"مهرجان حصاد الشاي" في اليابان: بشائر الأخضر المقدّس

06 مايو 2014
يابانيات بالكيمونو يحصدن الشاي/Getty/Buddhika Weerasinghe
+ الخط -

كجميع مواسم الحصاد يبدأ الأمر بعيد وينتهي بعرس. هكذا درج الريفيون في أصقاع الأرض منذ بداية مشوارهم مع الأرض والزراعة. يعيّدون لبدء الموسم، ويؤجلون أعراسهم حتى نهايته ليكون الفرح فرحين.

لم يعد كثيرون يقومون بهذا اليوم، لكنّ بعضهم على الأقلّ يتذكّر ويستعيد، كما يفعل اليابانيون في موسم حصاد "التانشا"، أي أوراق الشاي الأخضر، ويخصّصون لبدايته احتفالية متميزة، تحديداً في مدينة يوجي، جنوب كيوتو، التي احتفلت بالمناسبة عبر مهرجان سنوي تتفاءل بأن يجلب الحظّ ووعود الخير والصحة والطبابة وتعديل الأمزجة المرتبطة بشراب هذه النبتة المعطاءة، كذلك بشائر بعدها الديني والروحي، إذ تتأثّر العلاقة بين اليابانيين والشاي الأخضر بمذهب "زن" البوذي وطقوس مقدّسة عديدة.

من طقوس "مهرجان حصاد الشاي" في يوجي، أن تتزيّن النسوة بملابس الفلاحات اليابانيات الفلكلورية (كيمونو) ويحملن السلال الكبيرة، يرقصن بها بين شتلات الشاي اليانعة، ويغنّين لها كي تطرب سلالهن وجيوب المزارعين، ويكون الموسم طيباً كما يشتهي اليابانيون وعشّاق شايهم الأخضر حول العالم، علماً أنّ اليابان هي ثاني أكبر مصدّر للشاي الأخضر في العالم بعد الصين.

مع نهاية موسم الحصاد سيبدأ موسم ياباني آخر، هو "احتفالية الشاي الياباني- السادو"، وهي فعالية يابانية ثقافية تضمّ الاحتفال بتحضير وتقديم شاي الماتشا، أي مسحوق الشاي الأخضر، إذ يندر عند اليابانيين استعمال أوراق الشاي الأخضر، وهم يفضّلون مسحوقه، ويصنعون منه نوعين من الشراب الساخن: ثقيل وخفيف. وللحصول على هذا الشاي طقوس دقيقة معيّنة، كذلك لطريقة تقديمه وتناوله، أبرزها أن يُقدّم في غرفة خاصة ذات طابع تقليدي، تتمركز في قلب البيت لمكانتها وأهميتها، كما يتلقى يابانيون دورات تدريبية على طقوس الشاي هذه.

وعليه تبدو رحلة الشاي الأخضر الياباني من النبتة إلى الحصاد إلى الطحن والاعداد والتقديم، رحلةً ذات مكانة في التراث والثقافة اليابانيين، وهي متأثّرة بالبعد الصيني والبوذي للشاي، الذي كتبت فيه كثير من الكتب اليابانية والصينية منذ قرون بعيدة.

دلالات
المساهمون