سوريون ولبنانيون ساهموا في صناعة تاريخ السينما المصرية

12 يونيو 2014
فنانون لبنانيون وسوريون
+ الخط -
يرى كثيرون أن إقدام بعض الفنانين السوريين واللبنانيين حاليا على خوض غمار السينما المصرية ظاهرة جديدة تستحقّ الاحتفاء والتحليل والمتابعة. ولعلّهم لم ينتبهوا إلى كونها ظاهرة قديمة جدا تعود إلى زمن الكلاسيكيات في منتصف القرن الماضي، وأنّه ما من داع لاعتبارها فتحاً جديداً. فنجوم كثيرون من بلاد الشام ساهموا في صناعة تاريخ السينما المصرية منذ انطلاقتها الأولى، ومن أشهر هؤلاء:

صباح:

من لا يعرف الصبّوحة؟ هذه النجمة اللبنانية التي أشرقت في تاريخ الفنّ، المصري خصوصاً، منذ أوّل خطواتها في العام 1945، بدورها في فيلم "القلب له واحد". وامتدّت مسيرتها الفنية ما يزيد عن واحد وأربعين عاماً. ورغم أنّها اعتزلت الفنّ إلا أنّها بقيت إلى يومنا هذا أيقونة لامعة واسماً خالداً.


عمر الشريف:

حين وقف الشاب اللبناني، ميشيل شلهوب، للمرّة الأولى أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" العام 1954، لم يكن أحد يستطيع أن يتخيّل المجد العظيم الذي ينتظر هذا الآتي من المجهول. إذ لم يتغيّر فقط اسمه منذ ذلك الحين ليصير "عمر الشريف"، بل تغيّرت حياته كلّها، ولم يفُز بنجومية وصلت به إلى العالمية، بل خطف أيضاً قلب سيّدة الشاشة وتزوّجها لاحقاً.

أنور وجدي:

في العام 1927 ظهر شاب سوري من مدينة حلب للمرّة الأولى في حياته على شاشات السينما من خلال فيلم "قبلة في الصحراء". كان اسمه "أنور وجدي". وكان ترتيبه الثالث من حيث أهمية الأدوار. غير أنّه ما لبث أن قفز إلى الصدارة بعد ذلك ليصبح أبرز نجوم الصفّ الأول. فقد أثبت سريعاً موهبته الفريدة التي صنعت له مجداً لا يُنسى.

نور الهدى:

كانت نور الهدى من اكتشافات الممثل الشهير يوسف وهبي. في إحدى زياراته إلى لبنان وقّع معها عقداً نقلها إلى القاهرة لتظهر العام 1943 في فيلم "الجوهرة" للمرّة الأولى. وقد كان صوتها الجميل وحبّها للغناء من مقومات نجاحها الجماهيري الكبير. لكنّه أيضاً كان السبب الذي جعلها تترك مصر وتعود إلى بيروت بعد 10 أعوام فقط من النجومية. إذ منعتها القوانين الضريبية من الغناء على المسرح. لكنّ مرورها القصير ترك أثراً جميلاً ورصيداً من 27 عملاً.

جورج أبيض:

استطاع الممثل اللبناني جورج الأبيض أن يفرض نفسه بقوّة في مصر التي هاجر إليها في عمر باكر، في الـ18 فقط. كان مفلساً ومحبطاً حينها. لكنّه استطاع أن يتحوّل إلى صانع حقيقي للحركة الفنية. فكان أوّل نقيب لممثلي المسرح والسينما العام 1943، وأوّل من قدّم فيلماً غنائياً في تاريخ السينما المصرية العام 1932، واختار له عنوان "أنشودة الفؤاد". كما أنّه العميد الذي افتتح معهد الفنون المسرحية، الذي لا يزال مصنعاً للنجوم وراعياً للمواهب في المسرح والسينما.

فريد الأطرش:

طبع صوت فريد الأطرش زمن الفنّ الجميل، وصنعت موهبته السينمائية نجومية من نوع خاصّ، منذ خطواته الأولى في مصر العام 1941، من خلال بطولة فيلم "انتصار الشباب" إلى جانب أخته "أسمهان". لعب الأخوان دور أخوين فقيرين وموهوبين، واستمرّ هذا المشوار حتّى وفاته العام 1974 بعد آخر أفلامه "نغم في حياتي"، ليرحل هو وتبقى أنغامه على شاشاتنا وفي يومياتنا. 

أسمهان:

على خطى شقيقها فريد سارت اسمهان صاحبة الصوت الرخيم الذي صنع ليالي الأنس في مصر طوال عشر سنوات. فقد رحلت في الـ27 من عمرها، ولم تترك سوى عملين سينمائيين فقط هما "انتصار الشباب" و"غرام وانتقام". ورغم قصر عمرها الفنّي إلا أنّ نجوميتها تبدو اليوم أبدية.


ماري منيب:

ولدت الفنانة السورية "ماري منيب" في بيروت، ثم انتقلت مع عائلتها إلى مصر لتدخل مجال الفنّ وتتحوّل إلى علامة فارقة في تاريخ الكوميديا. وهي بدأت مشوارها مع السينما المصرية العام 1934 ليستمرّ 35 عاماً، عملت خلالها في أكثر من 100 عمل، من أشهرها: "لعبة الست" في 1946، و"الحموات الفاتنات" في 1953، و"حماتي ملاك" في 1959.

تطول قائمة أفلامها تماماً كما تطول قائمة هؤلاء النجوم الذين شاركوا في صناعة العصر الذهبي للسينما في مصر، انطلاقاً من زمن الأبيض والأسود ومروراً بصوت البادية اللبنانية "سميرة توفيق" ، إلى شقراء الشاشة "إيمان"، إلى رغدة، فجمال سليمان وسلاف فواخرجي وجمانة مراد وغيرهم ممن سيواصلون مسيرة من سبقوهم.

المتفحص في تاريخ الفنّ سيتأكّد أنّ هذه الظاهرة التي يُروَّج لها على أنّها جديدة ما هي في الحقيقة إلا ظاهرة قديمة من عمر السينما العربية.

المساهمون