطرق صنعها، فباتت المأكولات تُميزها عن باقي مدن العالم، تقترن في أحيان كثيرة باسمها، فهناك الكنافة النابلسية، والملبن الخليلي، وكعك القدس، وقطين سلواد.
المساهمون