"لأجلك يا قدس"معرض في الأردن يثير الحنين للأرض القديمة

09 أكتوبر 2015
رزنامة 2015 أحد إنتاجات مركز التراث الفلسطيني (فيسبوك)
+ الخط -
تحت شعار "لأجلك يا قدس" يلتئم في العاصمة الأردنية عمّان صباح غد السبت معرض مركز التراث الفلسطيني الخامس، والذي يهتم بعرض مطرزات ومقتنيات ومنتجات خزفية، لا تخص مدينة القدس وحدها، بل تعكس عراقة المنتوجات الفلسطينية في كل المدن المحتلة.

المعرض الذي يستمر ثلاثة أيام، يسعى القائمون عليه إلى التأكيد أن الحرف اليدوية هي جزء من إعادة التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية، فضلاً عن توجه المركز الدائم لرصد جزء كبير من إيرادات المعرض لدعم الأسر العفيفة والطلاب المحتاجين.

وتأسس مركز التراث الفلسطيني في الأردن في عام 1991 ومن أبرز أهدافه: الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينيين، ومساعدة وتمكين المرأة الفلسطينية وعائلتها بأن تكون مستقلة مادياً، وتقديم العون للعائلات الفلسطينية على أرض الوطن وفي الشتات، بالإضافة إلى دعم التعليم.

ويتميّز معرض هذا العام بحسب السيدة سيرى سعد إحدى القائمات على المشروع، بالأثواب الفلسطينية المطرزة التقليدية، والشالات، والمخدات، مفارش الطاولات، الأحزمة، الشنط، فضلاً عن الخزفيات المصنعة يدوياً من مدينة الخليل، والكتب، والملصقات، والكروت، والكوفيات. وتضيف سعد لـ"العربي الجديد": هذا العام سيكون هناك "طبق خير"، وهي فكرة تتضمن بيع العديد من الأطباق الفلسطينية التقليدية، هادفين إلى تذكير الزوار بالمأكولات الشعبية الفلسطينية.

ولفتت سعد النظر إلى احتواء المعرض على ركن للكتاب، حيث يهتم المركز بعرض أحدث ما طرح من مطابع العالم، من مؤلفات تخص القضية الفلسطينية والمحيط العربي والمرأة، إضافة إلى توفر قسم خاص للإعلام مهمته توضيح الوضع الإنساني الفلسطيني.

كذلك أشارت سعد إلى أن الاهتمام النوعي الذي صادفته المعارض الأربعة الماضية، دفعت القائمين على مركز التراث الفلسطيني، إلى مواصلة سعيهم الدؤوب لإقامة المعرض الخامس هذا العام، مشيرة إلى أن استمرار السياسة التعسفية للاحتلال الاسرائيلي في غزة، والقدس وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة، جعلت الوضع في الداخل الفلسطيني أكثر سوءاً، وباتت الحاجة إلى الدعم أكثر إلحاحاً. وإن هذه الأسباب مجتمعة خلفت أعداداً كبيرة من أخواتنا في المخيمات الراغبات في العمل لدى مركزنا في فلسطين، رغبة منهن في مساعدة عائلاتهن.

وأوضحت أن المركز يوظف حالياً ما يقارب خمسمائة وخمسين امرأة عاملة بالتطريز اليدوي من جميع الفئات العمرية وهذا العدد في ازدياد. ويتم دفع أجور منصفة مقابل الوقت والجهد اللذين تتطلبهما هذه المطرزات الخلابة، كذلك نقوم بدفع أجور مواصلاتهن من داخل المخيمات الفلسطينية، حيث تستغرق الرحلة للوصول إلى المركز قرابة الساعتين، كما نقوم على تشجيعهن عبر منحهن الحوافز المادية الإضافية مقابل الأعمال المتقنة.

وتضيف: يقوم المركز أيضاً بدعم أهلنا في الداخل، عبر تقديم الدعم المادي للعائلات المتعففة، والدعم الصحي والبعثات الدراسية المحلية، كذلك نقوم بدعم العديد من المشاريع المهمة مثل: مشروع تحلية مياه الشرب في غزة، وهي المدينة التي تعد في أمس الحاجة لمياه شرب نقية، وأيضاً نعمل على مساعدة المستشفيات لإنتاج وتخزين الأكسجين الذي هم في أمس الحاجة إليه لعلاج الحالات المرضية.

إلى ذلك.. يُعتبر التطريز الفلسطيني باستخدام الإبرة والخيوط الحريرية، أحد أبرز جوانب الهوية الفلسطينية عبر الأزمنة، فقد قامت المرأة الفلسطينية قديماً سواء أكانت كبيرة أم صغيرة السن بالعمل لساعات بتطريز الأثواب، فقد بدأ التطريز قديماً عن طريق عمل بعض الأشكال الهندسية ثم تطور إلى صور من الطبيعة على تلك الأثواب، وقد تميّزت الأثواب بألوان الطبيعة المبهرة من الأخضر والأحمر، وجرى استخدام بعض رموز الطبيعة في التطريز مثل شجر السرو المحيطة بأشجار البرتقال، والزهور، والياسمين وشجرة الزيتون الشهيرة، حيث كانت وما زالت جميع هذه العناصر حاضرة في المطرزات الفلسطينية، عدا عن وحدات التطريز الخاصة بالمعتقدات وأهم الأحداث السياسية والاجتماعية التي تمر على هذا الشعب العريق.

اقرأ أيضاً: غزّة: لوحات فنية تُلبِس القدس ثوباً مُطرّزاً
المساهمون