معركة إلكترونية بين "الشرعية" وحلفاء الإمارات

30 ابريل 2020
لم يُدن التحالف انقلاب حلفاء الإمارات (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
لم يتوقف التصعيد بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً عند الملفات العسكرية والسياسية، بل امتد إلى شبكات التواصل الاجتماعي التي شهدت، خلال الساعات الماضية، معركة وسوم فاقمت من حدة التوتر بين الجانبين، رغم دعوات التهدئة. واندلعت المعركة الإلكترونية بعد تدشين الموالين للشرعية وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي يندد بموقف التحالف السعودي - الإماراتي في اليمن وما أسموه "البيان المخزي"، الذي صدر فجر الإثنين، ولم يُدْن بصراحة انقلاب حلفاء الإمارات.

وتحت وسم "#سود_الله_وجه_التحالف"، أطلق الصحافي اليمني، أنيس منصور، حملة إلكترونية قال إنها ستستمر لعدة أيام، وذلك لكشف "المخطط الواضح الذي يستهدف اليمن، بإشراف التحالف السعودي الإماراتي". ونددت الحملة بإقدام حلفاء الإمارات على فرض حالة الطوارئ الرامية إلى قمع الاحتجاجات في عدن. وأعلن الصحافي منصور رفض قمع المتظاهرين السلميين وإرهابهم والتحريض ضدهم تحت أي مبرر، لافتاً إلى أن عسكرة المدينة وإعلان حالة الطوارئ مؤشر خطير لما قد تتعرض له الحركة الاحتجاجية الشعبية السلمية، ويتحمل مسؤوليته القانونية الكاملة المجلس الانتقالي وقواته العسكرية.

ووسط اتهامات للإمارات بأنها خلف المخطط الأخير الذي أعلنه حلفاؤها بالطوارئ والإدارة الذاتية لمدن الجنوب، قالت الناشطة بيداء العولقي، إن الإمارات "لا يمكن أن تلعب كل الأدوار القذرة في اليمن بدون مباركة سعودية". وأشارت العولقي إلى أن السياسة الإماراتية، هي "الوباء والداء الخبيث الذي أصاب الأمة، وإذا أردنا تشخيص العلاج الناجع يجب أن نشخص الداء تشخيصاً دقيقاً".

ورأى ناشطون أن السعودية هي "شريكة للإمارات التي دمرت عدن وسلبتها كل جميل"، لافتين إلى أن ميناء عدن الذي تحتله الإمارات ومليشياتها، كفيل بأن يحول المدينة إلى درّة سياحية واقتصادية عالمية. ووصف الناشط معاذ الشرجبي بيان السعودية الأخير بـ"التهريج"، وقال إن "ما تقوده السعودية سياسيا وعسكريا، هو للتغطية على فشلها في مواجهة ضغوط بن زايد وبعض الدول الغربية"، لافتاً إلى أن "السعودية لن تتردد في التضحية باليمن الموحد والشرعية اليمنية إن لزمت الحاجة". وقالت الناشطة سبأ العواضي إن مشروع الإمارات في اليمن واضح منذ أول يوم كما هو مشروع السعودية. وأشارت إلى أن الإمارات "تريد السيطرة على الموانئ، ليس فقط في اليمن ولكن في القرن الأفريقي أيضا، لأنها لا تريد لأي ميناء عربي أو أفريقي أن ينافس جبل علي ودبي".


واعتبر الناشط صادق الجماعي أن بيان التحالف الأخير، هو شرعنة للانقلاب السابق لمليشيات الإمارات، فقد طلب العودة إلى ما قبل إعلان المليشيات الأخير، أي إلى الأوضاع بعد الانقلاب الأول. وأشار الجماعي إلى أن التحالف أعطى مشروعية لانقلاب الانفصاليين السابق في أغسطس/آب الماضي، ومشروعية لقصف الإمارات الجيش الوطني، متهماً التحالف بأنه يلعب لعبة قذرة، حسب تعبيره.

ومع تباهي حلفاء الشرعية بأن عدداً من المحافظات الجنوبية وعلى رأسها حضرموت أعلنت رفضها لخطوات الانتقالي الجنوبي، شنّ حلفاء الإمارات معركة إلكترونية مضادة، جاءت بعد إخراج العشرات من أنصارهم إلى شوارع المكلا، ليل الإثنين، للترحيب بالبيان المعلن. وتصدر حملة حلفاء الإمارات، عدد من قيادات الصف الأول في الانتقالي الجنوبي، حيث قال عضو هيئة رئاسة المجلس، سالم ثابت العولقي، إن "حضرموت كانت وما زالت وستبقى الجناح الآخر مع عدن، وبهما يحلق الجنوب ومشروعه الوطني عالياً فوق كل الأجندة المشبوهة التي انتفض أبناء المكلا مساء اليوم لرفضها". القيادي في المجلس الانتقالي، أحمد محمد بامعلم، حيّا هو الآخر ما وصفه بـ"تفاعل أبناء حضرموت الكبير" مع بيان المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ قرار الإدارة الذاتية للجنوب وخروجهم في مسيرات سلمية في مختلف مناطق ومديريات حضرموت، واعتبر أن "حضرموت روح الجنوب ولن تغرد خارج السرب الجنوبي"، في إشارة إلى بيان تأييدها للشرعية.

المساهمون