من هي "شارلي إيبدو"؟

08 يناير 2015
من التظاهرات أمس
+ الخط -

قبل أن تصدر صحيفة "شارلي إيبدو" بهذا الاسم، كانت تحمل اسم "هارا ـ كيري"، وأسسها البروفيسور شورون (جورج بيرنييه)، وفرانسوا كافانا، سنة 1960. يومها أرادوها "صحيفة مشاكسة ووقحة"، وهو ما حصل. نجحت "هارا ـ كيري" في جمع أبرز رسّامي الكاريكاتور والكتّاب الساخرين الذين صنعوا مجد الصحيفة وتاريخها. هكذا بدأت تلمع أسماء لرسامين شباب (وقتها): فرانسيس بلانش وتوبور وفْريد وجيبي وكابو... لكن جرأة الصحيفة قادتها إلى مواجهة مع السلطة الفرنسية أكثر من مرة بتهمة "الإساءة للذوق العام". فتعرّضت للحظر عام 1961 ثم 1966. عام 1969، قرّر فريق العمل تأسيس صحيفة تتعاطى بسخرية مع الأحداث السياسية باسم "هارا ـ كيري إيبدو".

1970: في هذا العام، وبعد نشرها غلافاً ساخراً من وفاة الرئيس شارل ديغول، قرّر وزير الداخلية منعها. هكذا قرّرت تغيير اسمها إلى "شارلي إيبدو". لكن الصحيفة القديمة بالإسم الجديد حافظت على هامش الحرية نفسه. حرية أزعجت كثيرين، رجال الدين تحديداً، والشريحة المحافظة من المجتمع الفرنسي.

2006: لكن لعلّ المواجهة الأولى بينها وبين "الجمهور المسلم" كانت في 8 شباط/ فبراير 2006 بعدما أعادت الصحيفة نشر الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي. مواجهة وصلت إلى القضاء الفرنسي الذي حكم لصالح الصحيفة الساخرة وحقها في حرية التعبير.

2008: انسحب الرسام الشهير سيني من "شارلي إيبدو"، بسبب ضغوط قيل يومها إنها سياسية بسبب انتقاده لإسرائيل واتهامات أخرى بـ"معاداة السامية"، وأسّس صحيفته سيني إيبدو.
في السنوات الست الأخيرة، ارتفعت وتيرة المواجهة بين الصحيفة والمؤسسات الدينية (المسيحية والمسلمة) بشكل خاص. إلا أن مديرها الجديد "شارب" (الذي قضى في الجريمة أمس)، حافظ على هامش حريّتها، متحدياً المحافظين، والمؤسسات الدينية، وقبل كل شيء متحدياً رسائل التهديد التي كانت تصله شخصياً، وتصل إلى مكاتب الصحيفة.

2011: أعلنت الصحيفة أنها تهيئ عدداً خاصاً يحمل اسم "شريعة إيبدو"، يكتب النبي محمد افتتاحيته، وكانت النتيجة سريعة: ألقيت قنبلة على مقر الصحيفة واحترق بالكامل.

2012: عاودت الصحيفة نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي، مثيرة ردود فعل غاضبة عند المسلمين.

2015: اقتحمت فرقة كوماندوس مسلحة مقر الصحيفة، أثناء اجتماعها الأسبوعي، وأردي القسم الأكبر من إدارتها وما تبقى من رساميها التاريخيين.

المساهمون