أخنوش الذي بدا في الشريط وهو يتحدّث بحماس، قال إنه لا مجال لقبول أية مزايدة، "ليس هناك إلا الله والوطن والملك، ومن يعتقد أنه سيأتي ليمارس القذف ويسبّ المؤسسات لا مكان له داخل البلاد، ومن أراد بلادنا، المغرب، عليه أن يحترم شعارنا الذي يقول: الله الوطن الملك، ويحترم المؤسسات والديمقراطية لأننا لن نتقدّم إلى الأمام بواسطة القذف". هنا وبعد تصفيق الحاضرين، واصل أخنوش كلامه قائلاً إن العدالة ليست وحدها التي يجب أن تقوم بمهامها في التعامل مع من يمارس السب، "بل حتى المغاربة عليهم أن يقوموا بعملهم، ومن تنقصه التربية من المغاربة، علينا أن نعيد تربيته.. لا يمكن، لا يمكن، نحن لدينا وحدة وراء صاحب الجلالة".
Facebook Post |
هذه العبارات الأخيرة كانت وراء إثارة موجة الغضب والسخرية، بينما اعتبرها العديد من الناشطين في الشبكات الاجتماعية تحريضا على العنف وضربا بعرض الحائط للقوانين والمؤسسات. وأدى نشر هذا المقطع من كلمة أخنوش عبر الصفحة الرسمية لحزب "التجمع الوطني للأحرار" على فيسبوك، إلى إشعال فتيل الغضب مع توظيف المقطع الذي يتوعّد فيه أخنوش بإعادة تربية بعض المغاربة في مقاطع فيديو ساخرة تقوم بدمجه في مشاهد كوميدية للفنان الفكاهي حسن الفد، في شخصية "كبور" الكوميدية الشهيرة في المغرب.
الناشط الفيسبوكي والكاتب الروائي، عبد العزيز العبدي، كتب متوعّدا باستئناف حملة المقاطعة الشعبية التي كانت قد استهدفت شركة "أفريقيا" لتوزيع المحروقات التي يملكها أخنوش، وقال: "شخصيا سأستأنف مقاطعة وقود أفريقيا.. اللهم نعاود ليك أنا الترابي قبل ما تعاودهم لي أنت".
Facebook Post |
دعوة أيدتها الناشطة سمية الوافي، والتي قالت: "بعد تصريحات أخنوش يجب التفكير في حملة مقاطعة جديدة لا تشمل أفريقيا فقط، بل منتوجات المجموعة كلها"، في إشارة إلى مجوعة الشركات التي يملكها أخنوش.
Facebook Post |
من جهته، كتب المناضل اليساري جليل طليمات، تدوينة خاطب فيها أخنوش قائلا: "إلى "الزعيم الأزرق"، رأفة بما تبقى من السياسة، لا تبدّده باندفاعك الانتخابوي المتهافت".
فيما علّق العضو الشاب بحزب "العدالة والتنمية"، هشام الأحرش ساخرا: "القطيع في صحة جيدة، تنقصه فقط إعادة التربية، تحدّث وكأنك أخنوش"، وهو التعليق الذي يشير إلى تصريحات شهيرة سابقة لأخنوش بوصفه وزيرا للفلاحة، يقول فيها إن "القطيع بخير"، يقصد قطيع المواشي.
Facebook Post |
Facebook Post |
المحامي والحقوقي نوفل البعمري نشر بدوره رسالة مطولة موجهة إلى أخنوش، قال فيها: "دعني أعلمك أن المغاربة بسطاء، وفي بساطتهم لن يقبلوا أن يخاطبهم سياسي بهذه اللغة وهذا الخطاب غير الموفق، الذي يخفي نوازع استبدادية في خطابكم السياسي، وهي نوازع قطع معها المغرب ولن يسمح بعودتها ولا أن تطل عليه رؤوس سياسيين بهذا الخطاب".
وأضاف البعمري مخاطبا أخنوش: "وأنت تعتبر أن هناك من لن يجد مكانة له في المغرب، دعني أنبهك أن المغرب لم يكن ملكا لأحد، ولن يكون ملكا لك أو لأي سياسي أو حزب، ولن يكون قطيعا يقاد كما يريد البعض، كما أن ارتباطه بالبلد وبمؤسساته ورموزه ثابت، ولن يكون محط شك، ولا تشكيك". ذكّر البعمري أخنوش بأن المغاربة "هم من أطلقوا ثورة الملك والشعب .... وهم من استقبلوا الأسرة الملكية عند عودتهم من المنفى، وهم من التفوا حول الملكية لمواجهة أطماع الجيران، وهم من شاركوا في المسيرة الخضراء...".